د. هاني العقاد: الرئيس استبق الموقف الامريكي ومبادرة ترامب

اليوم وقف الرئيس ابو مازن أمام العالم مخاطبا اياهم بلغة العدل الدولي والمسؤولية و عرض الرئيس أمام العالم خطة سلام تبني علي قاعدة عقد مؤتمر دولي للسلام و وقف كافة الإعمال أحادية الجانب وتطبيق مبادرة السلام العربية 2002 وهذا يعني أن الفلسطينيين اليوم والقيادة الفلسطينية استبقت ترامب وقفزت في وجه ما يطلق عليها صفقة القرن واي حلول أحادية تتفق فيها واشنطن مع دولة الاحتلال ومبادرة ترامب لحل الصراع علي اساس دويلة في غزة و أجزاء من الضفة و ابو ديس العاصمة . هذا يشير بشكل واضح ان الرئيس ابو مازن لا ينتظر الإملاءات ولا يمكن أن يستجيب لاي مواقف منحازة للاحتلال .

اليوم أكد الرئيس ان حل الصراع يجب أن تتشارك في وضع آلياته كل الدول المحورية بالعالم بما فيها أمريكا وليس أمريكا وحدها وبالتالي فإن الحل هو حل المجتمع الدولي وهو الحل الشرعي و القابل للتطبيق واساسه ومرجعياته قرارات الشرعية الدولية، ولعل الرئيس في اشارته لمبادرة السلام العربية باعتبارها مرجعية حقيقية يستند إليها اي حل يعني ان خيار حل الدولتين هو الخيار الوحيد المقبول ويعني تحريم القيادة لأي علاقات تطبيعية عربية مع دولة الاحتلال قبل حصول الفلسطينيين علي دولة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس العربية لأنه مناف لما اتفق العرب عليه في قمة بيروت 2002 .

ان الرئيس بتأكيده علي اهمية خروج المؤتمر الدولي بآليات تلزم الجميع يعي جيدا إشراك كل أعضاء المجتمع الدولي في التطبيق وليس وضع الحلول فقط وهنا أوضح الرئيس ان الولايات المتحدة باتت غير قادرة علي ذلك وقد نقضت كل التعهدات و خرقت كل القوانين الدولية بقرارها الشأن بحق القدس واكد للعالم أن الفلسطينيين لن يقبلوا اية حلول تتنافي مع الشرعية الدولية اي الحلول العادلة للصراع وليس غيرها .

اما عن المفاوضات فإن الرئيس دحض الرواية الأمريكية التي ترددها نيكي هايلي كل فترة عن عدم قبول الفلسطينين بالجلوس علي طاولة المفاوضات فقال اننا مستعدون لبدء المفاوضات فورا وصولا لنيل شعبنا حريته واستقلاله وتحقيق السلام في المنطقة اي لن يفاوض الفلسطينيين الا علي اسس واضحة ورعاية دولية حقيقية واكد ان الفلسطينيون ماضون في نضالهم لتحقيق دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة انطلاقا من شرعيتهم علي ارضهم وحقهم التاريخي في وجودهم السياسي والمتمثل بدوله كاملة السيادة والحقوق المتساوية الي جانب دولة إسرائيل.

الرئيس اليوم اسمع الصوت الفلسطيني الحر للعالم أجمع وكان بمثابة النداء المتنقل والمسؤول للعالم بان عدم حصول الفلسطينيين علي حقوقهم المشروعة في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس سيعرض المنطقة لمزيد من الحروب والتوتر و عدم الاستقرار وأن استمرارانحياز أمريكا لدولة الاحتلال يعرض المنطقة للخطر بل يعرض عملية السلام بمجملها للاندثار والموت الذي ستدفع كل شعوب المنطقة ثمنه غالبا .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version