بعيد معركة «الأقصى»: طي صفحة الانقسام ضرورة ملحة

بقلم: د. خالد معالي

سيسجل التاريخ؛ أن أهالي القدس العزل من السلاح، إلا من سلاح الإيمان والإرادة الفولاذية تحدوا الجيش الذي لا يقهر وقهروه بإرادتهم وتحديهم وتكاتفهم الذي أبهر العالم اجمع، واجبر الاحتلال على إزالة البوابات الالكترونية والممرات والأعمدة الحديدية.
المقدسيون؛ وخلال إزالة البوابات والأعمدة الحديدية عمتهم الفرحة والبهجة والسعادة وراحوا يهتفون للمقاومة؛ كونها هي من وحدتهم، فهم قاوموا قرار الاحتلال، ولم يرفعوا شعارا ولم يرددوا غير
“الله اكبر”، وبالمقاومة وحدها انتصروا، وكانوا كالجسد الواحد، وهو ما جعل رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو يتراجع، وجعل نصرهم المؤزر سابقة لها ما بعدها.
المقاومة حققت الانجاز؛ وجعلت أهل القدس يحققون امتيازا مع مرتبة الشرف، فقد كانوا وحدة واحدة، متراصين، الكل يشارك في المسيرات والاعتصامات، والكل يخدم المرابطين على البوابات، وهو ما اعترف به الكتاب والمحللون الاسرائيليون.
لو تراخى المقدسيون في هذه المعركة لصار حال المسجد الأقصى مثل حال الحرم الإبراهيمي؛ ولوجدوا المستوطنين يزاحمونهم على المسجد الأقصى، وقد يفقدونه في ظل التراخي العربي والإسلامي.
من كان يظن أن أهالي القدس الذي يجري أسرلتهم، والضغط عليهم بكل الطرق والأساليب، وحملات الطرد والتهجير ومصادرة الأراضي وهدم المنازل؛ سيحققون لاحقا انتصارا على نتنياهو ويجبرونه على إلغاء أهم قراراته؛ في وقت حساس كان هو فيه بحاجة لأي نصر رمزي؛ ينقذه من تهم الفساد وتراجع شعبيته أمام جمهوره.
كانت ليلة وفجر يوم الخميس الماضي؛ ليلة انتصار الكف في القدس المحتلة على المخرز، فلكل قوي نقاط ضعف يمكن من خلالها الدخول وإضعافه خاصة إذا كانت قوة تقوم على باطل؛ كما هو الاحتلال.
من حق المقدسيين أن تسود الفرحة بينهم بعد إجبار الاحتلال على إلغاء قراره، وما زالوا يؤكدون على رفضهم دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه قبل إنهاء الاحتلال لكل الإجراءات الأخيرة.
الآلاف من الشباب المقدسي هتفوا حتى ساعات فجر الخميس؛ وكبروا تكبيرات العيد، كما هتفوا بشعارات وطنية فلسطينية تشير إلى تحقيق انتصار على سلطات الاحتلال.
هنيئا للقدس والمسجد الأقصى؛ بأهله ورواده من المقدسيين؛ الرجال… الرجال؛ في زمن قل فيه الرجال، ويبقى ما حققه أهالي القدس؛ عبارة عن جولة كسبوها من عدة جولات لاحقة؛ إلى أن يزول الاحتلال؛ وهو ما يستدعي التخطيط الجيد والمحكم للجولات القادمة، وهي كثيرة جدا في ظل احتلال يبيت النية لابتلاع القدس وتهويدها.
المعركة لم تنته بعد؛ ويجب البناء على نصر المقدسيين، وتعميم تجربتهم في التكاتف والتلاحم لتحقيق النصر؛ وهو ما يستدعي رفع الحصار الاسرائيلي عن غزة، وسرعة طي صفحة الانقسام والوحدة والتكاتف صفا واحدا، والانطلاق في مقاومة نوعية واعية؛ نحو التناقض الرئيس؛ فهل من مجيب هذه المرة!؟

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا