“تايمز أوف انديا” الهندية: جو بايدن سيغير السياسات الأمريكية تجاه الفلسطينيين وإسرائيل

توقعات بأن يعكس بايدن قرارات ترامب التي خنقت الفلسطينيين

سيعيد فوز جو بايدن تركيز السياسة الامريكية تجاه الشرق الأوسط مع احتمال عكس الضرر الذي الحقه ترامب في المنطقة. لقد حرم الرئيس ترامب خلال فترة ولايته السلطة الفلسطينية من مساعدات مالية تصل إلى حوالي نصف مليار دولار سنويًا، ومارس الضغط عليها لقبول حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على حوالي 70% من الضفة الغربية وجزءا مهملا من ضواحي القدس. علاوة على ذلك، نجح في عزل الفلسطينيين عن بعض حلفائهم العرب الأثرياء الذين قدموا في الماضي ملايين الدولارات على السلطة الفلسطينية.

تعاني السلطة الفلسطينية الآن من وضع يائس في ظل انتشار جائحة كورونا، وتواجه كذلك أزمة مالية حادة في الوقت الذي تُحرم فيه من المساعدات الأمريكية والعربية بالإضافة إلى انخفاض حاد في الدخل السياحي. علاوة على ذلك، أغلق ترامب مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والقنصلية الأمريكية العامة في القدس الشرقية، بالمقابل قطعت السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل. ترى السلطة الفلسطينية أن انتخاب جو بايدن وسيلة للخروج من الأزمة المالية والسياسية الحادة، وتأمل أن يحد بايدن من توسع المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية.

قالت نائبة الرئيس الأمريكي المنتخبة كامالا هاريس إن إدارة بايدن “ستتخذ خطوات فورية لإعادة المساعدات الاقتصادية والإنسانية للفلسطينيين، بالإضافة إلى إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية والبعثة الفلسطينية في واشنطن.” وكتب محمد شحادة، صحفي فلسطيني أن “قادة السلطة الفلسطينية يأملون وبشكل مفرط في أن يعكس بايدن بصمة ترامب الكارثية على حقوقهم، ويأملون أن يقوم البيت الأبيض في ظل ادارة بايدن بإلغاء الضم من على الطاولة بالكامل، وإعادة التمويل للسلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وإعادة العلاقات الدبلوماسية”

دعت كذلك حنان عشراوي إدارة بايدن القادمة “إلى عدم العودة إلى أخطاء الماضي، وأضافت أن الإدانات الأمريكية التقليدية للتوسع الاستيطاني لن تكون كافية. يجب أن تكون هناك مساءلة وعواقب إذا واصلت إسرائيل سياساتها الاستيطانية”. في الحقيقة، أراد الرئيس ترامب تبني سياسة الدعم الكامل لمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما لأنه كان يرغب في إرضاء الإنجيليين في الولايات المتحدة، الذين يشكلون جزءًا رئيسيًا من قاعدة ناخبيه. سمح لنتنياهو بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، ومارس الضغط على الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وفي هذا الصدد، حقق نجاحات حيث أقامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ووافق السودان على تطبيع العلاقات بعد أن رفعت الولايات المتحدة البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

هناك مخاوف من أن نتنياهو سيحاول استغلال الأسابيع الأخيرة من إقامة ترامب في البيت الأبيض لزيادة بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية بشكل حاد. ذكرت صحيفة هآرتس أن القدس تسرع في الموافقة على البناء في الجزء الشرقي من المدينة تحسبا لادارة جو بايدن القادمة يبدو أنهم يخشون أن يقوم بايدن بتجميد البناء على الحدود التي تفصل القدس الشرقية والضفة الغربية عن إسرائيل.

يقول هيو لوفات، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنه من غير المحتمل أن تكون هناك “عودة كاملة إلى الوضع السابق فيما يتعلق بعكس قرار ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس والجولان، قد يكون بايدن مقيدًا أيضًا من قبل الكونجرس الأمريكي الذي يتمتع بسلطة كبيرة.”

يقول الصحفي الإسرائيلي نوا لانداو: “سيكون من الصعب جدًا تصوير بايدن على أنه يكره إسرائيل … حقيقة أن القضية الفلسطينية الإسرائيلية لن تكون حقاً على رأس قائمة مهامه، فليس هناك أي سبب على الإطلاق لوضع عصا في عجلات اتفاقيات السلام مع دول الخليج، الاتفاقات التي أشاد بها بايدن”. من المتوقع أن يكون فوز بايدن في الانتخابات تطوراً جيداً لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين لأنه قد ينعش الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع.

المصدر: تايمز اوف انديا
ترجمة مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا