جرائم الصهيونية (2)

اتفاقية أوسلو نتيجة الضغوطات العربية والأمريكية على القيادة الفلسطينية ونتائجها كانت كارثية على الأرض الفلسطينية

بقلم : الدكتورة أنيسة فخرو

إن جرائم التطبيع مع الكيان الصهيوني لم يحصد منها العرب إلا مزيدا من الذل والخراب، وارتهان القرار العربي أكثر بيد الصهاينة المتأمريكين، منذ اتفاقية كامب ديفيد المشئومة 1978، واتفاقية وادي عربة 1994، مرورا باتفاقية أوسلو 1993، وصولا إلى اتفاقية (إبراهيم) أبوظبي في عام وباء الكورونا بتاريخ 13 أغسطس2020.

وربما جاءت اتفاقية أوسلو نتيجة الضغوطات العربية والأمريكية على القيادة الفلسطينية، لكن نتائجها كانت كارثية على الأرض الفلسطينية، حيث قضم الصهاينة ثلاثة أرباع فلسطين، وزادت عدد المستعمرات الصهيونية بنسبة 70%.

وبالطبع العامل الداخلي أكثر أهمية وتأثيرا من العامل الخارجي، وإذا كانت اتفاقية كامب ديفيد رمز العار العربي، فإن اتفاقية أوسلو القشة التي قصمت ظهر البعير، وكل الاتفاقيات العربية الصهيونية لها ثمن يتحمله كلا الطرفين، وكلها لم يلتزم الجانب الصهيوني بتنفيذ البنود والمستحقات عليه، في حين نفذ الجانب العربي كل ما عليه وأكثر.

والمبكي في اتفاقية أبوظبي أن نتنياهو يعلن صراحة وبكل صلف بعد التوقيع مباشرة أنه لم يوقف مشروع ضم الضفة الغربية، في حين يتباهى الجانب الآخر بأنه أستطاع أن يوقف المشروع، والقول الفصل صدر عن القيادة الفلسطينية التي رفضت الاتفاقية، وأكدت إن وقف الكيان الصهيوني لضم الضفة حدث قبل الاتفاقية ونتيجة الضغوطات الأوروبية على الكيان.

والملفت للنظر موقف مصر السيسي المشجع لاتفاقية أبوظبي، لكن الشعب المصري أثبت أصالته وعروبته، فبعد مرور أكثر من 40 عاما من التطبيع الرسمي مع الكيان، لم ولن ينسى الشعب المصري خاصة والعربي عموما، جرائم الصهيونية، لذلك لم يتحقق التطبيع الشعبي المصري، في حين يروج له خليجيا!

لم ينس الشعب المصري العدوان الثلاثي، ولا ما فعله جهاز المخابرات الصهيوني (الموساد) باغتيال العلماء العرب، أكثر من 2700 عالم عربي، أغلبهم من مصر والعراق .

وعلى سبيل المثال لا الحصر اغتال الموساد العالم المصري (مصطفى مشرفة)، المولود في 1898، عالم الفيزياء المتخصص في الذرة والمناهض لاستخدامها في الحروب، وقد وصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء، وفي 15 يناير 1950، قُتل مسموماً.

(سميرة موسى)، ولدت 3 مارس 1917، وهي أول عالمة ذرة مصرية، سافرت في بعثة إلى بريطانيا لدراسة الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية، كانت تريد أن يكون لمصر والعالم العربي مكانا علميا مرموقا، ولفت انتباهها امتلاك الصهاينة أسلحة الدمار الشامل وسعيهم للانفراد بالتسلح النووي، فقامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية في 1949، وسافرت إلى أمريكا عام 1952، لإجراء بحوث في جامعة سان لويس، وتلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت، وتم اغتيالها في 15 أغسطس 1952.

(جمال حمدان) ولد 4 فبراير 1928م، ويعتبر من كبار المفكرين المصريين، ومن أهم كتبه (أنثروبولوجيا اليهود) الصادر عام 1967، اغتالته الموساد في17 أبريل 1993، وصرح رئيس المخابرات المصرية الأسبق أمين هويدي بأن الموساد وراء الاغتيال، واكتشف المقربون له اختفاء مسودات كتابه (اليهودية والصهيونية).

عالم الذرة المصري (سمير نجيب)، لكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى بعثة دراسية في أمريكا، وبدأت أبحاثه تثير قلق الصهاينة، وانهالت عليه العروض المادية لتطوير أبحاثه، ولكنه بعد حرب يونيو 1967 صمم على العودة إلى مصر وحجز في 13 أغسطس1967، وما أن أعلن عن سفره حتى تقدمت إليه جهات عدة تعرض عليه الإغراءات العلمية والمادية للبقاء، لكنه رفض، وفي ليلة سفره تم اغتياله.

(يحيى المشد) عالم الذرة، درّسَ في العراق بالجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية، ولد عام 1932، وتخرج من جامعة الإسكندرية في 1952م، رُشح لبعثة الدكتوراه في لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى ست سنوات، عاد بعدها سنة 1963 متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية، وبعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، فتوجه إلى العراق لمواصلة بحوثه في الذرة، وفي 13 يونيو 1980م تم اغتياله، وقد اعترف الكيان وأمريكا رسميًا باغتياله.

(سعيد السيد بدير) عالم مصري، تخصص في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، ولد في 4 يناير 1949، واغتيل في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية، كان متعاقد مع جامعة ألمانية، وبعد انتهاء العقد اتفق معه باحثان أمريكيان في أكتوبر عام 1988م لإجراء أبحاث مشتركة، وبدأت أسرته تشعر بالضيق، فقرر أخذ أسرته إلى مصر، ثم العودة إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده، عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988، وقرر الذهاب إلى الإسكندرية لاستكمال أبحاثه واغتيل فيها.

كل هذا وذاك ولم يفعل الصهاينة لنا نحن العرب شيئا!

هذا عدا عن آلاف الشهداء والمعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، عدا عن العمليات السرية التي نفذها جهاز الموساد بحق السياسيين والقادة.

يقول روبين بيرغمان في كتابه (حرب الظل)، الذي أصدرته “دير شبيغل”، ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مقتطفات منه، إن الموساد نفذ 800 عملية اغتيال في خلال العشر سنوات الماضية فقط.

كل ذلك ولم يفعل الصهاينة لنا نحن العرب شيئا!

للاطلاع على جرائم الصهونية (1)

 

المادة السابقة
المقالة القادمة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا