تصريحات غرينبلات تزوير للتاريخ وتضليل وخرق فاضح لقرارات الأمم المتحدة

بقلم: علي ابو حبلة

تصريحات غرينبلات أن الضفة ليست أرضاً فلسطينية ولا أعتبر بسط السيادة الإسرائيلية عليها غير قانوني هذا الزعم للمبعوث السابق للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط أن الضفة الغربية المحتلة ليست أرضاً فلسطينية، بل إنها أرض متنازع عليها، معتبراً أن مخطط الضم الإسرائيلي لا يعتبر غير قانوني. جيسون غرينبلات هو ابن لاجئ مجري من أصل يهودي هرب من النازيين إلى نيويورك، نشأ غرينبلات في نيويورك سيتي، ويعتنق اليهودية الأرثوذكسية، وهو دائما يرتدي القبعة اليهودية.

وتصريحاته تنبع من عقيدته وفكره الايدولوجي القائم على التضليل والخداع والتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني وهذه الحقوق تقرها جميع القرارات الدولية الصادرة عن عصبة الامم، والامم المتحدة، ومقولة حكومة الاحتلال عن ان الأرض الفلسطينية أراض متنازع عليها امر يتعارض مع كافة القوانين والمواثيق الدولية.

دولة فلسطين تستمد مشروعيتها من القرار الصادر عن الأمم المتحدة 181 حيث صدر قرار التقسيم من الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 1947-11 بموافقة 33 دولة واعتراض 13 دولة وامتناع الباقي، وكان هذا القرار الذي يحمل رقم 181 أوصى بانهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضي فلسطين إلى ثلاثة كيانات جديدة – تأسيس دولة عربية فلسطينية على 45% من فلسطين. – تأسيس دولة يهودية على 55% من فلسطين. – أن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية.

لم يطبق: ومع أن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة مجحف طبعاً بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وغافل لمبدأ حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ولم يطبق القرار في حينه لرفض الفلسطينيين لهذا القرار الظالم إلا انه أرسى شرعيه دوليه لإقامة دولة فلسطين على 45 % من أراضي فلسطين، مع مراعـاة الأحكـام الخاصة بحالة الاحتلال التي تنظمها لائحة اتفاقية لاهاي الرابعة لعام 1907 واتفاقية جنيف الرابعة (المواد 34-27 و78-47) والبرتوكول الإضافي الأول لاتفاقيـات جنيـف الأربعة، حيث حددت واجبات والتزامات سلطة الاحتلال. أما الاتفاقات التي تعقدها القوة المحتلة مع السلطات المحلية، فلا يمكن أن تحرم سكان الأراضي المحتلة مـن الحماية التي يمنحها القانون الدولي الإنساني (المادة 47 من اتفاقية جنيف الرابعة)، ولا يجـوز للأشـخاص المحميين أنفسهم التنازل عن حقوقهم (المادة 8 من الاتفاقية الرابعة).

تصريحات غرينبلات عن التنازع على الاراضي وبسط السياده عليها هي مجرد أوهام تعشش في أذهان مبتكريها ومخترعيها وهذا ما جاء في ورقة أعدّها كل من فيليب غوردن Philip H. Gordon، وبريم كومارPrem G. Kumar، عن «مجلس العلاقات الخارجية» CFR، يقرّ الباحثان بأن غرينبلات و كوشنر «يعيشان في عالم من الأوهام»، ويعدّ مقاربة قد تُعقّد المشاكل الحالية، أكثر من أن تحلّها. ويضيفان بأن هذه الخطّة صفقة القرن «المائعة» تجعل من أمر التشكيك والتساؤل حولها أمراً مشروعاً، من باب هل هدفها فعلاً «مفاوضات جدّية، أم هي لمجرّد إرضاء الرئيس ترامب، ومن ثمّ لوم الجانب الفلسطيني، وتحميله الفشل القادم لا محالة».

يفصّل الباحثان هذه الأوهام ويقسّمانها إلى أربعة أوهام، يتعلّق الوهم الأوّل بإمكانية تجاوز الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس المُعارض لـ»خطّة السلام الموهوم « هذه، بأخذ الخطّة «مُباشرة إلى الشعب الفلسطيني»، فيما يتمحور الوهم الثاني حول فكرة أن غرينبلات وكوشنر ومن ورائهم الإدارة التي يمثّلها، في وضعٍ مناسب أكثر من سابقيهم لعقد اتفاق ما، وهو حسب تعبير الباحثين «هدفٌ من شأنه أن ينشّط ترامب أكثر من أن يحقّق سلاماً في الشرق الأوسط».

الوهم الثالث، يتمثّل في التعويل على دول، ومصر والأردن، للمساعدة في تجاوز التحدّيات التي تواجه «مشروع السلام».

رابعاً، يوهم كوشنر نفسه ويحاول إيهام الآخرين بأن «الفلسطينيين يمكن شراؤهم بمساعدات اقتصادية كتعويضٍ عن الخسارات السياسية».

فشل الصفقه أمر حتمي كما فشلت غيرها من مبادرات السلام وقد سبق لمجلّة «فورين بوليسي» ان كتبت تقريراً لها نهاية «خطة سلام كوشنر غرينبلات، كارثة تنتظر الحدوث». وممّا أورده كاتب التقرير، وهو مدير وحدة أبحاث الشرق الأوسط في «مركز من أجل أمن أميركيّ جديد» Center for a New American Security، حديثه عن حتميّة فشل «خطّة السلام» التي تقترحها الإدارة الأميركيّة». ويضيف تقرير «مجلس العلاقات الخارجية» سالف الذكر، أنّه وبعد 18 شهراً من المحادثات والاستشارات التي أجراها كوشنر وجيسون غرينبلات Jason Greenblatt، فإنّ كوشنر بالضرورة يعلم كمّ المشاكل التي تحملها الخطّة، وأنّها ذاهبة إلى الفشل، لذا فإن استمراره، يعني أمراً من اثنين: إمّا أنه شخصٌ ساذج، أو أنّه يعمل بالمبدأ القائل إنّه: من الأفضل دائماً أن تحاول وتفشل على ألّا تحاول بالمرّة.

سبب آخر للاستمرار في الخطّة التي ستفشل، سيكون هدفه لوم الفلسطينيين، بدلاً من إلقاء اللوم على السياق الصعب وتوقيته، وعلى أخطاء ترامب.

هذه الحقيقة يجهلها غرينبلات وكوشنير وهي ان الفلسطينيين اصحاب حق وطلاب للحق وان مقولة اراض متنازع عليها ينقصها الاثبات والدليل وفلسطين من نهرها الى بحرها اراض فلسطينية عربية.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا