حديث القدس: شعبنا لن يقبل أي تراجع

التصريحات التي أدلى بها الرئيس محمود عباس خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة “فتح” أمس وأكد فيها على أهمية الوحدة الوطنية والحرص على تحقيقها أشار فيها الى اجتماع القاهرة الثلاثاء القادم “لوضع الأسس والبحث في التفاصيل الخاصة بتمكين الحكومة والخطوات المقبلة وهو ما يحتاج الى جهد وتعب ونوايا طيبة”، هذه التصريحات تؤكد من جهة تمسك القيادة الفلسطينية بالمصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، ودليل ذلك أيضاً استجابة اللجنة المركزية لطلب مصر الشقيقة المشاركة بهذا الحوار، الاّ أنها من الجهة الأخرى تلقي الضوء على عدم استكمال تفاصيل تطبيق المصالحة وان ذلك يحتاج الى حوار واتفاق، وهو ما اعتقدنا مع توجه الحكومة الى غزة والاستقبال الحاشد والحافل التي حظيت به والمصافحات التي جرت بين مسؤولي السلطة وفتح من جهة ومسؤولي حركة حماس من الجهة الاخرى، وتسلم الوزراء وزاراتهم، إعتقدنا أن الجزء الأكبر من المصالحة قد تحقق خاصة وأن مصر الشقيقة دعمت ورعت وشاركت في كل هذه الخطوات.
إن ما يجب ان يقال هنا أولاً أن المصالحة الفلسطينية كانت ولازالت مطلبا شعبياً ملحّاً رغم تأخر تحقيقها أكثر من عشر سنوات، كما أن التحديات الجسام الماثلة أمام الكل الوطني خاصة تلك التي تفرضها إسرائيل باستمرار احتلالها وتوسيع استيطانها وسد الطريق أمام أي جهد حقيقي لاستئناف عملية السلام، كل ذلك يفرض التقدم بخطوات سريعة تضاف الى تلك التي تحققت، ومن غير المعقول أو المقبول أن نغرق مجددا في جلسات حوار نخشى ان يطول أمدها أو أن تتخللها عقبات يهدد عدم تجاوزها ما تحقق حتى الآن.
كما أن ما يجب أن يقال هنا أيضاً أن الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو الشتات أو الداخل الذي عانى ولازال يعاني من تداعيات الإنقسام، ورحّب بما تحقق مؤخرا، لن يقبل أي تراجع وكما استقبل بأمل وفرحة وصول حكومة الوفاق الى غزة وتأكيد الجميع على المضي قدماً، ينتظر مزيداً من الخطوات وبأقصى سرعة، بما في ذلك تمكينه من قول كلمته في صناديق الإقتراع في الإنتخابات العامة لتعزيز الشرعية الفلسطينية وإعادة الوجه المشرق للنظام السياسي الفلسطيني الديمقراطي التعددّي والمشاركة الفاعلة للشعب في صنع مسيرته ومستقبله.
وإذا كان هناك لاقدر الله بعض نقاط الخلاف المستعصية أو تلك التي لن يتفق عليها في القاهرة فإن ذلك لن يبرر إطالة أمد الحوار، فبالإمكان تجميد هذه النقاط وحسمها الى ما بعد إجراء الإنتخابات من قبل الممثلين المنتخبين الذين يُفترض أن يمثلوا إرادة الشعب الفلسطيني.
أوضاعنا عموماً لم تعد تحتمل إطالة أمد الإنقسام والأوضاع المأساوية في قطاع غزة تحديدا لم تعد تحتمل وسط الحصار والفقر والبطالة وانعدام الخدمات الطبيعية سواء الكهرباء أو الماء أو الصحة أو التعليم وغيره، عدا عن آلاف البيوت المدمرة والبنى التحتية المدمرة أو المتهالكة وكذا أوضاع الضفة الغربية وفي مقدمتها القدس وما يتعرض له المواطن من معاناة جراء حملات الدهم والاعتقال والعقوبات الجماعية والقيود على حرية الحركة عبر عشرات الحواجز العسكرية وما تتعرض له المدينة المقدسة من تهويد ومساس بالمقدسات واستيطان ..الخ، ولهذا لم يعد مقبولاً أو معقولاً ان يحدث أي تراجع لاقدر الله أو مماطلة أو تسويف.
كلنا أمل بأن تسفر اجتماعات القاهرة عن طيّ نهاية لصفحة الإنقسام الأسود وأن يتحمل الكل الوطني مسؤولياته في مسيرة شعبنا نحو الحرية والإستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا