حماس وفتح وضرورة التوافق

بقلم: الدكتور سامي جبر

لاشك أننا جميعا ندرك أن قطاع غزه بات منهكا لدرجة لم يعد هناك أي احتمال لأي مغامرات قد تقوده إلى مزيدا من التشظي والتفكك بمختلف المسميات والأدوات .

فمن حكم (الأبواب المغلقة) على مدى عشرة سنوات ، و خمسة وعشرون عاما وأكثر ، إلى حكم (انفتاح) السلب والنهب واللعب بالبيضة والحجر لما يقارب خمسة وعشرون سنه أعتقد أن ذلك يكفي كعقوبة للقطاع وأهله على جريمة صمتهم على حكم من لايستحق الحكم .

نقول للمغامرين من كل الأطراف فليضع كل منكم سيفه في غمده وليهياه تحسبا لعودة العدو الحقيقي ، أما القطاع وقضاياه الداخلية العالقة ، سياسية كانت أو خدماتية أو اجتماعية فهي لاتحتاج إلى سيوف وخيول بل تحتاج إلى حكمة وعقول فامضوا إلى مصالحة سياسيه فلسطينيه تشمل كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الفلسطيني تنتهي إلى اتفاق القبول بالآخر الفلسطيني الذي يقوم على احترام رأي الشعب الفلسطيني والقبول بخياراته .

قطاع غزه اليوم يئن تحت وطأة انعدام أبسط الخدمات الإنسانية فيه ويدفع تكاليف حروب فرضت عليه ، بسبب حقد الصهاينه وتآمر البعض ، وبسبب المغامرات الصبيانية للبعض والقرارات الارتجالية القاصرة للبعض الآخر ، لا طال كرامة يناضل لأجلها على مدى أكثر من عشرون عاما ، ولا طال حياة تساويه بأتعس البشر في المعمورة نتيجة السياسات الخاطئه التي تشتم منها رائحة الفئويه والأنا التي لا زال يشعل البعض نيرانها وتوارى عجزا عن اخمادها أو حسمها .

كل التجارب وعلى مدى أكثر من عشرة سنوات مرورا بتجاربنا التي لم تجف دماء ضحاياها بعد تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن مآسي هذه البقعة من الأرض سببها المؤامرات والسياسات التي كانت ومازالت تنتهج فيها من جميع الأطراف دون إستثناء احد ، كان اساسها باستمرار الاستحواذ إما السياسي أو الفئوي او لصالح أجندات يجب أن تفرغ على أرض القطاع ، وهو الأمر الذي أدى بنا جميعا أن نخسر أغلى مانملك في لحظة طيش سياسي وهروب غير عاقل وأصبح شعبنا هناك عبيدا للقمة عيش مغموزه بالدم والهم ، وما زالت سلاسل العبودية تكبل عقولنا بعدما تقريبا تحررت أيدينا أو أيدي البعض منا .

غزه جزء وجزء مهم من الوطن ، ولكل الشعب الفلسطيني ، ويأتي في مقدمتهم شهداء الثوره الفلسطينيه على مدى تاريخها ، فإذا أردنا العلاج لمعاناتنا خارج هذه الحقيقة فإننا نعد العدة لأيام أشد سوادا من سابقاتها ولذلك فإن عقلاء شعبنا مطالبون اليوم باتخاذ مواقف حاسمة تجاه المغامرين الذين لايرون أبعد من انوفهم والذين يسعون للمجد الشخصي أو الحزبي أو الفئوي من لهم مصلحه أن يستمر الانقسام وان لا ترى المصالحه النور ، ويلقون بغزه يعني بالوطن وأهله بالكل الفلسطيني في أتون نيران رغباتهم المريضة التي لايوافقهم عليها أحد .

وإذا استمرينا في عبثنا على مستوى الداخل الفلسطيني ، فإننا لن نصل في معركتنا مع من اغتصب حقنا إلى أي حلول أو انتصارات لأننا ببساطة سنستمر ضعاف في وقت لايعترف مغتصب أرضنا إلا بلغة القوة التي لن تكون إلا بقبولنا ببعضنا البعض على أساس فلسطينيتنا ليس غيرها ..

ومن يسعون اليوم لتفجير المعارك الداخلية وصناعة أسبابها التي تمزق نسيج المجتمع الفلسطيني وتعيده إلى ماقبل المربع رقم واحد إنما يشكلون بفعلهم هذا داعما مخلصا لمحتل ومغتصب الأرض سواء في غزه أو غيرها ..

” غزه” للكل ولكل ابناءها إلا من ابى ، ومن لم يحترم خيارات شعب تحمل وزر الدفاع عنها فقد أبى .

بقلم الدكتور سامي جبر

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا