كيف نحول بيوتنا إلى دور للعبادة ومنارات للعلم في ظل جائحة فايروس كورونا؟

بقلم: وليد حلس

➖ إن القلوب المتعلقة ببيوت الله عزوجل تتفطر و تتألم مرة أخرى من إغلاق المساجد، ورجل قلبه معلق بالمساجد لكنها الضرورة الشرعية الواجبة لحفظ النفس، وإن الضرورات الشرعية من أولويات ديننا الحنيف الذي يقدم النفس البشرية على ما سواها حتى في العبادات، لأن سلامة الأبدان مقدمة على سلامة الأديان.

➖ إنَّ الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة والاستجابة لتعليمات وتوجيهات الجهات المختصة لمواجهة الفايروس تعتبر ضروره وطنية وفريضة شرعية يؤجر المرء عليها لأنه يحمي نفسه وأسرته وشعبه من التهلكة ويؤثم المخالف لأنه يعرض نفسه وأسرته ومجتمعه للخطر والضرر.

➖ إنَّ المرء المسلم وكل رب عائلة باستطاعته أن يغتنم الأمر، وأن يحوِّلَ بيته إلى روضة من رياض العلم، ومسجداً يذكر فيه اسم الله كثيراً، لا سيما أن أوقات المحن والشدائد تدعو الإنسان المسلم للتقرب من ربه عزوجل والالتجاء إليه بالطاعة والدعاء بأحب الأعمال التي أخلص بها لله تعالى كأصحاب الصخرة التي أغلقت عليهم ودعوا الله بصالح أعمالهم لتفريج الكرب ورفع البلاء.

➖ علينا أن نجعل من بيوتنا منارات للعلم ومراكز لتحفيظ القرآن الكريم وتثبيته وتعلم أحكامه ومراجعته ويقع على عاتق كل مسلم اليوم أن يكون قائداً ربانيا في بيته، فعليه أن يصلي مع أسرته الصلوات الخمس جماعة وعلى وقتها، بدعاء قنوت النوازل لرفع الغمة عن الأمة.

➖ إنه من الجيد أن تعد الأسر المسلمة جدولاً وبرنامجاً متنوعاً لقضاء أيام الجلوس في البيت، وأن يحتوي الجدول الإيماني على أمور مهمة، منها: الصلاة على أوقاتها جماعة مع الأسرة، وإقامة حلقات وجلسات الذكر والدعاء والتفسير لآيات القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه أو الاستماع لذلك بالوسائل المختلفة وقيام الليل والمداومة على السنن الراتبة وخاصة صلاة الضحى وصيام التطوع والنافلة بقدر المستطاع وبلا إكراه.

➖ نؤكد على أهمية التناوب في تقديم الدروس والمواعظ بين الزوج والزوجة والأولاد لتدعيم ثقتهم بأنفسهم وتنمية قدراتهم الإيمانية واكتشاف مهاراتهم الإبداعية والتنوع في تقديم البرامج بحيث يتضمن بعض الأنشطة الترفيهيه وطرح الأسئلة الثقافية والدينية وسرد القصص القرآنية والمعلومات العامة والهامة بين الأبناء، وممارسة بعض التمارين والأنشطة الرياضية لعدم الشعور بالملل والكآبة وجلسات السمر والمرح مع الأبناء فيما هو مفيد ونافع ومثمر.

➖ إن فرصة المكث في المنزل ثمينة من الناحية الاجتماعية، إذ أنَّها جاءت لتعويض رب العائلة عن ما سرقته الأيام وأوقات العمل والغياب عن المنزل، فإنَّ الجلوس في المنزل باب جيد لاستماع الأب لأبنائه وزوجته ومشاكلهم، وفرصة للإقتراب منهم أكثر، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ” .

➖ إن رب العائلة تقع عليه مهمة ومسؤولية أكبر من ذي قبل، إذ عليه أن يذاكر ويراجع لأبنائه بعد أن انقطعوا عن الدراسة بسبب الإغلاق الاحترازي ويراقب ويتفقد أحوال أبنائه.

➖ من الأهمية بمكان أن يتضمن هذا البرنامج والجدول فضيلة صلة الأرحام والعلاقات الاجتماعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية التواصل مع الأقارب والأصحاب لنشر وبث الطمأنينة في المجتمع وعدم الانجرار وراء الإشاعات المغرضة والمحبطة، فإنَّ نشر روح الطمأنينة والسكينة مهم جداً لرفع المعنويات وتقويه جهاز المناعة، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: “بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا” .

➖ نحذر من تضييع أوقات الفراغ فيما لا يُرضي الله عزوجل ويغضب وجهه الكريم خاصة في أوقات المحن ، كتضييعها على ألعاب الببجي وغيرها من الألعاب المهلكة والمدمرة لشبابنا وأبنائنا والمسلسلات، والأفلام، إلا الهادفة منها والمفيدة، والحذر من النوم الكثير، والاستماع إلى الأغاني الماجنة والهابطة والجلوس مطولا علي الجوال والخمول والكسل لأنه مدمر وأخطر من الوباء نفسه وما إلى ذلك، لأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” اغتنم خمساً قبل خمس منها فراغك قبل شغلك ” .

➖ إن رب العائلة أصبح اليوم بمثابة جهاز رقابة الدولة في البيت فعليه أن يكون أميناً على أوقات أبنائه وأسرته، في هذا الوقت وفي كل وقت وحين، وأن هذا الأمر ليس بالمستحيل أو الغير ممكن بل هو يسير على من يسره الله عليه.

➖ علينا أن لا ننسى بأن هناك لنا أبناء وإخوة أعزاء خلف القضبان وفي السجون والمعتقلات يقضون أحكام بالمؤبدات منهم من قضى السنوات الطوال في العزل الانفرادي وما أدراك ما العزل الانفرادي، نسأل الله عزوجل بأن يفرج عنهم الكرب ويفك أسرهم ويطلق سراحهم ويمن عليهم بالحرية، وآخرين مرضى يقضون الأيام والشهور العصيبة في المستشفيات نسأل الله عزوجل لهم الشفاء ولجميع مرضى المسلمين.

#التزامك_عبادة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا