واشنطن بوست: إسرائيل تمهد الطريق لنموّ استيطاني واسع جدا في الضفة الغربية

خلال السنوات المقبلة، سيصبح الإسرائيليون قادرون على التنقل بين القدس وتل أبيب انطلاقا من قلب مستوطنات الضفة الغربية عبر طرق سريعة وأنفاق وجسور تقطع أوصال قرى الضفة الغربية. ستمهد الطرق الجديدة لنمو المستوطنات بشكل كبير، حتى لو طلبت الإدارة الأمريكية القادمة من إسرائيل وقف البناء. وتشير مشاريع البنية التحتية إلى أن إسرائيل تعتزم إبقاء مساحات شاسعة من الأراضي المحتلة تحت سيطرتها في أي اتفاق سلام محتمل، مما يجعل من الصعب إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

قال يهودا شاؤول، ناشط إسرائيلي أمضى شهورًا في البحث ورسم المشاريع الجديدة: “هذه ليست مائة وحدة سكنية جديدة هنا أو هناك. هذا هو الضم الفعلي”. وأضاف العمل جاري على بناء نفق ضخم سيسمح ذات يوم للمستوطنين القيادة من معاليه أدوميم، وهي مستوطنة مترامية الأطراف شرقي القدس إلى القدس وإلى تل أبيب دون المرور عبر نقطة تفتيش عسكرية أو حتى إشارة مرور. يجري كذلك العمل في جنوب القدس لتوسيع الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى مستوطنات غوش عتصيون والمستوطنات في أقصى الجنوب مع وجود أنفاق وجسور مصممة لتجاوز القرى الفلسطينية ومخيمات اللاجئين.

سيُسمح للفلسطينيين بالقيادة على العديد من الطرق الجديدة، لكن البنية التحتية ستكون ذات فائدة محدودة لهم لأنهم يحتاجون إلى تصاريح لدخول إسرائيل. استولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين أقامت شبكة واسعة من المستوطنات يسكنها ما يقرب من 700 ألف مستوطن يهودي. يريد الفلسطينيون كلا المنطقتين من أجل دولتهم المستقبلية ويعتبرون المستوطنات انتهاكًا للقانون الدولي وعقبة أمام السلام وهو موقف يحظى بتأييد دولي واسع. ينظر مؤيدو المستوطنات إلى الضفة الغربية والقدس على أنها القلب التاريخي والتوراتي لإسرائيل، ويرون في المستوطنات وسيلة لمنع أي تقسيم للأراضي المقدسة.

معظم الإسرائيليين غير مرتاحين للعيش في عمق الضفة الغربية حيث تمر الطرق ذات المسارين عبر نقاط التفتيش العسكرية والقرى الفلسطينية ويمكن أن تندلع الاشتباكات ورشق الحجارة في أي وقت. لذا، فإن الطرق الجديدة ستغير كل ذلك وسيتم تحويل المستوطنات إلى مجتمعات ضواحي مع وصول آمن وسهل إلى المدن ووسائل النقل العام. يقدر شاؤول أن البنية التحتية الجديدة يمكن أن تسهل خطط أكثر من 50 ألف وحدة سكنية للمستوطنين في الضفة الغربية و 6000 وحدة أخرى في القدس الشرقية.

قال ألون كوهين ليفشيتز، الخبير في “بمكوم” ، وهي مجموعة حقوقية إسرائيلية تركز على التخطيط الحضري، إن الهدف الرئيسي لمشاريع الطرق هو خلق “مصفوفة سيطرة” تضمن حرية حركة الإسرائيليين مع زيادة تفتيت المناطق التي تحكمها السلطة الفلسطينية.

عندما فتحت إسرائيل طريق 398 ، الذي يربط المستوطنات في جنوب الضفة الغربية بالقدس المعروف بشكل غير رسمي باسم “طريق ليبرمان” ، نسبة لوزير النقل الأسبق أفيغدور ليبرمان، الذي يعيش في إحدى المستوطنات، فقد خفض زمن القيادة من 40 دقيقة إلى 10 دقائق. وبالتالي، تضاعف عدد المستوطنين في المنطقة تقريبًا في السنوات الست الأخيرة إلى حوالي 6000 مستوطن وفقًا لمنظمة السلام الآن، وهي منظمة إسرائيلية معارضة للاستيطان.

ينظر العديد من الفلسطينيين إلى الطرق على أنها نوع آخر من الحواجز التي أقيمت لفصل المجتمعات عن بعضها البعض والمزارعين عن أراضيهم. ويقولون إن معظم أعمال البناء على أراض صودرت من المزارعين الذين لا أمل لهم في اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية.

المصدر: واشنطن بوست
ترجمة مركز الإعلام

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا