الحرازين: زيارة العاهل الأردني رسالة للاحتلال بأن العرب يقفون مع القيادة الفلسطينية لمواجهة المخططات الصهيونية

قال الدكتور جهاد الحرازين، استاذ العلوم السياسية، والقيادي في حركة “فتح”، “إن زيارة الملك عبدالله الثاني إلي فلسطين، تأتي في سياق العلاقات المتواصلة والأخوية بين القيادتين الأردنية والفلسطينية، بالإضافة إلي أنها تحمل العديد من الدلالات السياسية والاجتماعية التي تؤكد بأن العلاقة بين البلدين هي علاقة تاريخية متجذرة ومترابطة ولا يمكن أن تصيبها أي حالة من حالات الضعف”، مؤكدًا ان الزيارة جاءت لتؤكد على متانة العلاقات العربية في ظل تحدي الاحتلال لكافة القوانين الدولية وقرارات المنظمات الدولية المختصة، ومحاولتها لفرض سياسة العنصرية وبسط نفوذها على المسجد الأقصى والقدس.

وأشاد خلال لقاء في برنامج “المشهد” الذي يذاع على فضائية “النيل الاخبارية” بالمواقف السياسية للمملكة الأردنية ولكافة الدول العربية المؤثرة في العالم في دعم صمود المقدسيين في التحدي الأسطوري والمقاومة التي جسدها الشعب الفلسطيني في مواجهة انتهاكات الاحتلال الغاشم للمسجد الأقصى، مؤكدًا أنه لا بد من الإدراك أن المملكة الأردنية هي رئيسة القمة العربية وهي تمثل العرب، وان هذه الزيارة رسالة لدولة الاحتلال بأن العرب سيقفون مع القضية والقيادة الفلسطينية في كافة القرارات القادمة لمواجهة المخططات الصهيونية.

وأضاف “الحرازين”،: “أنه تم الاتفاق خلال الزيارة على مجموعة من الأمور منها مواصلة التنسيق والمشاورات التي تخص كافة القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وإحياء عملية السلام، والاتفاق على وضع مجموعة من الآليات لتفعيل مبادرة السلام العربية، باعتبار أن الأردن هي رئيسة القمة العربية، وإجراء اتصالات مع الإدارة الامريكية للوقوف على موقفها الحقيقي من اتجاه عملية السلام”.

وتابع أن ما ترتب على هذه الزيارة، هو “تشكيل خلية أزمة لمتابعة إجراءات الاحتلال على الصعيد الدولي والعربي الإسلامي”، مشيرًا إلى ان كافة المؤشرات تنذر بأن الاحتلال سيقدم على مجموعة من الخطوات التصعيدية في ظل الأزمة الداخلية التي يعاني منها “نتنياهو”، وخاصة ما يوجه إليه من تهم وقضايا الفساد.

وأشار “الحرازين” إلى ان كافة ما يقوم به نتنياهو من سياسات عنصرية وانتهاكات على كافة المستويات في ظل ما يمر به من قضايا فساد وتوترات داخلية هو يحاول من خلالها لفت الأنظار إلى قضايا اخرى حتى يتهرب من الملفات الداخلية، موضحًا أن الزيارة تمثل رسالة لحكومة “نتنياهو”، بأنه لا يمكن القبول بفكرة الوطن البديل للفلسطينيين، بل أن الشعب الفلسطيني والأردني هما شعبان شقيقان توأمان، وأن القيادة الأردنية تقدر القيادة الفلسطينية.

وحذر من الانتهاكات التي يرتكبها نتنياهو بحق المسجد الأقصى والتي يمكن ان تنقل المنطقة بأكملها إلى حرب دينية، قائلًا: “اسرائيل كل يوم تمارس حالة من العربدة لقطعان المستوطنين باتجاه اقتحامات مستمرة لباحات المسجد الأقصى، وتحاول ان تكبر نفسها وتجعل نفسها دولة مستهدفة في محاولة للفت المجتمع الدولي والأوربي لتقديم الكثير من المساعدات، وكافة ما يقوم به نتنياهو يؤكد انه يحاول نقل المعركة إلى اتجاه ديني”، مطالبًا بأن يكون هناك رد فعل واضح للعرب وحالة من التحضير على كافة المخططات الصهيونية التي تسعى إلى اشعال المنطقة من جديد.

وذكر “الحرازين”، أن الشهر المقبل سيشهد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث هناك العديد من القضايا التي يجب أن تحسم لإعادة احياء عملية السلام واظهار الوجه الحقيقي للاحتلال حتى يكون هناك موقف دولي تجاه الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني على المستوى الميداني قائلًا: “الشعب الفلسطيني صامد على أرضه كل يوم حتى لو اقتلعوا الشعب الفلسطيني لن يستطيعوا قلع فلسطين من قلوبه ففلسطين باقية وخالدة وهذا الأمل المتجذر بالشعب الفلسطيني”.

وبشأن الانقسام الفلسطيني أشار الحرازين إلى ان القيادة الفلسطينية وحركة فتح في حالة من الاستعداد التام لإنهاء المصالحة قائلا: “حركة حماس عملت على وقف تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بلم الشمل الفلسطيني بعد مبادرات الرئيس عباس أكثر من مرة، واصرت على الاستقلال بإدارة قطاع غزة بعيدًا عن الحكومة الفلسطينية الشرعية”، وعلى حركة حماس العودة لبنود اتفاق القاهرة الذى تم توقيعه عام 2011 لجمع الشمل الفلسطينية، وللخروج من حالة الارتهان الخارجي التي تفرض على القضية الفلسطينية حتى يتم التفرغ لمواجهة الاحتلال”، مثمنًا دور ومواقف مصر الدائمة لإنهاء وتحقيق المصالحة الوطنية.

واختتم “الحرازين”: “على المجتمع الدولي ان يدرك جيدًا انه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون اعطاء الشعب الفلسطيني لحقوقه وتحقيق السلام العادل المبني على رؤية حل الدولتين واقامة دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فالقضية الفلسطينية تشكل نقطة الارتكاز في منطقة الشرق الأوسط لذلك لابد ان تكون الجهود العربية والاسلامية موحدة ومنسقة خلال الفترة القادمة لمساندة القضية الفلسطينية وقضايا الصراع”.

فتح نيوز | كتبت: سمية علي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version