الدلو.. الرسم في مواجهة المرض المزمن

عُلا موقدي

يطوّع محمد الدلو عالمه الخاص، ويؤثث فيه علامات وجوده كغيره من الأشخاص العاديين، عالم يأخذه بعيدا عن التهميش، والوحدة، واليأس، ويضعه في عالم اللوحات، والألوان، والرسومات التي يحبها.

محمد يونس الدلو، المولود في غزة عام 1994، مع مرض ضمور في العضلات الذي رافقه طيلة حياته، أحب الرسم منذ الطفولة، وأصبحت حرفته الكاملة. بعدما توقف عن الدراسة عام 2011 بسبب ظروفه الصحية الصعبة.

يقول الدلو لـ”وفا”: أول رسمه كانت لتوم وجيري كانت بداية بأقلام عادية لكي امضي وقتي وانسى عزلتي، ثم تعلمت وبدأت اطور من نفسي بنفسي، تعلمت فنونا جديدة من خلال الانترنت والكتب الإلكترونية واليوتيوب، بدأت استخدم ألوان الاكريلك والمائية، بعدما كنت استخدم الرصاص فقط، وتعلمت فن الماندالا وفن البوب أرت والفن التعبيري.

ويكمل: أقضي ما يزيد عن 8 ساعات متواصلة من أجل انجاز لوحة معينة، لا يهمني الوقت، ولا أتبع طقوسا محددة في الرسم، في الوقت الذي تسنح لي الفرصة أرسم، ولكن المهم أن تكون جلستي الخاصة مريحة.

ويضيف، اشتركت في أكثر من 15 معرضا، أقمت معرضين شخصيين، الأول كان مفاجأة من أصدقائي في يوم ميلادي، وكان تحديدا بتاريخ 4-5 تشرين الثاني لعام 2015، حمل اسم “الأنمي حياتي” لأنني متعلق في طفولتي وذكريات جيل التسعينيات، فكانت رسومات المعرض كلها فحم وابيض واسود للأنمي، والثاني كان تحت اسم “امنياتي”، وكان يعبر عن قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث استخدمت رسومات ديزني الشهيرة ومزجت فيها أحد جوانب الاعاقة، لأثبت أنها لا توقفك عند نقطة معينة ولا تمنعك من التميز.

وذكر الدلو لـ”وفا”، الرسم جعلني اجتماعيا اكثر، لا بد من ان تفرض ذاتك، خاصة في مجتمع يعاني من تهميش ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم، تقدير الذات شيء مهم، فالشخص المتصالح مع ذاته يمتلك القوّة لإخبار شخص آخر بأنه جميل، لا يناسبه أقاويل تحت الطاولة، ولا ينافسه أحد ولا يتنافس مع أحد، لديه السّلام الداخلي الكافي ليُفصح عن اعجابه بعقلية شخص آخر، لا ينتقد ولا ينصح ما لم يطلب منه ذلك، ولا يشعر بالتهديد لمجرد وجود شخصية أخرى مميزة.

مللت شبكات التواصل الاجتماعي، فقط أتعاطف مع الحوادث، والحالات الانسانية، وقضايا ذوي الإعاقة، لكني سرعان ما أقضي وقتي ذلك بين رسوماتي والاستماع الى الموسيقى، لقد مللت من كون الحديث دائما يتركز حول السياسة، والديانة، والناس، أنا أعرف أن البشر يموتون بكل مكان، وأعرف أن المصائب تأتي من كل حدب وصوب، حروب، ومجاعات، وفقر، والقائمة تطول، لكني كائن صغير لا يملك بين يديه ما قد يحول بين العالم وما فيه من خراب، كائن صغير لا يملك إلا نفسه فما عساي أن أفعل؟ لهذا ها أنا ذا أنتزع نفسي من هذا كله، جل ما يشغل تفكيري هو عملي الفني المقبل، تاركا كل شيء من حولي كما يحلو له، آكل “البوشار” وأشاهد الأفلام، أرسم وأستمع إلى الموسيقى.
اطلق الدلو مشروعه الخاص “رفاق” قائم على طباعة رسومات الفنان من أنمي وماندالا على منتجات عدة، من: براويز، واكواب، وبلايز، وميداليات، ودفاتر، وغيرها، ويبيعها الكترونيا، واستطاع الدلو أن يتميز في رسم شعارات لشركات فلسطينية كبرى بطرق جديد وبأسلوب فن الماندالا الذي يعتبره فن البهجة وراحة النفس، من ضمنهم شعار JawwaL و Interpalو Orange Palestine.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا