عندما يكون الولاء والانتماء خارج حدود الهوية الوطنية

مشعل وهنيه وقيادة حماس تحتفل بذكرى إفشال “الانقلاب” الذي استهدف اردوغان قبل عام، وتركيا تستعد لإرسال وفد إلى إسرائيل من اجل زيادة أواصر المحبة وتمتين العلاقات بين الجانبين، وإسرائيل بدأت فعليا سياستها بتهويد القدس ووضع بوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى .. مفارقات غريبة وعجيبة وتناقض واضح في مفاهيم حماس وإستراتيجيتها وفي مفهوم الهوية الوطنية التي يجب أن تكون البوصلة في تحديد مسار السياسة الداخلية والخارجية الفلسطينية.
فلا غرابة في مواقف قيادة حماس التي تركت الأقصى مثخن بجراحه وراحت توجه أنظارها نحو العاصمة التركية وتصفق لفعاليات إحياء تركيا لذكرى فشل الانقلاب الذي قام على اردوغان، لنجد ” الاردوغانية” هي البوصلة التي تهتدي بها حماس في استراتيجياتها.
وفي الوقت الذي كانت به أنظار حماس تتجه نحو انقره كان اردوغان يستعد لتقوية علاقاته مع إسرائيل وإرسال وفد رفيع المستوى بهدف الوصول بالعلاقة الى أعلى مستوياتها وهنا يجب الوقوف لحظة واحدة على محددات العلاقة التركية الإسرائيلية والتي كانت تطوراتها مرتبطة بالموقف التركي من حماس إذ أن إسرائيل اشترطت على تركيا تحديد موقفها من حماس والعمل على حصارها وإبعاد قادتها من الأراضي التركية واستجابت تركيا للاملاءات الإسرائيلية وقامت بطرد احد قيادات حماس من أراضيها “صالح العاروري” وربما تكون محددات العلاقة الجديدة بين تركيا وإسرائيل ترفع من سقف المطالب الإسرائيلية في الوقت الذي ترتمي به قيادات حماس في أحضان تركيا.
العالم كله انتفض ضد السياسة الإسرائيلية الهادفة لتغيير معالم القدس وفرض إجراءات جديدة ضد المقدسات الإسلامية وفرض طابع السياسة العبرية على خصوصيتها من خلال وضع جدار الكتروني يطوق ساحات المسجد الأقصى حتى تتحكم إسرائيل بكافة الخيوط السياسية بشأن المدينة المقدسة اذ أن هدف إسرائيل الأول هو إخراج المدينة المقدسة من المفاوضات من خلال الإجراءات المتبعة والتي تتزامن مع قانون يجري إعداده للتصويت عليه لضمان وحدة المدينة وإخضاعها بشكل كامل للسيادة الإسرائيلية .
كل تلك الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل لم تكن كفيلة بأن تتبوأ المدينة الخطوط الرئيسة في سياسة حماس وتحتل الأولوية في الدفاع عنها بل فضلت الخيار التركي على تجنيد كل طاقاتها في الدفاع عن المدينة المقدسة واكتفت بتسويق البيانات والتصريحات.
كل ما حدث من حماس ومواقفها لم يحرك الشعور الوطني والقوي في مخيلة احد اذرع الإخوان المسلمين اذ ان الهوية الوطنية مسقطة من فكر وأيديولوجية الإخوان وربيبتها حماس، وما يصار من مواقف حماس السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ليست أكثر من أطماع تحذوا فكرها وفكر الإخوان المسلمين بالسيطرة على فلسطين لتمرير مخططاتها لخدمة القوى الهادفة لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
كل يوم يمر تتكشف حقائق جديدة حول حماس ونشأتها وفكرها وأيديولوجيتها وسياستها المناوئة للإرث الوطني ولكافة المفاهيم الوطنية ..فقطار الخط الوطني يمر من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ولو كانت حماس تتحسس معنى المفاهيم الوطنية لجاءت زحفا للانخراط في صفوف منظمة التحرير والإعلان عن إنهاء الانقلاب وإعلان الولاء للشرعية الفلسطينية.

خاص- مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا