حديث القدس: الخليل بعد القدس والمخفي اعظم

لا شك ان الهجمة الاستيطانية والتهويدية على الخليل هي جزء من مخطط احتلالي مدعوم من حليفتها الاستراتيجية الولايات المتحدة الاميركية وبصورة خاصة الادارة الاميركية الحالية التي هي متصهينة اكثر من الصهيونية نفسها.
فبعد ان اعترفت الادارة الاميركية برئاسة الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقلت مقر سفارتها من تل ابيب اليها واغلقت قنصليتها في القدس الشرقية، واصلت سلطات الاحتلال العمل وباقصى سرعة ممكنة من اجل استكمال تهويد القدس بعد ضمها منذ ما بعد احتلالها مع بقية ارجاء الضفة الغربية وقطاع غزة، فنراها لا تفوت يوما من دون ان تعمل على تغيير معالم المدينة وتزوير تاريخها العربي الاسلامي، بل وتعمل ايضا على المس بالمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة من خلال محاولاتها هدم المسجد الاقصى المبارك واقامة مكانه الهيكل المزعوم.
وفي اعقاب الاعتراف الاميركي بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، انتقلت دولة الاحتلال الى مدينة الخليل لمواصلة تهويدها، وزرع المزيد من المستوطنات بداخلها وفي قلب المدينة، فجاء قرار وزير الجيش الاسرائيلي بينت باقامة مستوطنة في قلب المدينة وتهديده لبلدية الخليل اما الموافقة على ذلك او الغاء قانون الحماية لبعض الممتلكات والاماكن التي تدعي دولة الاحتلال بأنها تعود ليهود في الوقت الذي ترفض فيه اعادة اية ممتلكات للفلسطينيين التي سيطرت عليها عام ٤٨وكذلك في عدوان عام ١٩٦٧م.
صحيح ان ابناء الخليل يواجهون انتهاكات وممارسات وهجمة الاحتلال وقطعان مستوطنيه بكل الوسائل والسبل المتاحة، ويواجهون ذلك بمقاومة سلمية، وخبر دليل على ذلك قيام الالاف من المواطنين باداء الصلوات في المسجد الابراهيمي في محاولة لمنع الاحتلال من الاستيلاء على ما تبقى منه خاصة وان هذه السلطات ابدت في الاونة الاخيرة محاولات من هذا القبيل بعد ان قسمته مكانيا وزمانيا في اعقاب المجزرة التي ارتكبها احد المستوطنين هناك.
ان المطلوب فلسطينيا اي من القيادة الفلسطينية وكذلك جميع فصائل العمل الوطني والاسلامي، اتخاذ خطوات عملية لمواجهة ما تواجهه مدينة الخليل من محاولات التهويد ونشر المزيد من المستوطنات السرطانية بداخلها وحولها، لارغام اهلها على مغادرتها اما من خلال هذه الممارسات والاجراءات واما بالقوة وعدم الاكتفاء باصدار بيانات الشجب والاستنكار التي باتت لا تغني من جوع.
والمطلوب ايضا انهاء هذا الانقسام المدمر والذي ساهم بدرجة او باخرى في استشراس دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين واتخاذهم الخطوات التي من شأنها القضاء على اي فرصة للسلام ان لم تكن قد قضت على السلام نفسه،والمخفي من قبل سلطات الاحتلال اعظم .

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا