نهاية عهد التسوية

تحولات وتغيرات ام ترتيبات جديدة ومؤامرات تحاك ضد القضية الفلسطينية بمشاركة قوى عالمية وإقليمية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وطي صفحة التاريخ الفلسطيني بما يتماشى مع المخططات الأمريكية وبما يسمى “صفقة القرن” التي بدأت بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية القدس عاصمة لإسرائيل مرورا بتصويت الليكود على ضم الضفة الغربية ووضعها تحت السيادة الإسرائيلية وانتهاءً بمصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون “القدس الموحدة” والذي يحظر نقل أجزاء من القدس المحتلة بأي تسوية مستقبلية إلا بموافقة 80 عضو كنيست.
تحولات تؤكد نهاية حقبة السلام التي بدأت منذ ما يزيد عن العقدين واستمرت تراوح مكانها مع مماطلة الإسرائيليين ووقوف العالم موقف المتفرج على الجرائم الإسرائيلية حتى تمادت إسرائيل في هذه السياسة وفي استمرار تنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني وجاءت هذه التحولات للقضاء على ما تبقى من أي فرص لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، حيث كان واضحا جدا ان توجه المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف سينهي أية آمال تتعلق بتحقيق السلام وجاءت سيطرة الصهيونية على البيت الأبيض في ظل حكم ترامب لتؤكد على حجم المؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية حيث تكالبت مراكز صنع القرار في واشنطن وتل ابيب نحو طمس القضية الفلسطينية من خلال القرارات التي صدرت عن البيت الأبيض وعن الحكومة الإسرائيلية.
في واشنطن اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وفي تل أبيب يمنع التفاوض على القدس والليكود يعلن السيادة على الضفة الغربية وهذا يعني إطلاق العنان للمستوطنين ليحكموا الضفة الغربية ويقيموا المستوطنات عليها متسلحين بغطاء الحزب الحاكم في إسرائيل واعتبار مدخلا قانونيا لإقامة المستوطنات دون حسب او رقيب.
إزاء هذه المعطيات وهذه الأوضاع ما هي الخيارات المطروحة أمام القيادة الفلسطينية؟
بلا شك أن الخيارات المطروحة هي خيارات صعبة أيضا وهناك تناقضا بين الخيار والآخر وهناك أصوات تنادي بوقف التنسيق الأمني وأصواتا أخرى بحل السلطة الفلسطينية وأخرى بإعلان المقاومة والعودة الى خيار الكفاح المسلح.
أمام المجلس المركزي القادم مهمات جسام ملقاة على كاهل القيادة الفلسطينية والأطر والقوى الفلسطينية الأخرى لكن عوامل النجاح تتطلب أولا ردهم هوة الخلافات بشكل كامل وتوحيد الخطاب الفلسطيني التحديات الأصعب في تاريخ القضية الفلسطينية.
يجب الموائمة بين المصالحة الوطنية الفلسطينية العليا والقرارات المراد اتخاذها وعدم الانجرار وراء العواطف فالقضية تواجه أزمة هي الأولى في تاريخها من حيث حجم المؤامرات في ظل غياب موقف عربي كامل.
يحجب رفض كافة القرارات الصادرة من البيت الأبيض المتعلقة بالقدس ورفض قرار الليكود بإعلان السيادة على الضفة الغربية وقرار الكنيست الإسرائيلي المتعلق بالقدس أيضا. ولا اعتقد ان المطالبة بحل السلطة كما يطرح البعض سيكون حلا لمواجهة مثل هذه التحديات بل يجب بقاء السلطة قائمة لمواجهة الموقف. ومن المفترض ان يوجه الخطاب الفلسطيني إلى الأشقاء العرب ودول المنظمة الإسلامية والأصدقاء في العالم للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية الآن وأكثر من أي وقت مضى وان يتوجه الجميع بصوت واحد إلى هيئة الأمم المتحدة ومطالبتها بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية كرد على صفقة القرن وعلى المؤامرة التي دبرتها الولايات المتحدة بحق الشعب الفلسطيني ، والمطالبة بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية الى حين إعلان الاستقلال الكامل وهذا يتطلب دعما جماهيريا وشعبيا عربيا وإسلاميا والتهديد بالعصيان المدني.
ويجب إعادة النظر في مسألة الاعتراف بإسرائيل التي من المتوقع ان تكون حاضرة على أجندة المجلس المركزي فالاعتراف كان متبادلا على أساس إجراء مفاوضات تنتهي بتحقيق السلام وقيام دولة فلسطينية أما ونقضت إسرائيل كل تعهداتها فان عملية الاعتراف وبموجب هذه الأعراف تعتبر لاغيه.
يجب زيادة الضغط على إسرائيل من مختلف الجوانب وفي كافة المحافل وتحديدا في محكمة الجنايات الدولية وهذا الذي سيزيد الضغط على إسرائيل ويجعلها تراجع حساباتها.

خاص بمركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا