زهرات طوباس يحاكمن “بلفور” وحفيدته “تيزيزا ماي”

خصّصت وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، الحلقة السابعة من سلسلة “نور”، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، لمئوية وعد بلفور الأسود. وصاغت طالبات مدرسة طوباس الثانوية، رسائل لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، بعد أيام من تفاخرها بوعد بلفور وإصرارها على الاحتفال به، ورفضها الاعتذار عنه.

وكتبت زهرات طوباس بالإنجليزية والعربية، رسائل قطرت حرية، واشتملت محاكمة صورية لوزير خارجية المملكة المتحدة آرثر جيمس بلفور، وحفيدته تيزيزا ماي.

وقالت تسنيم عدلي: “يكبرني وعد بلفور بـ83 عامًا، وهي الكلمات الباطلة التي أفقدتني وطني. فقد ورثت معاناة والدي وأجدادي، واليوم لا أعرف كيف تحتفلون بخطيئة سياسية.”

وتابعت: “تخيلي سيدة ماي، لو أن وزير خارجية روسيا أو ألمانيا أو فرنسا أو الصين، قدم وعدًا لشعب آخر غير شعب المملكة المتحدة لتأسيس وطني قومي فيها. وسأتطوع بالإجابة نيابة عنك: عندها، ستعلنون الحرب الدبلوماسية على هذه الدول، وستطلبون من مجلس الأمن التدخل بالقوة واستخدام (البند السابع)، وسترفضون مجرد فكرة المس بسيدة أرضكم.”

وأنهت تسنيم: “تخيلي أن ابنتك أو حفيدتك تسكن في مدينة طوباس، وتفقد أراضي عائلتها في الأغوار الشمالية، ويحوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي حياة أهلها إلى جحيم بفعل التدريبات العسكرية، والمستوطنات. وأتمنى أن أجد عينا ترى الحقيقة ولا تقفز عنها.”

الألغام بدل القمح!

وقالت جواهر علي: “السيدة تيريزا، أول مشهد يعلق في ذهن فتاة في السابعة عشرة رؤية أرض جدها، وقد تحولت إلى معسكر للاحتلال، الذي زرعها بالألغام بدل القمح، وحوّلها إلى مستوطنات، وسلب مياه عين الساكوت والحمة والأغوار الشمالية، وصار يطارد الخيام وأهلها.”

وأضافت: “لا نطلب منك القمر، بل عدم الإصرار على ظلمنا التاريخي، والتصرف بأرضنا وكأنها قطعة من عاصمتكم لندن، وإن أردتِ المضي في سياستك، بوسعك التبرع ببرمنغهام أو ليفربول أو ليدز أو غيرها، لأي شعب تريدينه”.

وكتبت رغد دراغمة: “عمري 17 سنة، أمسك اليوم علم بلادي الذي مزق وعد وزير خارجيتكم أرضه، وأسألك عن آخر مرة شاهدت فيها صورة بيت فلسطيني هدمه الاحتلال، أو مستوطنة مقامة فوق أرض جدي، أو طفلا وضع رصاص الاحتلال حدًا لأحلامه.”

لندن للرومان!

وقالت: “حصلت مدرستي على وسام تميز من المجلس الثقافي البريطاني مشكورًا، لكننا نطمح أن نحصل على الحرية، واعتذار صغير عن ألمنا المتواصل منذ مئة عام.”

وجاء في رسالة همس دراغمة: “سيدتي ماي، تصوري لو أن حفيدتك سألتك مرة، هل يمكن أن نُقدّم لندن هدية لشعب فقير في مكان ما من العالم؟ بكل تأكيد سترفضين، وتقنعين طفلتكِ أن الوطن لا يمكن التنازل عنه لأحد.”

وقالت أمل فاضل: “هل تعلمين يا رئيسة الوزراء أننا نعيش داخل كرة نار من مئة عام. لا أظن أن عليا أو كريما أو مها أو جورج أو مريم أو أي طفل فلسطيني يكره شعب بريطانيا، ويتمنى لها الدمار، لكن أحدًا منا لا يمكن التصفيق لك، وأنت تتفاخرين بوعد بلفور.”

واختارت روان عيسى الإنجليزية لخطاب قصير جاء فيه: “أستيقظ سيدتي كل يوم مبكرًا، وأذهب لمدرستي، ويعجز جزءٌ ممن هم في عمري عن فعل ذلك دون عبور بوابات وحواجز إسرائيلية تحاصر بيوتهم ومدارسهم قرب جدار الفصل العنصري. وكل هذا ما كان ليحدث، لو أن عينكم أبصرت الحقيقة، ولم تقدم أرضنا ووطنا على طبق من ذهب لشعب آخر.”

وتابعت: “سيدتي، قرأنا في التاريخ، وسمعنا من أجدادنا عن جنود مملكتكم الذين قتلوا أبناء شعبنا خلال احتلال بلادنا، وأعدموا شبانا بعمر الورد، لمجرد أنهم أحبوا بلدهم، وطالبوا بالحرية”.

وأنهت: “ماذا لو قدّم أحد أجدادنا لندن هبة أو هدية للرومان قبل ألف عام؟ هل ستستوعبين ذلك؟”

أسئلة وبوح

وتكررت عبارات مشابهة في رسائل شادن عبد الرازق، ونوال سائد مسلماني، ورهف دراغمة، وشروق فوزي، وهبة دراغمة، وشهد أبو محسن.

ومما جاء في مقاطع منها: هل تعلمين أن عدد أبناء شعبنا المشردين بسبب وعد جدكم بلفور، يفوق عدد الموجودين في وطننا المحتل اليوم؟ و”لن يكون الثاني من تشرين الثاني يومًا جميلاً في بلادنا، وبالتأكيد لن نستطيع الغناء والضحك أو الاحتفال”، و”منذ قرن سيدة تيريزا فقدنا السلام والحرية بسبب كلمات وزير خارجيتكم”، و”بسبب بلفور فقد جدي عمله وبيته في حيفا التي أقتلع منها”.

بدوره، قال منسق وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف، إن الوزارة بدأت باستعادة المئوية الأولى لوعد بلفور الأسود عبر ندوة سياسية بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة شارك فيها القائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، والنائب العربية في “الكنيسيت” حنين زعبي، ووكيل الوزارة محمود خليفة، وستواصل الفعاليات بندوة في الجامعة العربية الأمريكية بمشاركة النائب أحمد الطيبي والمحاضر في العلوم السياسية أيمن يوسف. وتسلط الضوء في سلسلة (نور) الخاصة بشأن التربوي لأصوات الزهرات ورسائلهن، فيما ستكرس حلقات: “أصوات من طوباس”، و”ذاكرة لا تصدأ” خلال الأسبوعين القادمين للوعد الأسوأ في التاريخ البشري، إلى جانب أنشطة أخرى.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا