أيادٍ نظيفة..

بلال غيث كسواني

“مزتي تجعل رام الله أجمل”، شعار يرفعه عامل النظافة وسط مدينة رام الله على العربة التي يستخدمها في جمع النفايات من وسط مدينة رام الله، ويزينها بورود بلاستيكية، وما تيسر له من الورود الطبيعية، ويضع مذياعا يستمع فيه للمحطات الإذاعية المحلية خصوصا في أوقات العمل.

منذر الديك “أبو قاعود” الذي يعمل في هذه المهنة منذ قرابة 20 عاما، ويسكن كفر نعمة غرب رام الله، هو أب لعائلة مكونة من سبعة أفراد، ويعرفه جل سكان المدينة، ومن لا يعرفه يميزه بمذياعه الذي يصدح أينما ذهب، خصوصا أنه مثبت في مقدمة العربة التي يجرها، ويسميها “مزتي”، أمله الوحيد أن تكون مدينته نظيفة جميلة في عيون كل من يزورها.

يستعد “أبو قاعود” هذه الأيام للاحتفال مع زملائه بيوم النظافة الوطني، الذي يقام هذا العام تحت شعار “عمال النظافة شكرا”، ويقول إنه يضع على عربته أيضا صورة لإحدى المغنيات العربيات التي يحب الاستماع لها، من أجل خلق نوع من الفكاهة، والرفاهية، وكسر الحاجز بينه وبين المواطنين، وللتأكيد على أهمية الدور الذي يقوم به عمال النظافة في مدينة رام الله.

ويضيف “كثير من المواطنين يتطلعون إلى عربتي، ويحاولون الاستفسار حول سبب تزينها بالورود وإطلاق العنان لصوت مذياعي الذي أصبح اليوم يعمل باستخدام “الفلاش” التي يخزن عليها الأغاني التي يحب الاستماع لها، ولم يعد يعتمد على المحطات المحلية فقط في إطراب مستمعيه”.

“يواجه عمل النظافة في مدينة رام الله صعوبات كبيرة جراء سلوك بعض المواطنين الذين لا يلتزمون برمي النفايات في الأماكن المخصصة لها، ويطالب المواطنين بالتعاون معهم قدر الإمكان، من أجل تسهيل عملهم الذي يعتبر من الأعمال الصعبة أيضا” يتابع.

يجلس عامل النظافة رزق يعقوب إلى جانب زميله “أبو قاعود”، ويشير إلى أنه يعمل في البلدية منذ 26 عاما، ويعمل تحديدا وسط المدينة التي كانت موكلة له بالكامل في السابق، ولكن مع زيادة عدد السكان أصبح يعمل إلى جانبه 10 عمال آخرين.

يضيف “أن الوعي لدى المواطنين يرتفع يوما بعد يوم، وقد أصبح المواطنون يلتزمون بشكل أفضل بإلقاء النفايات في الأماكن المخصصة”، معربا عن أمله أن يلتزم المواطنون بشكل تام بإلقاء النفايات في أماكنها”.

في السياق، يشير عامل النظافة جمال ناصر، إن بعض المواطنين يتعاملون بشكل لطيف مع عمال النظافة، وآخرون لم يصلوا إلى الوعي المطلوب، لفهم الدور الهام الذي يقومون به، لتبقى المدن جميلة ونظيفة”.

من جانبها، قالت مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية رام الله المهندسة ملفينا الجمل، إن عمال النظافة في فلسطين يواجهون صعوبات، أكبرها الجهد الجسدي الذي تحتاجه هذه الوظيفة، وكذلك الظروف المناخية التي يعمل بها العمال صيفا وشتاء.

وتحدثت الجمل عن وجود ثقافة عدم تقدير كافية للعمل من قبل المجتمع، وهو ما يضيف أعباء على عمال النظافة، ويواجهون تحديا آخر يتعلق بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشون فيها بناء على الرواتب المحددة لهم.

وقالت إن “بلدية رام الله ومختلف الهيئات المحلية تحتفل بيوم النظافة الوطني وهي مبادرة تم إطلاقها من قبل بلدية رام الله وتم تبنيها من قبل مجلس الوزراء لتكون يوم النظافة الوطني في السابع من أيار من كل عام”.

وأضافت أن الهدف الرئيس من هذه الفعالية هو تعزيز دور المواطن في الحفاظ على نظافة المدينة، لان النظافة هي مسؤولية مشتركة بين المواطنين وبلدياتهم والهيئات المحلية المختلفة.

وقالت ملفينا إنه في كل عام يتم اختيار رسالة من خلال يوم النظافة الوطني لإيصالها للمواطنين والشعار الذي تم تبنيه هذه العام هو “عمال النظافة شكرا” تقديرا للدور المهم الذي يقوم به عمال النظافة في مختلف الهيئات المحلية، وللمساهمة في تعزيز ثقافة تقدير عمال النظافة وعملهم من قبل المواطنين”.

وبينت أنه سيتم تنفيذ العديد من الفعاليات في مختلف أرجاء المدينة وستفتتح جدارية في مركز المدينة تحمل صورة تعبر عن تقدير الجمهور لعمّال النظافة وعملهم.

إلى ذلك، قال مدير قسم الصحة في بلدية رام الله سعيد أبو زيد، أنه يوجد في القسم 100 عامل، و22 سائقا، يغطون مختلف أحياء المدينة، ويعملون على مدار الساعة، لجمع النفايات، وخدمة نظافة المدينة.

وأضاف أن أغلب الصعوبات التي يواجهها عمل النظافة من المواطنين تكمن في إلقاء النفايات في الشارع، أو بجانب حاويات النفايات، وعدم الالتزام برمي النفايات في الأمكن المخصصة لها.

وأوضح “أن وسط المدينة يواجه مشكلة عدم ثني الكرتون، والاحتفاظ به حتى قدوم سيارة النفايات، ونحن نركز على نظافة الشوارع، وما ينقصنا هو تعاون المواطن مع عمال البلدية، وصولا إلى مدينة نظيفة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا