يافا تنتصر والحق التاريخي لن يسقط بالتقادم

إعداد/الدكتور: ناصر إسماعيل اليافاوي

رغم محاولة الصهاينة كي الوعي العالمي، ورغم انتشار الخرائط المزورة في مكتبات أوروبا والأمريكتين باعتبار يافا مدينة سياحية صهيونية، وبات البعض يظن أنها حقيقة رغم وهميتها، إلا ان الوثائق التاريخية كحقائق مادية مثبته غير قابلة للتدليس تشرأب من جديد لتصرخ بعنفوان الحقيقة، ونعلن أن فلسطين ملكا لأصحابها الشرعيين، واليوم جاءت الشهادة الدامغة على زيف الرواية الصهيونية ، فقد قضت محكمة أسترالية بحق المواطن إبرهارد فرانك (79 عاما) في تسجيل فلسطين رسمياً كمكان لولادته.

وخسرت الحكومة الأسترالية في هذه الدعوى القضائية، بعد قيامها بإزالة اسم فلسطين في العام الماضي من طلب جواز السفر الذي قدمه فرانك.

وذكرت محطة “سي اس سي” أن فرانك يهتم جداً بتراثه، وهو نجل لمهاجر ألماني إلى الشرق الأوسط، وقد ولد في عام 1940 في فلسطين.

وقال فرانك وسط مكتبة من كتب التاريخ في منزله الكائن بمرتفعات أديليد: “طوال حياتي، أخبرني والدي أنني ولدت في فلسطين، ولدي شهادة ميلاد بعنوان حكومة فلسطين تذكر أنني ولدت في يافا، فلسطين”.

وحصل فرانك على الجنسية الأسترالية في عام 1952، ولكنه عندما ذهب لتجديد سفره الأسترالي في العام الماضي، صُدم عندما وجد أنه تم تسجيل مكان ميلاده على أنه “غير محدد”، على الرغم من أنه ذكر مدينة يافا القديمة في فلسطين على طلباته السابقة.

ولا تعترف الحكومة الأسترالية بـ”حكومة فلسطين” كما أنها لا تعترف بأراضي الضفة الغربية المحتلة وغزة كدولة، ولكنها تعترف بالكيان الاسرائيلي الذي استولي على مدينة يافا.

وأظهر فرانك جوازات سفره العديدة، التي يعود تاريخها إلى عام 1974، وجميعها تذكر مدينة يافا كمكان لولادته.

وقد تم جلب والد ووالدة فرانك الألمان إلى معسكر اعتقال مدني في أستراليا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أمضوا ست سنوات في الاعتقال حتى تم إطلاق سراحهم في عام 1947، وقرروا بعد ذلك الإقامة في البلاد.

وكان فرانك غاضباً للغاية عندما اكتشف أنه تم تغيير مكان ولادته في طلب جواز سفره العام الماضي، ورفع دعوى أمام لجنة حقوق الإنسان.

وقد حاولت اللجنة التوسط بينه وبين وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، التي تدير عمليات جوازات السفر، واقترح فرانك أثناء الوساطة حلاً وسطاً يتضمن إدراج مكان ميلاده ” فلسطين تحت الانتداب البريطاني” ولكن الوزارة رفضت عرضه بحجة أن سياسة الحكومة هي عدم الاعتراف بدولة فلسطين، وبعد ذلك تم تحويل القضية إلى محكمة فيدرالية.

ولم يتم منح فرانك أي تعويضات أو رسوم قانونية، ولكنه تمكن من تسجيل مكان ولادته الرسمي على الوثائق الحكومية باسم “يافا، فلسطين تحت الانتداب البريطاني”.

عاشت فلسطين وعاشت يافا عروس البحر حرة عربية أصيلة.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا