منصور: لم يعترف أحد بسيادة اسرائيل في القدس ومصير المدينة المحتلة تحدده المفاوضات

قال المندوب الدائم لدولة فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور، إن القرار الأميركي أدى لتوترات في المنطقة وسيقود لتداعيات خطيرة، حيث إن اسرائيل تبتهج بالقرار ما يؤكد أنه جاء بتحريض منها، فبدلا من الالتزام بقرارات مجلس الأمن فإنهم يستمرون بارتكاب الجرائم وإقناع قادة العالم بأنهم على حق، ويواصلون تدمير حل الدولتين وتغيير الوضع القانوني في القدس والوضع السكاني فيها.

وأعرب عن الرفض الفلسطيني للحصانة التي أعطيت لإسرائيل، وعدم محاسبتها ومطالبتها بتطبيق القانون الدولي، وبالتالي مواصلتها ارتكاب الجرائم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم، كما أن هذا الدعم الأميركي لإسرائيل يقوض دورها في المنطقة.

وبين أنه لا يوجد دولة في العالم اعترفت بسيادة اسرائيل على القدس، وأن مصير القدس يتحدد من خلال المفاوضات، حيث تبقى القدس الشرقية أرضا محتلة منذ عام 1967، وتبقى جزءا من الأراضي المحتلة في ذلك العام، وأننا ممتنون للمواقف التي عبرت عنها دول العالم، والمعارضة العالمية للقرار وتداعياته الخطيرة والتي تهدد ذلك آفاق السلام، والقانون الدولي وقرارات المجلس والتي يجب دعمها واحترامها، فوضع القدس لا يمكن تغييره بقرار أحادي الجانب، ويجب اعتباره لاغيا وباطلا.

واستذكر القرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن تحديدا، حول القدس، ومنها قرار المجلس رقم 478 الصادر في 20/8/1980 والذي نص على عدم الاعتراف بالقانون الإسرائيلي بضم القدس، ودعا الدول الأعضاء إلى سحب بعثاتها الدبلوماسية من المدينة، والقرار رقم 2253 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1967، والذي نص على دعوة دولة الاحتلال إلغاء التدابير المتخذة لتغيير وضع مدينة القدس، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 الصادر في 23/12/2016، وهو من أبرز القرارات التي تدين الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وأكد عدم شرعية المستوطنات والوقف الفوري لكافة الأنشطة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن أي تغييرات على حدود عام 1967 لن يعترف بها إلا بتوافق الطرفين.

وقال إن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعني غياب الاستقرار في العالم، وإن حق الفلسطينيين والمسيحيين في القدس لا يمكن تقويضه، حيث إن ملايين الفلسطينيين يقولون إن القدس أولوية وخط أحمر ولا يوجد من يفرط بها، ولا حل ولا اتفاق بدونها، وستبقى قلب فلسطين، وهي قبلة المسلمين الأولى، وثالث مسجد تشد إليه الرحال.

وذكر بدعوة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي باحترام القرارات الدولية. وأعرب عن تقدير دولة فلسطين للجهود الأردنية لحماية المقدسات في القدس، وللبيانات الصادرة عن دول العالم والتي تؤكد اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية وخاصة مدينة القدس، كون المدينة وضعت ضمن وضع قانوني خاص وفقا لقرارات الأمم المتحدة، والتي دعت لحماية المكانة الدينية والتراثية والثقافية وحرية الوصول للمواقع المقدسة، مع احترام أن القدس مقدسة للديانات الثلاثة، وهو ما أكدته الجمعية العامة مفندة الرواية الإسرائيلية بهذا المجال.

وقال إنه يجب على المجلس التأكيد الواضح على موقفه من القدس ومعارضة أي انتهاك من قبل أي دولة، لأن قرارات المجلس هي مفتاح السلام، والرسائل السلبية ضد هذا التصرف غير المسؤول، وإن على المجلس الامتناع عما من شأنه أن يؤدي لتحسس ديني وينقل الصراع إلى صراع ديني، واستنكار القرار الأميركي وأن يبذل الجهود لحل الصراع، والعمل لتنفيذ قراراته، وتطبيق ميثاق المجلس.

كما دعا الولايات المتحدة لإلغاء القرار وتصحيح المسار، من أجل إنقاذ آفاق الحل السلمي بما يضمن الازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين.

ودعا دول العالم بأن لا تعترف بالقرارات الأحادية الجانب، وأن تعمل وفق القرارات الدولية، وتلك التي لم تعترف بدولة فلسطين حتى الآن، أن تسارع إلى الاعتراف كرد على القرار الأميركي لأن هذا يعني استثمارا في السلام. كما دعا للعمل ضمن جهود جماعية من أجل تحقيق سلام شامل ودائم وعادل بدلا من الجهود الفردية.

وقال إن الأوان آن لكل الأطراف من أجل الحشد لهذه الجهود، كي نتجنب الوقوع في الأخطاء التي مرت بها عملية السلام سابقا، ولأن طرفا واحدا لا يحق له أن يحتكر عملية السلام خاصة عندما يكون منحازا للاحتلال.

وأوضح أن القيادة ستستمر في مشاوراتها على كل المستويات، لمعالجة هذا الوضع، حيث سيعقد اجتماع طارئ للمجلس المركزي لإقرار موقف فلسطيني موحد، وللعمل بكل ما هو ممكن لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام الدائم والعادل، وتحقيق حل عادل لقضية اللاجئين، وتحقيق الاستقلال لدولة فلسطين ليعيش شعبنا بأمن وسلام واستقرار.

وأعرب منصور عن الشكر والامتنان للدول الثمانية لدعوتها لعقد هذا الاجتماع الطارئ، وحيا شعبنا الفلسطيني العظيم الذي يدافع عن قدسنا اليوم، والصامدين المدافعين عند باب العمود وفي كافة القرى والمدن الفلسطينية، والشرفاء المدافعين عن القانون الدولي ومن دعا إلى تراجع الإدارة الأميركية عن قراراها غير المسؤول والاستفزازي والذي ليس له هدف سوى دعم الاحتلال، وإرضاء اسرائيل.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا