عطا الله حنا : ” ستبقى القدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا والتي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في عقولنا وضمائرنا وافئدتنا “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس لدى استقباله اليوم وفدا من المؤسسات الاسلامية في جنوب افريقيا بأن ما تتعرض له مدينة القدس انما هي نكبة جديدة ومتجددة حيث ان كل شيء فلسطيني اسلامي او مسيحي مستهدف ومستباح في هذه المدينة المقدسة والتي يراد سرقتها وتزوير تاريخها وتغيير ملامحها وذلك في اطار ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تآمر هادف الى تصفيتها وانهائها بشكل كلي .

وخلال الايام المنصرمة شهدنا سلسلة اقتحامات لباحات المسجد الاقصى وابعاد لعدد من الحراس التابعين للاوقاف الاسلامية هناك ونحن نود امامكم وبمناسبة زيارتكم للقدس ان نوجه التحية لاخوتنا في الاوقاف الاسلامية وكذلك لجميع ابناء القدس الذين يتصدون لهذه الاقتحامات ونعرب عن تضامننا وتعاطفنا مع الحراس الذين تم ابعاد بعضهم واعتقال البعض الاخر .

وان ما يحدث في المسجد الاقصى يحدث في مدينتنا المقدسة المستهدفة في كافة تفاصيلها واولئك الذين يستبيحون الاقصى هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا ومقدساتنا وعقاراتنا المسيحية التي تسرق منا ويتم الاستيلاء عليها عبر عملاء ومرتزقة وادوات وُجدوا من اجل تحقيق هذه الاهداف والتي تنصب وخدمة الاحتلال في المدينة المقدسة.

ان ما تتعرض له اوقافنا المسيحية من عمليات سرقة ونهب انما هدفها هو اضعاف وتهميش الحضور المسيحي الفلسطيني في هذه الديار .

الاحتلال يستهدفنا جميعا مسيحيين ومسلمين ولا يسثنى من ذلك احد على الاطلاق في حين اننا نرى بأن العالم لا يحرك ساكنا باستثناء اصدقاءنا الموجودين في كل مكان والذين يسعون لايصال صوتنا ورسالتنا الى كافة شعوب الارض .

ندعو المرجعيات الدينية المسيحية والاسلامية لكي تتعاون فيما بينها دفاعا عن القدس لان ضياع القدس انما هي كارثة ونكبة تستهدفنا جميعا ولا نريد ان نصل الى مرحلة نبكي فيها على انقاض ما تبقى من مدينتنا المقدسة .

القدس تُسرق منا وتضيع من بين ايدينا يوما بعد يوم ولكن في المقابل هنالك ابطال في القدس يتصدون للاحتلال ويرفضون ممارساته وافعاله العنصرية ولكننا نحتاج الى اخوتنا واصدقاءنا واحباءنا في سائر ارجاء العالم لكي يكونوا معنا في دفاعنا عن القدس وفي دفاعنا عن عدالة القضية الفلسطينية .

نراهن اولا على شعبنا الفلسطيني ونراهن على الاحرار من ابناء امتنا العربية والمسلمين والمسيحيين المتحلين بالصدق والاستقامة والقيم الاخلاقية والانسانية والروحية النبيلة .

مهما اشتدت حدة القمع الاحتلالي والاستهداف الذي يتعرض له شعبنا وانساننا الفلسطيني المقدسي فستبقى مدينة القدس شاء من شاء وابى من ابى عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا وستبقى المدينة التي نسكن فيها باجسادنا ولكنها ساكنة في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا .

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version