كلمة الحياة الجديدة: التيقظ الضرورة…

تقولات عديدة تدور في شوارعنا في مثل هذه الأيام، بعضها يصدر عن انفعالات عجولة وبريئة، وأغلبها يصدر عن مروجي الشائعات، من أدوات الاحتلال، وعملائه، وصفحاته على “الفيسبوك”، وهذه عادة ما تكون مدروسة بعناية المؤامرة وغاياتها التدميرية..!!

ليس سراً أننا اليوم في وضع بالغ الصعوبة على الصعيد الاقتصادي، ونحن نتعرض لحصار مالي شديد. الاحتلال الاسرائيلي يريد من أموال المقاصة خاصتنا، أن تكون أموال مقايضات سياسية، تنال من قضيتنا الوطنية ومشروعنا التحرري، والإدارة الأميركية أغلقت بهيمنتها السياسية الامبريالية، كل منافذ الدعم المالي، لفلسطين الشعب، والقضية، والسلطة الوطنية..!! ما من شبكة أمان عربية حتى الآن، رغم قرارات عديدة اتخذتها القمم العربية بهذا الشأن (…!!)

الأمانة والتقوى والوطنية تقتضي في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة، أن نكون على درجة عالية من التيقظ والانتباه، لكل قول يحاول إشاعة الفوضى في الرأي العام عندنا، وحرف البوصلة عن المهمات الوطنية والنضالية التي باتت تلزمنا بها المرحلة الجديدة من الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، التي دشنتها قرارات القيادة الفلسطينية بالتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي، والمهمات الوطنية والنضالية الآن هي مهمات دفاع وحماية، ومهمات تواصل في دروب الحرية ذاتها، ولأن فلسطين القضية، والمشروع التحرري، مشروع الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، هي فلسطين الشعب الفلسطيني، وحماية مشروعها التحرري، ليست مسؤولية قيادتها الشرعية فحسب، وإنما هي كذلك مسؤولية الشعب، بمجموعه الوطني، وتالياً فإن مهمات المرحلة الجديدة، هي مهمات هذا المجموع، دون ان نردد تلك الشعارات التي لا تسمن ولاتغني من جوع، فلسنا هواة شعارات تدعو الناس لتحمل ما لا يحتملون، ولا هواة بلاغة انشائية لا ترى شيئا من الواقع، وتكابر بكلمات لا طائل من ورائها ..!!

لسنا أول الصابرين في التاريخ الذين حازوا على الفرج نتيجة صبرهم وإيمانهم، لكننا في التاريخ المعاصر، وفي عالمنا الراهن، أول الصامدين بقوة وعناد ورسوخ، وصمودنا ما زال يثمر لنا بين أمم العالم، حضور الأمثولة التي تقتدى، والأيقونة التي تقدس، بحكم ما تنطوي عليه من وقائع الدفاع عن الحرية، والكرامة، والعدل، والسلام، وما تكرسه من قيم انسانية نبيلة.

الحصار المالي الخانق اليوم يريد قتل هذا الصمود وهذا الحضور، وإخراجنا من قيمنا، وتراثنا الأخلاقي، وروايتنا التاريخية، الحصار المالي يحاولون اليوم ان نكون عبيداً للصراف الآلي، لا أحراراً في مشروع الحرية، وبمشروع الضم الاستعماري،يريدنا محض جيوب سكانية لا حدود لها سوى عتبات بيوت قاطنيها دونما أية جغرافيا وطنية وبلا أية سبل للحياة سوى سبل الخدمة في حقول المستعمر وبيوته…!!! لن يقبل شعبنا بكل ذلك قطعاً، وقولاً فصلاً، ولسنا رغم الوضع الاقتصادي الصعب في هذه المرحلة في “عام الرمادة” ولن نسمح أن يكون لنا عام مثل هذا، لأننا أدرى بسبل مواجهة الصعاب وتخطي الأزمات، ودائماً ما النصر إلا صبر ساعة، ولا خصيصة لشعبنا أشد واقعية، أكثر من خصيصة الصبر، التي هي من تقوى المؤمنين.

رئيس التحرير

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا