نتنياهو بين السقوط السياسي والتصعيد في القدس

بقلم: يحيى رباح

ما زال الانتصار الكبير الذي حققه المقدسيون بكل مستوياتهم، فعاليات دينية ومرابطون وفعاليات تنظيمية قادتها فتح بامتياز وأجيال مقدسية جديدة، من خلال توحد في حدوده القصوى مع القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن الذي جسد حضوره من اللحظة الأولى في صباح الرابع عشر من تموز، حين حذر نتنياهو من استغلال الأحداث، ما زال هذا الانتصار من الوزن الكبير يثير ردود أفعال وتداعيات واسعة، وما زال نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل والمتواطئون معه في الحكومة الإسرائيلية يبحثون عن طريقة للإفاقة من اللطمة القوية التي تعرضوا لها حين اضطر نتنياهو للنزول عن الشجرة عاريا ومكشوفا، لأن الملفات الخطيرة التي تلاحقه، تزداد قوة وحبكة حتى وإن سارت ببطء، ولا تزال تتقدم في اتجاه واحد وهو سقوط نتنياهو، الذي حققت الشرطة مع زوجته سارة في الأسبوع الماضي، والذي ظهر في ملفاته شهود ملك، أي شهود عندهم ما يقولونه ضده في شهاداتهم مقابل الأمان، وبالتالي فان الوضع في القدس وحول الأقصى ينطوي على خطورة زائدة، ولكن المقدسيين بوعيهم لما يجري يقفون بالمرصاد، وهم أهل لذلك، حتى وإن كان النصر الثمين العظيم الذي أهدوه للأمتين العربية والإسلامية لم يظهر ما يوازيه على الصعيدين العربي والإسلامي رغم كثرة الادعاءات!!!!
في الاجتماعين على مستوى وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وعلى مستوى وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، لم يظهر منها شيء حقيقي، والبيان الأخير لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية يكشف عن مرارة واضحة، وربما لهذا السبب فإن نتنياهو يحاول الهجوم من جديد، وإرسال ألاف ومئات من اليهود المتعصبين إلى باحات الأقصى هي الدليل على ذلك، لكن المقدسيين على أهبة الاستعداد، والقيادة الفلسطينية تتابع الوضع بدقة واقتدار، وبعض الشركاء العرب الذين هم معنا في المعركة في غاية التنبه وخاصة الأردن ومصر اللذين لا تغفل عيونهم عن أحداث الأقصى لحظة واحدة.
رخاوة الخاصرة في الحالة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس لا تزال على حالها بل أكثر سوءا وارتهانا، بل إن حماس تزداد خروجا من المشهد وتزداد نفياً من الحضور الفلسطيني، وآخر الشطحات المريعة لحماس انها تماطل وترفض تنفيذ القرار الذي أصدره الرئيس بتخصيص مئة دونم لصالح انشاء محطة لتحلية المياه بالقرب من دير البلح في أرض المحررات التي انسحبت منها المستوطنات الإسرائيلية في العام 2005، لماذا هذا الرفض والتباطؤ والمماطلة ؟؟؟ لا جواب، ويبدو أن البؤس في غزة، والعطش وتلوث الشاطئ والتقارير عن قرب عدم صلاحية القطاع للحياة هي العوامل الوحيدة التي تستمد منها حماس القدرة على البقاء، فهل هناك تفسير آخر؟؟؟

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا