الكونجرس الأمريكي يدعم عنصرية «إسرائيل»

بقلم: لورانس ديفيدسون بروفيسور وكاتب أمريكي (يهودي رافض للصهيونية)

يناقش الكونجرس الأمريكي حالياً مشروع قانون يجرّم مقاطعة «إسرائيل» ويحظى بدعم الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. ويتضمن المشروع عقوبات سجن وغرامات مالية ضد مؤيدي حركة المقاطعة والتي تطالب بسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على «إسرائيل».
في يوليو الماضي، دخلت حركة مقاطعة «إسرائيل» عامها الثالث عشر. وهذا يعني أنه على مدى الاثنتي عشرة سنة الماضية، نمت حركة شعبية عالمية نظمت معارضة نشطة ضد العنصرية الصهيونية والاضطهاد «الإسرائيلي».
وحركة المقاطعة أصبحت تعمل الآن على نطاق واسع. فهي تضغط من أجل سحب الاستثمارات من الشركات التي تتعامل مع «إسرائيل»، خصوصاً منها تلك التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتحث هذه الحركة على مقاطعة جميع المنتجات «الإسرائيلية»، وتنظيم احتجاجات ضد أنشطة مؤسسات ثقافية «إسرائيلية» خارج «إسرائيل»، ومقاطعة المؤسسات الأكاديمية «الإسرائيلية» التي تقدم دعماً ل«إسرائيل»، كما تحث السياح والفنانين على عدم زيارة «إسرائيل».
وقد حققت حركة المقاطعة نجاحات متزايدة في كل أنشطتها هذه. وأظهرت استطلاعات رأي أن ما يصل إلى ثلث الأمريكيين و80% من الكنديين يؤيدون حركة المقاطعة. وهذه الحركة ناشطة بقوة أيضاً في أوروبا الغربية، بينما يتزايد نشاطها في أمريكا اللاتينية وأستراليا.
وطبعاً، الحكومة «الإسرائيلية» تحاول التقليل من شأن هذه الحركة وتعتمد في محاولتها هذه على حملة تشهيرية تسعى لتصوير حركة المقاطعة على أنها «شكل جديد من العداء للسامية».
ولكن هناك أمران يجعلان من الصعب أن يتقبل جمهور الناس عموماً هذه الحملة «الإسرائيلية»:
1 – كثيرون من مؤيدي حركة المقاطعة هم يهود، ما يؤكد حقيقة أن اليهودية والدولة الصهيونية ليستا نفس الشيء.
2 – تمارس «إسرائيل» علانية أعمال تمييز ضد الفلسطينيين، وهذا يؤيد توصيف حركة المقاطعة ل«إسرائيل» بأنها دولة عنصرية تمارس التمييز ضد الفلسطينيين.
وبينما تتزايد أعداد الناس الذين يؤيدون حركة المقاطعة، فإن أعداد الذين يدعمون «إسرائيل» تتناقص. وفي منتصف يونيو/حزيران، أظهر استقصاء أجرته منظمة مؤيدة ل«إسرائيل» تسمى «مجموعة «إسرائيل» الجديدة» أن «التأييد ل«إسرائيل» بين طلاب الجامعات الأمريكية انخفض بنسبة 27% خلال الفترة من 2010 إلى 2016»، في حين أن «التأييد ل«إسرائيل» بين الأمريكيين انخفض 14 نقطة». واستنتجت «مجموعة «إسرائيل» الجديدة» من هذا الاستقصاء أن «كثيرين من الأمريكيين لم يعودوا يعتقدون أن «إسرائيل» تشاركهم القيم التي يؤمنون بها». وسبب ذلك ليس أي استشراء للعداء للسامية، وإنما تزايد الأدلة بانتظام على «العنصرية «الإسرائيلية».
للأسف، عجز «إسرائيل» عن الاحتفاظ بصورة إيجابية عنها بين الرأي العام لا يعني بالضرورة أنها ستهزم على مدى قريب. وهنا في الولايات المتحدة سببان لذلك:
1 – بالرغم من سلوك «إسرائيل» البغيض، وأيضاً بالرغم من المساعدات الأمريكية الفاحشة في ضخامتها التي تساعدها على الاستمرار في هذا السلوك، فإن أياً من هذا السلوك أو المساعدات الأمريكية لم يصبح بعد قضية بالنسبة للأمريكيين.
2 – نتيجة لعدم وجود ضغط سياسي من الناخبين الأمريكيين، لا يزال الصهاينة الأمريكيون يتمتعون بحرية كاملة لاستخدام المال وأشكال ضغط أخرى من أجل جعل كل من الكونجرس والحزبين الرئيسيين في أمريكا يتجاهلون العنصرية السافرة ل«إسرائيل» ويستمرون في دعمها بقوة.
وهناك أدلة كثيرة على أن الصهاينة يمارسون فعلاً العنصرية في «إسرائيل» والأراضي المحتلة، وبالتالي فإن اتهام الصهاينة لحركة المقاطعة بأنها معادية للسامية إنما ينطوي على تناقض. فهذا يقتضي منكم أن توافقوا على أن من يؤيد حركة المقاطعة يكون في آن واحد معادياً للسامية ومعادياً للعنصرية. وللأسف، في غياب ضغط من الناخبين، هذا التناقض المنافي للمنطق لا يهم معظم السياسيين الأمريكيين، كما أنه لا يطرح على النقاش مسألة أن تجريم وحظر حركة المقاطعة هو انتهاك واضح للتعديل الأول في الدستور الأمريكي.
وتبعاً لكل ذلك، آن أوان الاستجابة لدعوة ربيكا فيلكومرسون، رئيسة منظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام» الأهلية الأمريكية (التي تدعو لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ودعم حق الفلسطينيين في الأمن وتقرير المصير) عندما قالت: «بعد 70 سنة من انتزاع أراضي الفلسطينيين وتشريدهم، و50 سنة من الاحتلال العسكري «الإسرائيلي»، و10 سنوات من حصار غزة، نعتقد أن الأوان قد آن بالنسبة للجماعة اليهودية الأمريكية، وأيضاً الجماعات اليهودية في بقية العالم، أن يبدأوا مناقشات مزعجة حقاً».

عن الخليج الإماراتية نقلا عن موقع «كونسورتيوم نيوز»

المادة السابقة
المقالة القادمة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا