بين الأمس واليوم: فلسطين قوة ديبلوماسية حاضرة

بقلم: يوسف الزريعي

الأمم المتحدة منبر هام رغم انه عاجز عن تطبيق ما يصدر عنه من قرارات.
بعد الحرب العالمية الثانية ارتبطت القضية الفلسطينية بشكل يكاد أن يكون مصيريا بهذه المؤسسة الدولية، والتي شكلت قراراتها سبب وجود الكيان الإسرائيلي في فلسطين، غير انها عجزت عن انصاف الشعب الفلسطيني باعلان دولة فلسطين كاملة العضوية.
ولعل الخطاب السياسي للقيادات العربية التي تتاح لها فرصة إلقاء كلمة على هذا المنبر، يتسم لغويا بالقوة والتماسك. وتستمد هذه الخطابات قوتها من قوة اللغة العربية وجمالها، لكن لا يختلف اثنان انها كانت كلمات فارغة من أي مضمون سياسي يُحرِّك الشعوب الغربية، وكان الزعماء العرب يتحدثون من خلال هذه المنصة الدولية ليخاطبوا الجماهير العربية ويلجأون الى دغدغة مشاعرهم وتحريك عواطفهم، فكانت مواقفهم بعيدة كل البعد عن العمق السياسي والتاريخي والديبلوماسي لقوة الحق الفلسطيني. اولئك الذين ومع الزمن أضاعوا هذا الحق.
وكانت الثورة الفلسطينية في تلك البدايات خليطا من ايديولوجيات عربية وعالمية، تستند فيها على تجارب شعوب تختلف ظروف صراعهم عن ظروف صراع الفلسطيني، واختلاف ظروف وشكل الاحتلال الاسرائيلي عن كل الاحتلالات التي مرت عبر كل العصور السابقة.
وبعد تبلور التجربة الفلسطينية الخاصة، وصياغة مفاهيم تستند على فهم دقيق للمعايير الدولية ونوع اهتمامات شعوب العالم، وتأثير الكلمة الواعية والدعاية الهادفة لإيصال حقنا المشروع في استعادة وطننا السليب، أصبحت شعوب العالم تنظر الى القضية الفلسطينية بعيون أخرى تختلف عن تلك العيون التي ضللتها الدعاية الصهيونية في ستينات وسبعينات القرن الماضي.
واليوم، فالخطاب الفلسطيني في ظل القيادة الحالية يتسم بالواقعية والوضوح، بعيدًا عن أي ثغرة تستغلها الدعاية الصهيونية لتشويه صورة النضال الفلسطيني، وتحاول تصويره وكأنه وحش لا يُجيد إلا القتل والموت والتخريب. انتقل الخطاب الفلسطيني الى مصافي اللغة والمضمون التي استطعنا من خلاله تعرية المزاعم الصهيونية وزيفها.
لذلك وقف الرئيس محمود عباس في خطابه الأخير وقوف الواثق من نفسه ومن شعبه، منطلقًا من قوة الحق، والثبات على خطاب يطالب المجتمع الدولي بالالتزام بما أقرَّته الأمم المتحدة، واننا شعب يمد يده للسلام، وشعب يحب الحياة ويتمسك بها.
غير ان ما يدعو للأسف انه بعد أن حصلنا على أصوات عدد كبير من الدول، تساندنا على نيل حقوقنا والتصويت لصالح فلسطين، نجد أن بعض الزعامات العربية تخدم في مواقفها الموقفين الإسرائيلي والأمريكي.
وصدق الشاعر:
وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً
عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

المصدرشبكة أحفاد الإخبارية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا