بمواجهة قرار ترامب.. توجه فلسطيني نحو المقاومة المسلحة والانتفاضة الشعبية

أظهرت النتائج الأولية للاستفتاء السنوي الذي تجريه “دنيا الوطن”، دعم 42% من المشاركين في الاستفتاء للمقاومة المسلحة خياراً لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس، فيما توزعت النسب بالتفاوت على “الخيارات الدبلوماسية، والمقاومة الشعبية، وإلغاء اتفاقية أوسلو”.
ويعكس ذلك موقف الشارع الفلسطيني والعربي من المقاومة المسلحة، والتي لا زالت تمثل بالنسبة لهم الخيار الأنسب من أجل تحقيق الأهداف، والوصل إلى كامل الحقوق الفلسطينية، الأمر الذي يراه المراقبون مؤشراً على تصاعد الغضب الشعبي على الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي حسام الدجني، إن تلك النتائج تمثل تعبيراً طبيعياً عن الغضب الشعبي من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لافتاً إلى أن الجماهير بدأت على يقين كبير أن حل الدولتين انتهى، وأن عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد فشلت.
وأوضح الدجني، أن الجماهير الفلسطينية والعربية ترى بأن التحركات الدبلوماسية لم تحقق أهدافها، ولم تقدم أي شيء للفلسطينيين، منوهاً إلى أن تحول الرأي العام يمثل قناعة راسخة بأن الاحتلال لا يمكن أن ينتهي إلا بالمقاومة المسلحة.
وأضاف: “نتائج أي استطلاع رأي لصالح التوجه نحو المقاومة المسلحة وارتفاع تدريجي في هذه النسب خاصة في التعامل مع الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أن النجاحات الدبلوماسية لن تغني بالنسبة لهم عن المقاومة المسلحة.
وتابع: “النجاحات الدبلوماسية لم تجبر إسرائيل على تطبيق القرارات المتعلقة بالحقوق الفلسطينية أو الالتزام بالقانون الدولي، كما أن الأمم المتحدة لم تقم بدورها لمعاقبة الاحتلال أو عزله، وبالتالي فإن الجماهير ترى أن التحركات الدبلوماسية قفزة في الهواء”، مشيراً إلى أن المواطن يرى أنه ما لم يتم التحرك بشكل جدي على أرض الواقع لن تعود الحقوق الفلسطينية.
واستطرد: “الجماهير تنظر بأهمية للتحركات الدبلوماسية إلا أنها ترى أنها لا يمكن لها وحدها أن تحقق شيئاً على الأرض، كما أن القرارات الدبلوماسية تحتاج إلى قوة لتطبيقها وإلى نظام دولي عادل من أجل فرضها، إلا أن الأوضاع الراهنة مختلفة تماماً عن ذلك”.
من ناحيته، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور رياض العيلة، إن تلك النتائج تأتي نظراً لأن التحركات السياسية والمفاوضات خلال ربع قرن لم تقدم شيئاً للفلسطينيين، وبالتالي فإن الحاجة باتت ملحة لإيجاد استراتيجية جديدة، أو العودة إلى استراتيجية المقاومة المسلحة.
وأضاف العيلة، أنه في الوقت الراهن نجد أن الخيار الثاني يبدو معقداً خاصة وأن إسرائيل تسعى لمواجهة مسلحة مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن القضية الأساسية، والتي تمثل مدينة القدس مركزها، لافتاً إلى أن الحالة الفلسطينية بحاجة إلى وجود مزيج بين كل أشكال المقاومة.
وأشار إلى أن الوسيلة الأنجح في الوقت الراهن هي الانتفاضة الشعبية غير المبنية على الأحزاب، منوهاً إلى أن ذلك يأتي في ظل التوجهات الدبلوماسية التي لم تنتج سوى النتائج المعنوية، ولم يكن لها أي نتائج ملموسة على الأرض.
وتابع العيلة: “الانتفاضة هي الوسيلة الأقوى لتحقيق الأهداف، خاصة أنها تمثل وسيلة من وسائل المقاومة الشعبية لتحقيق الأهداف، والجماهير بعاطفتهم يرون أن المقاومة المسلحة الوسيلة الأنسب لتحقيق الأهداف الفلسطينية”.
في ذات السياق، يقول المحلل السياسي، طلال عوكل، إن النتائج الأولية تظهر التوجه العاطفي الذي يعبر عن حالة الغضب من قرار ترامب، خاصة وأن القرار أنهى مستقبل حل الدولتين، لافتاً إلى أنه من غير المناسب التوجه في الوقت الراهن للكفاح المسلح والذي يعتبر هدفاً إسرائيلياً للتغطية على ملف القدس.
وأضاف عوكل، أن إسرائيل تهدف إلى جر المنطقة إلى مواجهة مسلحة، وذلك من أجل كسب التعاطف الدولي، خاصة بعد العزلة التي عاشتها إثر قرار ترامب، منوهاً إلى أن الغضب الشعبي يجعل التوجه لديه نحو المقاومة المسلحة وتصعيد المواجهة مع الاحتلال.
وأشار إلى أن الجمهور الفلسطيني، يعبر بذلك عن غضبه من تعثر الملفات الفلسطينية، إلا أننا لا نحتاج لأن نفقد الدعم الدولي، فالأمر يمثل مغامرة في الذهاب إلى الكفاح المسلح في ظل تعثر المصالحة بشكل خاص.

خاص دنيا الوطن

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا