“كورونا” يفرض الغصة على أجواء الميلاد

يعيد المواطن سامي خميس إدخال المقاعد إلى داخل المقهى الشعبي خاصته، بعد أن يئس في انتظار قدوم الزبائن، لكن هذا الوضع لم يكن هكذا سابقا.

في مثل هذه الأوقات من كل عام، كان المقهى الموجود في أحد الأزقة المؤدية إلى ساحة كنيسة المهد في بيت لحم، يعج بالزوار والسياح، ولم يكن من السهل إيجاد مكان للجلوس لاحتساء المشروبات الساخنة أو الباردة، لكنه بات اليوم شبه فارغ. هذا ما فرضه انتشار فيروس “كورونا”.

يقول خميس أن كورونا قلبت الموازين، حيث لا يوجد سياح في مدينة مهد المسيح، وكأن المدينة “خرابة”، لأن الناس هنا يعتمدون على السياحة بشكل رئيسي في دخلهم.

ويضيف أن شهر كانون الأول/ ديسمبر يعتبر من أجمل أشهر السنة لأن بيت لحم تعج بالزوار والسياح، الذين يبث وجودهم فينا الأمل والحياة، لكن مع انتشار الفيروس خلت الشوارع وبدا الحزن على مدينتنا”.

“افتتحت هذا المقهى قبل 10 أعوام، ورغم تضييق الاحتلال الإسرائيلي على أبناء شعبنا، كنا ننتزع الفرح، وكان وجود السياح من كل أنحاء العالم يدفعني للعمل بكل حب فنحن شعب محب للحياة، ولكن مع كورونا تدمرت السياحة” يقول خميس.

رجل الأعمال السبعيني أحمد عابدين قال إن بيت لحم مدينة منكوبة بسبب جدار الضم والتوسع، ثم فاقمت كورونا من وضعها السيء، فهي تعتمد على السياحة بشكل أساسي، وقد توقفت من بداية الجائحة، فلا سياح ولا محلات لبيع التحف والمنحوتات الخشبية، ولا مطاعم ولا فنادق.

ودعا عابدين الناس لاتباع إجراءات السلامة العامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وأن لا يتعاملوا مع الأمر باستهتار وإهمال.

من جانبه، قال المواطن أبو جورج الأعمى إن الحزن يخيم على أجواء أعياد الميلاد في بيت لحم، التي لم يقصدها الحجاج لهذا العام، كما أن المحال التجارية المجاورة لكنيسة المهد حيث شجرة الميلاد مغلقة، والوضع الاقتصادي صعب جدا.

رئيس جمعية الفنادق العربية إلياس العرجا أوضح أن حجم الخسائر التي تتعرض لها بيت لحم في موسم أعياد الميلاد تقدر بمليون و200 ألف دولار يوميا، ولم تتجاوز نسبة الإشغال في الفنادق هذا العام 2% خلافا لما كانت عليه في الأعوام السابقة، والتي بلغت فيها نسبة الإشغال 100%، حيث هناك 5 آلاف غرفة فندقية موزعة على 73 فندقا، تكبدت خسائر فادحة.

رئيس غرفة تجارة بيت لحم سمير حزبون، قال ان خسائر الاقتصاد بين السياحة والقطاعات الانتاجية تقدر بـ 2 مليار دولار، مشيرا إلى تراجع يفوق 50% في قطاعات التجارة والصناعات التحويلية والمنشآت الصغيرة منذ بداية الجائحة.

وأكد أن بيت لحم تكبدت خسائر أكثر من المحافظات الفلسطينية الأخرى كونه تم إغلاقها 40 يوما حينما ظهرت أول حالات الاصابات بفيروس “كورونا”.

بدوره قال مدير صحة بيت لحم شادي اللحام إن الحالة الوبائية في بيت لحم تزداد تعقيدا، حيث بلغ إجمالي الإصابات في المحافظة 6400 إصابة، بينها 1600 إصابة نشطة و80 حالة وفاة من الفيروس.

وأشار إلى أن المقلق في الأمر النسبة العالية في الإصابات من العينات العشوائية التي أُخذت من أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض حيث بلغت 25% وتحمل المركز الوطني فوق طاقته في التعامل مع المرضى، حيث بلغت نسبة استيعابه 120% وتحويل بعض المرضى إلى محافظات أخرى.

ودعا المواطنين الى ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية للحفاظ على كبار السن والأطفال الصغار، والخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر البشرية، وأن الحالة الوبائية في المحافظة خطيرة جدا، وتنذر بصعوبة المرحلة المقبلة إذا ما تم اتباع تعليمات الجهات الرسمية لحصر الوباء.

وفا- وعد الكار

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا