المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

الدكتور تامر السلطان ضحية ملاحقة حماس والحصار الإسرائيلي

كتب عيسى سعد الله:

رغم أنها ليست المرة الأولى التي تشهد ساحات الغربة حوادث غرق ووفاة لشباب فلسطيني، إلا أن واقعة وظروف وفاة الشاب الدكتور الصيدلاني تامر السلطان في دولة البوسنة والهرسك، قبل عدة أيام، شكلت صدمة للمواطنين والنشطاء وكل من عرف تامر الذي فاضت روحه بعد أن عجزت عن تحمل عذابات ومشقة السفر.

ولا تزال عائلة السلطان تعيش صدمة الخبر الذي وقع كالصاعقة على والده الدكتور فتحي الذي لم يقو على الوقوف او حتى الجلوس لاستقبال المتضامنين، وكذلك الحال مع والدته كريمة التي كانت تحلم بأن يحظى ابنها بقسط من الراحة النفسية بعد أشهر من الملاحقة والاعتقال.

أما طفلاه وسام وفتحي فسيضطران بعد أيام قليلة إلى الذهاب للمدرسة دون والدهم الذي اعتاد في كل عام على اصطحابهما في اليوم الأول من العام الدراسي، ولن يكون حال زوجته مروة التي لا تزال تعيش الصدمة أفضل حالاً، فستضطر هي الأخرى الى الذهاب للمستشفى بعد عدة أسابيع من الآن لتضع مولودها دون رفيق حياتها الذي اعتاد الوقوف جانبها في مثل هذه الظروف.

لم يكن حال ابنته ميرا (عام ونصف) أحسن حالاً، فستكمل باقي عمرها إذا قُسم لها ان تعيش دون ان تعرف والدها الذي كان يحلم بأن يصطحبها وباقي أسرته الى إحدى الدول الأوروبية بعد ان يستقر بها، كما يقول شقيقه الأصغر المحامي رمضان والذي كان قد نال هو الآخر نصيباً من التعب والمشقة في الدفاع والترافع عن شقيقه في محاكم غزة الذي كان يواجه تهماً بالمشاركة في الحملات المساندة للرئيس محمود عباس وحراك “بدنا نعيش” الذي أجهضه أمن “حماس” بالقوة قبل ستة اشهر.

وضعه المادي جيد
وقال رمضان لـ”الأيام”، إن وضع شقيقه المادي جيد ولم يقرر الهجرة لدوافع مادية، وانما لدوافع نفسية وجسدية صعبة نتيجة تعرضه للاعتقال اكثر من مرة من قبل قوات الأمن بغزة بتهم وبزعم المشاركة في تظاهرات وحملات معادية لها، رغم ان هذه الحملات كان لها بعد إنساني وإغاثي كحملة “سامح تؤجر” التي ساهمت بتوفير المساعدات للأسر الفقيرة.

وأضاف رمضان: عندما سافر تامر قبل أربعة أشهر كانت آثار التعذيب لا تزال بادية على جسده الذي ينتظر الترتيبات اللازمة لإعادته الى الوطن ودفنه في مسقط رأسه في مدينة جباليا النزلة في شمال قطاع غزة، مؤكداً أن شقيقه لم يكن بحاجة الى المال كي يهاجر، حيث انه يمتلك صيدلية ويحظى بدخل مناسب، ولكن تصاعد وتيرة الملاحقة الأمنية له من قبل أجهزة الأمن بغزة دفعه الى الإسراع في الهجرة بعد أن أصبح عاجزاً عن تحمل عذابات الاعتقال والملاحقة والتعذيب في سجون غزة.

وقال رمضان إن تامر توفي بحسب ما أفاد به السفير الفلسطيني في البوسنة والهرسك العائلة نتيجة تعرضه لمضاعفات صحية على اثر تورم في قدمه وجروح نتجت عن سيره لأيام طويلة في الغابات والأحراش للوصول الى البوسنة والهرسك، ومن ثم المغادرة الى بلجيكا للاستقرار هناك.

وأضاف رمضان إن تقرير المستشفى البوسني الذي حصل عليه السفير الفلسطيني في البوسنة أشار الى أن تامر وصل الى المستشفى للعلاج في وقت متأخر جداً بعد أن تدهورت صحته.

حزن شديد
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً غير مسبوق مع حادثة وفاة تامر (38 عاماً)، وعبّر الشباب والنشطاء عن امتعاضهم الشديد مما يتعرض له الشباب في القطاع من ظلم وعدم اهتمام، داعياً الى مراجعة شاملة لأوضاع الشباب ومنحهم الحرية وتوفير فرص العمل لهم.

من جانبه، اوعز الرئيس محمود عباس بإعادة جثمان الدكتور السلطان الى إلى قطاع غزة.
وقررت السلطة الوطنية اعتماد السلطان شهيداً للثورة الفلسطينية، وتم إعطاء تعليمات فورية ومباشرة لوزير الخارجية الدكتور رياض المالكي بالعمل على التواصل مع جمهورية البوسنة والهرسك من أجل العمل على إعادة جثمانه.

بدورها، قالت وزارة الخارجية إنها تتابع قضية وفاة الدكتور تامر السلطان بناءً على توجيهات الرئيس محمود عباس وبتعليمات وزير الخارجية والمغتربين د. رياض المالكي.

وأضافت الوزارة في بيان لها إنها تابعت من خلال سفارة دولة فلسطين في البوسنة والسفير رزق النمورة قضية استشهاد الدكتور الصيدلاني السلطان من قطاع غزة شهيد لقمة العيش وأحد نشطاء حراك “بدنا نعيش”، الذي وافته المنية في البوسنة.

كما أوضحت الوزارة انها تواصلت مع ذوي الشهيد وتقوم بكل ما يلزم من أجل نقل جثمانه الى قطاع غزة.

جريدة “الايام” الفلسطينية

Exit mobile version