كشفت السلطات الأمريكية دفع شركة صناعة الأدوية “طيفاع” رشاوى لمسؤولين أجانب لتحقيق مصالح اقتصادية في روسيا وأوكرانيا والمكسيك، وذلك بعد الاتفاق الذي وقع بعد شهر من إعلان الشركة اعتزامها إلغاء 14 ألف وظيفة في العامين المقبلين، بعدما كشفت خطة كبيرة لإعادة الهيكلة في مواجهة انخفاض أسعار الأدوية النوعية المنتجة.
وأشارت السلطات إلى أن الشركة دفعت رشوة لمسؤول حكومي روسي لتعزيز مبيعات دواء كوباكسون، الذي تصنعه لعلاج مرض التصلب المتعدد، ما أدى إلى أرباح تزيد عن 200 مليون دولار أميركي لصالح “طيفاع”، و65 مليون دولار لصالح المسؤول الروسي في الفترة التي تتراوح ما بين 2010 و2012.
أما في المكسيك، قامت الشركة الفرعية لـ”طيفاع” بدفع رشاوى لأطباء يعملون لصالح الحكومة المكسيكية منذ عام 2005 على الأقل، بحسب السلطات الأميركية.
واعترفت الشركة أيضا أنها قامت بدفع رشاوى منذ عام 2001 وحتى عام 2011 لمسؤول حكومي كبير في أوكرانيا، وافق على الترويج للأدوية التي تصنعها “طيفاع”.
على إثرها غرمت السلطات الإسرائيلية الشركة” بمبلغ 22 مليون دولار أميركي أي ما يقارب 75 مليون شيقل. آخذه بعين الاعتبار الصعوبات المالية التي تعاني منها الشركة مؤخرا إضافة إلى تسريحها آلاف العمال على الصعيد الدولي. بالإضافة الى فرض تعاون لها مع السلطات بالإضافة إلى التغييرات التنظيمية التي تم اتخاذها لتجنب تكرار مثل هذه الوقائع.
وأشارت التحقيقات الى أن الشركة الإسرائيلية قامت في كانون الأول 2016 بدفع مبلغ 519 مليون دولار أميركي في الولايات المتحدة، في تهم مماثلة في صفقة منفصلة لتجنب مقاضاتها. وأطلقت السلطات الاسرائيلية تحقيقا خاصا بها “لدراسة تداعيات القضية في إسرائيل”.
من جانبها قالت شركة “طيفاع” إنه منذ معرفتها بشأن التحقيقات الأميركية قامت “بتطبيق برنامج فاعل للامتثال وتنفيذ معايير عالية للغاية مصممة لحمايتها وشركاتها الفرعية من خروقات مستقبلية”. وبينت أن “كافة الموظفين الذين تورطوا عمدا في هذه المخالفات لا يعملون بعد الآن لدى الشركة”.
يشار الى أن ديون “طيفاع” العام الماضي بلغت40 مليار دولار. وتتوقع الشركة أن توفر 3 مليارات دولار مع نهاية عام 2019، مع خطة إعادة الهيكلة التي تستغرق عامين والتي تتضمن تسريح 14 ألف عامل لديها، بينهم 1750 وظيفة في إسرائيل.
