مسؤولون فلسطينيون يشككون في نزاهة واشنطن بعملية السلام

شككت محادثة مسرّبة لجاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قال فيها إن الولايات المتحدة مترددة في عقد صفقة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من قدرة واشنطن لعب دور الوسيط النزيه لإنهاء الصراع.
وقال جاريد كوشنر في محادثة خاصة وغير رسمية مع متدربين في الكونغرس، إنه غير واثق من أن بمقدور إدارة ترامب عرض أي شيء “مميز” لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأثنى على تعامل إسرائيل مع الأزمة الحالية في الحرم القدسي.
وكان ترامب أكد لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلع مايو الماضي في البيت الأبيض في واشنطن، سعيه للتوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن الأمر “قد يكون أقل صعوبة مما يعتقده الناس منذ أعوام”.

صهر ترامب لا يصلح وسيطا
وشككت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في قدرة كوشنر، على لعب دور الوسيط في الشرق الأوسط والنجاح في الوصول لحل للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت عشراوي إن كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ترامب، ليس مؤهلا للقيام بدور الوسيط في الشرق الأوسط، موضحة أنه ليس على دراية كافية بالتطورات في المنطقة كما أنه يميل بشكل كبير للموقف الإسرائيلي.
وأضافت في تصريحات صحيفة، “عندما لا يعرف المرء أهمية الأماكن المقدسة ولا يرى أن إسرائيل لا تغير فقط الوضع الراهن، بل تقوم بتغيير المسؤولية الدينية هناك، فلن يتمكن من رؤية إهانة مقدسات ومشاعر البشر. وبالتالي لا يعرف المرء (في هذه الحالة) أي شيء عن الحل نفسه”.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، إن الولايات المتحدة الاميركية فقدت مصداقيتها ودرها في تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وأن الوقت قد حان لوقف الرهان على الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأوضح خالد أن التسجيلات الصوتية لكوشنير جاءت منسجمة تماما مع سلسلة المواقف والتصرفات التي صدرت وتصدر عن الادارة الاميركية والتي تعكس انحيازا أعمى لسياسة حكومة المتطرفين والمستوطنين الاسرائيلية.
وعبر خالد عن خشيته بأن يتكرر سيناريو دفع الفلسطينيين إلى التكيف مع عملية سياسية وهمية باعتبارها افضل من حالة الفراغ السياسي، كما عبرت عن ذلك في السابق وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون.
ودعا في الوقت نفسه للعودة الى قرارات المجلس المركزي الفلسطيني في دورة انعقاده قبل اكثر من عامين والبدء بتطبيقها والى إعداد الرأي العام الفلسطيني لفك الارتباط مع الحكومة الإسرائيلية والاستفادة من دروس معركة الدفاع عن القدس.
وكان الرئيس الأمريكي قد عين صهره كوشنير، مهمة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وتم تسجيل المحادثة لكوشنير من قبل أحد المتدربين الحاضرين وتسريبها بعد ذلك إلى موقع Wired، الذي قام بنشر إجابة كوشنر الكاملة عن سؤال حول مساعي البيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا بـ”الاتفاق المثالي”.
وقال كوشنر “ما الشيء الفريد الذي نعرضه؟ لا أعرف.. أنا متأكد أن كل من حاول ذلك كان فريدا بطريقة معينة، ولكن مرة أخرى نحن نحاول التتبع بصورة منطقية جدا. نفكر حول ما هي الحالة النهائية الصحيحة، ونحاول العمل مع الأطراف بهدوء تام لنرى أن كان هنا حل”.وتابع قائلا “وقد لا يكون هناك حل، ولكن هذه إحدى المشاكل التي طلب منا الرئيس التركيز عليها. لذلك سنركز عليها للوصول إلى النتيجة الصحيحة في المستقبل القريب”.
وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم، بفعل التعنت الإسرائيلي واستمرارها بالاستيطان.

موقع قناة الغد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version