مهرجان للأكلات الشعبية التراثية في الخليل

زيّنت أطباق طعام تراثية فلسطينية قديمة، تميزت بها مدينة الخليل وما حولها، مائدة كبيرة في مهرجان أعد خصيصاً للمأكولات الشعبية، في ساحة مركز أمان للإرشاد بمدينة الخليل.
أطباق عديدة شملتها المائدة، من: المفتول، وطقماجة، وعدس برقاق، والشيشبرك، والشختورة، ورز بعدس، (المجدرة) بأنواعها بالعدس والبرغل، والمثومة، والمسقعة، والمقلوبة الكذابة بالزهر والبطاطا والجزر، ومجموعة من السلطات الشعبية، السلطة باللبن والبصل، وسلطة البندورة الجافة، والفتوش، والتبولة، وحلويات الدحدح، والمطبق بالجوز، والمفتول المبسبس بالسكر، إضافة إلى المعجنات بالزعتر، والملتوت.
توارثت الأجيال طرق طهي الأطعمة التقليدية في كل بيئة ومنطقة، وأصبحت جزءاً من تراثها، وتعودت النساء الفلسطينيات في تلك الفترات القديمة التفنن بالطهي مما تنبت الأرض، وما تنتجه المواشي من الألبان، والأجبان، واللحوم، فمزجن عطاء الأرض بمهارتهن الفطرية للحصول على ألذ طعام يقدم لأفراد العائلة.
وما زالت الأجيال الجديدة تحرص على إعداد بعض الأطباق بطريقتها التقليدية في المناسبات، خاصة في فصلي الشتاء والربيع.
وأوضحت مديرة مركز أمان للإرشاد مريم أبو تركي، أن هذا المشروع يتقاطع مع أهداف المركز، وأطلق على هامش يوم الأم، ويوم المرأة، ويوم الأرض، وبداية فصل الربيع.
وقالت أبو تركي: “فكرنا بنشاط يعزز وجود المرأة، خاصة النساء اللواتي يعشن بمحاذاة المستوطنات ونقاط التماس، لنؤكد تعزيز صمودهن في أرضهن”.
وأضافت: مهرجان المأكولات الشعبية “أكلات ستي المنسية” جاء لدعم المأكولات الفلسطينية التي تربينا عليها ولتأكيد وجودها على موائدنا لأنها أكلات صحية، وأكدت أن هناك نية لفتح مطعم في البلدة القديمة باسم “أكلات ستي المنسية” لإحياء هذا التراث الشعبي، الذي أصبح غير موجود في معظم مطابخنا المنزلية، ولتعريف الأجيال الجديدة به وبمسمياته الغريبة، وليتذوقوا هذه النكهات التقليدية الأصيلة.
عكاف الرجبي متطوعة في مركز أمان، شاركت النساء في صنع المثومة بالكوسا واللبن الرائب والمقلى بالثوم، مبينة أنها من المأكولات الصيفية وتقدم باردة، وهي جزء من أطباق رمضان الشهية.
كما أعدت طبق الشيشبرك، والمكون من عجينة مرقوقة محشية بالبازيلاء والجزر، وحديثاً تحشى باللحمة المفرومة والبصل، مبينة أن هذه الأطباق ما زالت تزين موائدنا من فترة إلى أخرى.
من جهتها، قدمت عفاف عاشور، طبق المسقعة، والمكونة من الباذنجان والبندورة المبهرة بالثوم والفلفل، وقالت: “هذا الطبق اللذيذ عودت أولادي عليه، وأعده مرة واحدة بالشهر على الأقل.
فاطمة أبو طه، قدمت سلطة البندورة المجففة التي كانت تعد في فصل الشتاء لعدم وجود البندورة الطازجة، وتحتوي على بندورة مجففة وبصل، وزيت، وزعتر، وفلفل، ونعناع، وزيتون أسود وأخضر، وهو طبق من المقبلات الشهية.
مفتول مبسبس، بالسمنة والسكر، أعدته نجية أبو سنينة ويقدم كطبق تحلية وهو مرغوب للأطفال والكبار.
كما أشارت إلى أن المفتول يطبخ بشوربة الخضار بالبندورة كوجبة رئيسة، وهو طبق يحظى بشعبية واسعة.
الخبز البيتي زينة الموائد على الإطلاق، وهو مصنوع من الدقيق الكامل، أو المخلوط بالدقيق الأبيض، أعدته أم أحمد أبو سنينة، مبينة أنه يمتاز بطراوته وقيمته الغذائية الجيدة، مشيرة إلى أنها تعودت على الخبز الساخن الذي تعده في بيتها والذي يعتبر أوفر وألذ من خبز السوق.
أما أم محمد الخطيب فهي مصرية متزوجة في مدينة الخليل منذ 34 عاماً، أعدت طبق الكشري من التراث المصري، مبينة أنه يتكون من العدس، والأرز، والمعكرونة، والبصل المحمر، بالإضافة إلى الدمعة.. سر هذا الطبق والمكون من الثوم والبندورة المعقودة والخل.
وتفننت جليلة ذياب الأطرش، في إعداد ورق العنب، ومحشي الكوسا، بالأرز والبندورة والبهارات والبقدونس.. وهو طبق مميز نال إعجاب المتذوقين، وهو كذلك طبق شهي مطلوب في كل الأوقات، يقدم كطبق رئيس مميز في كل فلسطين.
الدحدح الخليلي المميز، وطبق التحلاية، أعدته أم كمال الدميري، التي بينت أنه يصنع بالسميد واللبن الرائب والسكر، والسمنة البلدية، والمحشو بالجوز والقرفة، وجوز الهند، وكبش القرنفل، والمزين بالسكر الناعم، وجوز الهند الملون، والمعروف بالدحدح الخليلي.
الطقماجة، طبق خليلي بامتياز أعدته سحر الخطيب، والمكون من رقاق العجين والعدس، والسماق، والمقلية بالثوم، وهي أكلة شتوية تقدم باردة وساخنة، مبينة أنها كل أسبوع تضيف إحدى الطبخات الشعبية وتقدمها للأولاد، لتعويدهم وتعريفهم بطبخات زمان، كما أن هذه الأطباق أقل تكلفة وتصنع من مكونات بسيطة موجودة في المنزل.
وقالت: هناك الكثير من الأكلات الشعبية التي تربت عليها الأجيال والتي تحتوي على قيمة غذائية متوازنة، رغم افتقارها للحوم، فالألبان والحبوب الكاملة، تؤمن احتياجات الجسم من البروتينات، والفيتامينات المطلوبة بشكل سليم، في الوقت الذي تتعرض فيه هذه المأكولات للنسيان والاندثار.. في صخب المأكولات السريعة التي تفتقر إلى القيمة الغذائية والصحية المتوازنة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا