إلى الحراس في موسم الشتاء

إلى منتسبي قوى الأمن الفلسطيني

بقلم: محمد قاروط ابو رحمه

في شتاءات كثيرة، وعام بعد عام، قضيت جزء من عمري الشتوي أتلحف بغطاء حب الوطن واقف حارسا على حلمه.

الحراس، هم حراس الحلم. والحراس هم جزء الحلم، وهم، وبدونهم يظل الحلم… حلم.

الحلم والأحلام بدون الحراس، أضغاث أحلام. وبالحراس ومعهم، يتحول الحلم بالعمل ولو بعد حين إلى واقع.

في أريحا، حيث الدفء، اجلس على المسطبة المسقوفة، بين الحين والآخر أتلمس حبيبات المطر، ألف سيجارة، وارتشف من السمراء قبلة.

مررت سريعا اقلب الذاكرة أين كنت، وكيف قضيت شتاءات أعوام خلت، ففي شتاء عام ١٩٧٣ وقفت حارسا في معسكر فاطمة البرناوي، وفي شتاء عام ١٩٧٤ وقفت حارسا في جسرين وهي جزء من غوطة دمشق، وفي عامي ١٩٧٥ و ١٩٧٦ وقفت احرس القرار المستقل، وفي عام ١٩٧٧ وقفت احرس بوابات الوطن في تلة رب الثلاثين في جنوب لبنان، وفي العام ١٩٧٨ كنت في الكلية العسكرية احرس مخيم شاتيلا وأنقذ أهلي هناك من سيول الماء الحارقة.
وفي الأعوام التي تلتها، وقفت احرس نهر الليطاني وقلعة الشقيق والنبطية.
ثم حرست الحلم من خلف القضبان.

واذكر كيف كان الحراس مثلي يحرسون القرار المستقل في الليالي الباردة، في البارد والبداوي وطرابلس.

كبرنا، وبقينا حراس، صحيح أننا لا نقف بسلاحنا تحت الشتاء، ولكننا لا زلنا على العهد نحرس حلم شعبنا ونعمل من أجله.

نحرس الكلمة، والرواية، والمعنويات ونحرس الفكرة ونعمل من أجل حلمنا.

في هذه الليالي الماطرة، وتحت المطر والبرد، يحرسنا ويحرس حلمنا وأمننا، ويحرسون مستقبلنا، أبناؤنا إخوتنا أحفادنا منتسبي قوى الأمن الفلسطيني.

ننام قريري الأعين، في بيوت مسقوفة دافئة، لأن حراسنا مستيقظون، ولأنهم تحت المطر يسهرون، ولأنهم على الجمر قابضون..

حرسنا بصدق، ولا زلنا، ويحرسوننا بصدق.

الذين يمدون أيديهم، او يتطاولون على حراسنا، جهلة، يخدمون أعدائنا بوعي او جهل.

حراسنا ورثت كل أمجاد العمل الفدائي الفلسطيني، إنهم تجربة المعتقلات وقواعد الفدائيين والطلاب والنقابات والاتحادات والعمل التنظيمي.

حراسنا سلالة أبطال الكرامة وعيلبون وقلعة الشقيف وشهداء الانتفاضتين وما بينهما.

حراسنا، هم المرابطون على أرض الرباط.

ولان حراسنا يستحقون فان الحكومة أيضا عليها مسؤولية احترام وتقدير حراسنا، وتقديم كل ما يلزمهم لإنفاذ واجباتهم.

حراسنا، يكفيكم أن قال عنكم وعن مثلكم النبى محمد صل الله عليه وسلم.
(عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله(
)رواه الترمذي) حديث صحيح.

فنحن جميعا آهل الرباط في ارض الرباط.
سلام لكم سلام الأسرى والجرحى والشهداء.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا