الأتيري: ظروف حصار الزعيمين ياسر عرفات وماو تسي تونغ واحدة

واصل وفد مفوضية العلاقات العربية والصين الشعبية في حركة فتح برئاسة عضو المجلس الثوري للحركة، نائب المفوض العام عبد الإله الأتيري زيارته لجمهورية الصين الشعبية لليوم الثامن على التوالي بدعوة رسمية من الحزب الشيوعي الصيني، والتي تستمر حتى الرابع من تموز المقبل.
ولقي الوفد ترحيبا حارا من دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وذلك تقديرا للعلاقات التاريخية التي تربط بين الحزب وحركة فتح منذ بداية الستينات من القرن الماضي.
وكان نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب لي جون أقام مأدبة عشاء تكريما لرئيس وأعضاء الوفد، كما وضع رئيس وأعضاء الوفد أكاليل زهور على أضرحة شهداء الثورة الصينية في مدينة جينغفا أنغشتان تقديرا لتضحياتهم الكبيرة في سبيل الاستقلال الوطني للصين، ومن ثم زيارة مقر الإقامة القديمة للزعيم ماو تسي تونغ مؤسس جمهورية الصين الشعبية، واستمع الوفد خلالها لشرح مفصل عن طبيعة الحياة التي كان يعيشها الزعيم ماو إلى جانب رفاقه من ثوار الحزب الشيوعي الذين صنعوا الانتصار العظيم خلال حربهم الشعبية التحريرية ضد الاحتلال الياباني للأراضي الصينية، بالإضافة إلى أحداث محاصرته مع رفاقه وحياته أثناء الحصار الذي دام بضعة أسابيع.
وفي هذا السياق استذكر رئيس وأعضاء الوفد أوجه الشبه بين حصار الزعيم ماو وحصار الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات في مقره بالمقاطعة برام الله قبل استشهاده عام 2004، وكذلك الشبه في حياتهما وطريقة تامين طعامهما وحتى لباسهما أثناء الحصار، كما استذكروا الزيارة الأولى التي قام بها الزعيم الراحل ياسر عرفات وأمير الشهداء أبو جهاد إلى الصين في بداية الستينات من القرن الماضي.
وقال الأتيري، إن فلسطين وقياداتها وشعبها لن ينسوا للصين مواقفها المبكرة الداعمة للثورة الفلسطينية والتي أرسلت أول سفينة محملة بالسلاح لثوار حركة فتح هدية من الشعب الصيني عند انطلاقة حركة فتح عام 1965.
وكان الوفد أمضى ساعات في معهد الأكاديمية الحزبية الصينية، حيث استمع إلى محاضرة بعنوان: “نضالات جبل جينجانشان” الذي انطلقت منه الثورة الصينية للتحرير، تحدث فيها نائب رئيس الأكاديمية وأستاذ التاريخ وعلم الاجتماع الدكتور البروفسور كوانغ سانغ عن تأسيس الحزب الشيوعي عام 1921 والمراحل التي مرت بها الثورة الصينية، وتأسيس الجيش الأحمر الصيني الذي قاد الثورة نحو الاستقلال وتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.
وتركزت مداخلات الوفد على أوجه الشبه بين الثورة الفلسطينية والصينية والظروف التي أحاطت بهما لدى انطلاقهما، كما تركزت النقاشات على مبدأ المحاسبة وتجربة الحزب في مكافحة الفساد بصرامة شديدة، والانسجام الفكري والتنظيمي والسياسي لأعضاء الحزب، بالإضافة إلى التركيز على ما يقوم به الحزب من الابتعاد عما سماه بالشرور الأربعة “البيروقراطية، والشكلية، ونزعة المتعة، والتبذير”.
وحيا أعضاء الوفد، الصين الحديثة وقيادتها الحكيمة ونواتها الزعيم تشي جين بينغ التي تقف ضد الاحتلال والاحتكار والهيمنة والسيطرة على ثروات الشعوب، والتي تقف إلى جانب الفقراء والمظلومين، وتؤمن بالعيش والفوز المشترك لكل شعوب الأرض، وتعمل على زرع ثقافة السلام العادل والاستقرار والأمن في العالم.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا