المناهج الدراسية .. الرواية الفلسطينية ، مقابل الرواية الاسرائيلية

الكاتب والباحث: ناهـض زقـوت

تنتشر المراكز البحثية في الأراضي الفلسطيني سواء الأهلية منها أو التابعة للسلطة الوطنية أو في اطار الجامعات، ولكنها مراكز موسمية غير فاعلة في المشهد السياسي أو الثقافي الفلسطيني، وثمة مراكز منها وخاصة الاهلية يقتصر عملها على استطلاعات الرأي والغمز في قناة السلطة الفلسطينية، وكثير منها يخضع لشروط الممول الأجنبي. أما المراكز التابعة للسلطة الفلسطينية أو لمنظمة التحرير فهي لافتات دون مضمون.
والمناسبة التي دعتني للحديث عن المراكز البحثية هو ما أعلنته مملكة النرويج قبل أيام عن وقف دعمها للسلطة الفلسطينية في مجال التعليم، وذلك بحجة أن المناهج الدراسية الفلسطينية تحرض على العنف وتمجد شخصيات دعت أو قامت بالعنف ضد اسرائيل. وقد استقت معلوماتها من مركز ابحاث نرويجي مرتبط بدوائر اسرائيلية قدم للبرلمان النرويجي تقريرا عن المناهج الفلسطينية، واتخذ البرلمان النرويجي موقفه وقراره بناء على هذا التقرير الذي قدم الرؤية الاسرائيلية تجاه المناهج الفلسطينية.
لم يكن أمامنا كفلسطينيين غير التنديد بهذه الخطوة النرويجية، والتأكيد على أن المناهج الفلسطينية لا تدعو إلى العنف وانما تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني وسيادته على أرضه. تلك هي خطوة أضعف الايمان.
لقد كان على السلطة الفلسطينية أن تقوم بخطوة أكبر من التنديد، تؤكد من خلالها الرواية الفلسطينية مقابل الرواية الاسرائيلية، وذلك بأن تدعو أحد مراكز الابحاث التابعة لها بعمل دراسة بحثية شاملة على المناهج الاسرائيلية وما يدرس للطلاب الاسرائيليين، والكشف عن السموم التي تبثها هذه المناهج تجاه العرب تصل إلى حد الدعوة إلى قتل العرب الفلسطينيين.
وعندها يقوم هذا المركز أو السلطة نفسها بتقديم هذا التقرير من خلال الاصدقاء النرويجيين إلى البرلمان النرويجي، لتقديم الرواية الفلسطينية في المناهج الاسرائيلية لكي يتم تجريم هذه المناهج والعمل على تنقيتها مما يدعو إلى قتل العرب، في المقابل أن تكون الرواية الفلسطينية واضحة في المناهج الفلسطينية بأنها لا تدعو إلى العنف أو قتل الاسرائيليين وانما هي مناهج فلسطينية تستند إلى التراث الثقافي والحضاري الفلسطيني.
تلك هي الخطوة الوطنية الصحيحة تجاه ما يروج من انكار للحقوق الفلسطينية، وعلينا التأكيد على الرواية الفلسطينية في حقوقنا وسيادتنا على أرضنا، وأن الشخصيات والرموز الوطنية الفلسطينية ليسوا قتلة أو مجرمون بل هم شخصيات ناضلت من أجل الحقوق الفلسطينية ونيل الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني، ويتوافق نضالهم مع قرارات الامم المتحدة الداعية إلى النضال والكفاح ضد المحتل.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا