المطلوب (لا) عربية من روح (لا) الفلسطينية

بقلم: موفق مطر

تلوح في افق هذه اللحظات المصيرية في منطقة الشرق الأوسط ، مؤشرات لفرصة مزدوجة تاريخية ، تمكن المجتمع الدولي في الاتجاه ألأول من استعادة هيبته، والانسجام بين مبادئه وخطاب الحرية والعدل والحقوق الانسانية ، والتعبير عنه بأفعال ومبادرات وقرارات عملية ، اقلها ليس اقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وحسب ، بل فرضها على أرض الواقع بالتوافق مع قيادة الشعب الفلسطيني السياسية ، وبالاتجاه الآخر التحرر من هيمنة الادارة الأميركية الجديدة التي تسعى كما يبدو الى توريط دول اوروبا ، وشعوبها الحضارية ذات النزعة الانسانية للسقوط في نهج العداء للشعب الفلسطيني وشعوب دول الوطن العربي ايضا ، وادخالها في دائرة صراع جديدة ، لتتمكن ادارة ترامب من فرض رؤيتها السياسية للمنطقة وشكل الخارطة النهائية ، وبما يسهل عملية نهب خيرات بلدانها ، التي افصح عنها ترامب وقاله مباشرة اكثر من مرة ، اي اعادة الحملة الاستعمارية تحت يافطات مستحدثة ، فتكون جرائم الحرب التي تنفذها دولة الاحتلال الاستعماري ( اسرائيل ) بمثابة التجربة العملية لاختبار ردة فعل الشعب الفلسطيني اولا ، والشعوب العربية ، والشعوب المحبة للسلام والمؤمنة بقيم الحرية تاليا .

قبل أن نطالب اوروبا والعالم بموقف عملي يدفع ادارة ترامب الى اعادة النظر بمؤامرته المشتركة مع دولة الاحتلال، يحق لنا مطالبة الدول العربية ، برسم مخطط استراتيجي عملي قابل للتنفيذ فورا لحماية مصالح الشعوب العربية ، وقد نكون نحن الفلسطينييون أشد المتحمسين لما في ذلك ضمان لمستقبل الوطن العربي كأمة وجغرافيا نرى فيهما عمقنا الاستراتيجي ، وان كنا على يقين بأن قدرتنا على الصمود والتصدي لمخططات دولة الاحتلال ، ورد صفقة القرن بصفعات متتالية لدولتي الارهاب الأعظم ، الا ان ايماننا بوحدة المصير ، ورؤيتنا للمخاطر المحدقة بالأمة تجعلنا نؤكد مرارا وتكرارا على اشقائنا وجوب ادراك مخاطر اللحظة الراهنة ، والاتجاه نحو عمل عربي مشترك ، يكبح جماح اطماع الثنائي ترامب ونتنياهو ، ويرد الاعتبار لأمة عربية نفخر اننا كشعب فلسطيني نقف في الخندق ألأول دفاعا عن مقدساتها ، وسنبقى كذلك حتى يقول العرب ما بين المحيط والخليج ( لا ) عظيمة مستمدة من روح ( لا ) الفلسطينية العظيمة التي جسدها الرئيس ابو مازن ، لثقته وايمانه بقدرات وارادة الشعب الفلسطيني .

القادة السياسيون والعسكريون لقاعدة الاحتلال والاستيطان الاستعماري ( اسرائيل ) نفذوا تهديداتهم، وانسجموا مع عقليتهم الارهابية، فنفذوا جريمة حرب بكل مقاييسها ، عندما تقصد جنودهم ازهاق ارواح مواطنين فلسطينيين في مسيرة يوم الأرض والعودة ، باستخدام اسلحة القناصة ، لضمان اصابة الفلسطيني في مقتل ، اما عشرات المواطنين الذين كتبت لهم الحياة بعد اصابات بالغة ، فانهم قد يمضون بقية حيواتهم يعانون من آلام جسدية واعاقة بدنية ، بسبب رصاص متفجر غالبا ما يستخدمه جنود الاحتلال لتسجيل أرقام عالية في سجل الشهداء الفلسطينيين ، والجرحى الذين تبتر اعضاء من اجسادهم فور ايصالهم للمستشفيات او حتى في موقع الحدث !!.

عندما يؤمن المسؤولون في البيت ألأبيض الأميركي مرور الجريمة ضد الانسانية التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي في قطاع غزة ، ومنعوا صدور بيان بالاجماع عن مجلس الأمن يدين مرتكبي الجريمة ، فانهم بذلك يعلنون وبكل صراحة تبنيهم لارهاب الدولة وهو أفظع اشكال الارهاب ، فيما المنطق القانوني يعتبر سلوك (دولة ترامب ) في مرتبة الارهاب الأفظع ، لكونه مرتب ومقرر ومنتهج بقرار من راس الهرم السياسي في ادارة هذه الدولة العظمى !. حيث لم يبق لاكتمال مشهد مشاركة ادارة ترامب في الحرب على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية الوطنية – إلا انزال جنود المارينزفي مواقع التماس مع جنود الاحتلال ابتداءً من رفح وبيت حانون في قطاع غزة وصولا الى جنين وقلقيلية وطولكرم مرورا برام الله والقدس.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا