المطران عطا الله حنا : ” لن نستسلم لاولئك الذين يريدوننا ان نكون في حالة استسلام ويأس واحباط وقنوط فقضيتنا الوطنية هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث “

القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من بلدية فلنسيا الاسبانية والذين يزورون الاراضي الفلسطينية في زيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني وقد استقبلهم سيادته اليوم في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية مرحبا بزيارتهم ومشيدا بما يقوم به اصدقاء فلسطين المنتشرين في سائر ارجاء العالم .

لقد تعرض شعبنا الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى اليوم لكثير من النكبات والنكسات والمظالم ولكن اخطر ما تمر به القضية الفلسطينية اليوم هو ما يحدث في مدينة القدس التي يراد اقتلاعها من الضمير العربي الفلسطيني ويراد لها ايضا ان تتحول الى مدينة يهودية صهيونية بشكل كلي في حين ان مدينة القدس هي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث وهي بالنسبة الينا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين انما هي عاصمتنا الروحية والوطنية .

الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة على الارض في مدينة القدس فكل شيء يتغير فيها ومدينتنا المقدسة مستهدفة ومستباحة في اوقافها ومقدساتها وعقاراتها ومؤسساتها الوطنية كما ان ابناء القدس مستهدفين في كافة مفاصل حياتهم .

الفلسطينيون في القدس يراد لهم ان يتحولوا الى ضيوف في مدينتهم والقرار الامريكي بنقل السفارة الامركية للقدس انما يندرج في اطار ما تتعرض له مدينة القدس من تآمر وما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات هادفة لتصفيتها وانهائها بشكل كلي.

الصورة قاتمة والواقع الذي نعيشه مأساوي ولكن وبالرغم من كل ذلك فإننا كفلسطينيين لم ولن نفقد الامل .

هنالك من يريدوننا ان نكون فاقدين للامل وان نعيش حالة احباط ويأس وقنوط واستسلام ولكن هذا لن يحدث في فلسطين .

الفلسطينيون مدركون جيدا جسامة وخطورة المؤامرات التي تتعرض لها قضيتهم الوطنية ومدينة القدس بشكل خاص ، هم واعون لما يحاك ضدهم وما يخطط هنا وهناك بهدف انهاء القضية الفلسطينية بشكل كلي ولكنهم وبالرغم من كل ذلك فإن كلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسهم ، الفلسطينيون لم ولن يستسلموا وقد قدموا الكثير من التضحيات وهم مستمرون في مسيرتهم النضالية الكفاحية حتى يستعيدوا حقوقهم ويحققوا امنياتهم وتطلعاتهم وثوابتهم الوطنية .

نستقبلكم ونحن متفائلون لاننا اصحاب قضية عادلة ولا يضيع حق وراءه مطالب ومهما كثرت المؤامرات والتحديات والسياسات والمشاريع المشبوهة التي تستهدف القدس وتستهدف شعبنا الفلسطيني فإننا مستمرون في سعينا من اجل ان نعيش احرارا في وطننا مثل باقي شعوب العالم .

نناشدكم ونناشد كافة الاحرار في عالمنا بأن تكونوا دوما الى جانب شعبنا لان وقوفكم الى جانب هذا الشعب المناضل والمكافح من اجل الحرية انما هو انحياز للحق والعدالة وتعبير عن القيم الانسانية والاخلاقية النبيلة التي تنادون وتتمسكون بها .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version