حديث القدس: “فريق السلام” الاميركي يتمادى بالاستهتار السياسي وغياب المنطق

انحياز ادارة الرئيس الاميركي ترامب الى اسرائيل قضية واضحة ومعروفة وكان ابرز المؤشرات هو نقل السفارة الى القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل بالاضافة الى الدعم المطلق في الامم المتحدة والمؤسسات الدولية والضغط المالي الواضح على وكالة الغوث «الاونروا» في محاولة لتمييع موضوع اللاجئين وحق العودة.
هذه المواقف الاميركية شجعت اسرائيل على التمادي في ممارساتها بالاستيطان ومصادرة الارض وتهجير المواطنين والتهويد، وكان آخر هذه الاجراءات هو إقرار قانون القومية في الكنيست وتجاهل الوجود الفلسطيني واللغة العربية وتشجيع الاستيطان والقدس الشرقية والغربية عاصمة مما ادى الى ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية واسعة رافضة لهذا القانون العنصري بامتياز.
ولقد روّجت اميركا لما اسموه بـ «صفقة القرن» لايجاد حل يخدم في مجمله المصالح والاهداف الاحتلالية، وزار المنطقة اكثر من مرة مبعوثو الادارة الاميركية وحاولوا الترويج للصفقة ولكن الرفض الفلسطيني القوي والواضح ورفض لقاء اي مندوب اميركي، ادى كما يبدو، الى فشل هذه المساعي والصفقة وهدأ الحديث عنها نسبيا.
نتيجة ذلك بدأت اميركا تسعى الى التركيز على قطاع غزة كوسيلة لتعميق الانقسام والضغط على السلطة، وكثرت الاحاديث والوعود عن دعم مالي ومساعدات كبيرة الى غزة ولكن بشروط واضحة عبر عنها بكل وضوح «فريق السلام» الاميركي الثلاثي جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات والسفير ديفيد فريدمان.
وفي مقال لهذا الثلاثي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» يوم امس الاول، حملوا فيه الشعب الفلسطيني بالضفة وغزة مسؤولية المآسي التي يعانون منها، وخصوا بالذكر قيادة حماس، وتحدثوا عن الاوضاع المعيشية السيئة للغاية، وادعوا انه بدون ان يتغير الحكم في غزة او تعترف حماس بدولة اسرائيل وتلتزم بالاتفاقات الدبلوماسية السابقة وتنبذ العنف فلا يوجد خيار جيدا.
هنا يصح القول ان شر البلية ما يضحك وان الاستهتار السياسي وغياب المنطق الاميركي والانحياز الاحمق لاسرائيل، يبلغ أوجه بالسنة هذا الفريق الثلاثي المعروف بانحيازه المفرط لاسرائيل. الا يدرك هؤلاء ان السلطة الفلسطينية والقائد التاريخي ياسر عرفات وبعده الرئيس ابو مازن ومنظمة التحرير قد اعترفوا باسرائيل ويواصلون التنسيق الامني معها وينبذون كل اشكال المقاومة المسلحة، ومع هذا كله نجد اسرائيل بالضفة الغربية والقدس بصورة خاصة تمارس ابشع انواع الاستيطان ومصادرة الارض وترفض اي اعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية … ومع هذا يتبجحون ويغالطون ويقولون ان حماس وقيادتها هي المشكلة … ما اصدق القول المعروف «ان الذي استحوا ماتوا» وهذا حال الادارة الاميركية الحالية …!!

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا