بريطانيا تكتشف تحوّرا ثانيا لكوفيد-19 .. هل إقفال المطارات يمنع انتشار السلالة الجديدة؟

عادت المخاوف وموجات القلق تعمّ العالم من تحوّر كوفيد-19 الجديد في بريطانيا، لتعيد شلّ حركة السفر مع المملكة المتحدة، في محاولة للحؤول دون وصول الطفرة الجديدة إلى أراضيها.

وفيما لا يزال العالم تحت وقع الخبر الذي صدر قبل أيّام من بريطانيا، ويتخّذ إجراءات وقائية لمنع انتشار السلالة القادمة منها، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أن بلاده رصدت سلالة جديدة ثانية من الفيروس. وذكر في تصريح أعلامي: “رصدنا حالتين مصابتين بسلالة جديدة أخرى من فيروس كورونا هنا في المملكة المتحدة”.

  • أوضح الوزير أنّ مصدر التحوّل الذي اكتشف اليوم من مخالطين لحالات جاءت من جمهورية جنوب أفريقيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
  • أضاف: هذه السلالة الجديدة تثير قلقا بالغا لأنها أكثر قدرة على الانتقال ويبدو أنها شهدت تحولا أكبر من السلالة التي اكتُشفت قبل أيام.

حركة السفر

  • أُعيد فتح ميناء دوفر في بريطانيا وعادت حركة القطارات في القارة الأوروبية ولكن بشروط، ما يخفف قليلاً من الطوق الصحي المفروض عليها منذ اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا، في وقت يجتمع الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية صباح الأربعاء لوضع استراتيجية لمكافحة الفيروس المتحوّل.
  • أعلنت شركة يوروستار أيضاً استئناف حركة القطارات الأربعاء “للرحلات من بريطانيا نحو سائر دول أوروبا “لكنها ستبقى خاضعة لـ”شروط”.
  • على الرغم من توصية الاتحاد الأوروبي، بعدم فرض حظر سفر شامل على بريطانيا، أوصت المفوضية مواطني الدول الأعضاء، بتفادي السفر غير الضروري إلى المملكة المتحدة. في حين فرضت دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والصين، والهند والسعودية، حظر سفر شامل إلى بريطانيا.
  • حظرت دول كثيرة السفر من بريطانيا، فيما أبقت دول أخرى على سير رحلاتها، حيث سجل لبنان مثلًا، ثلاث إصابات بكوفيد-19 قادمة من بريطانيا، أعلن عنها وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن.
  • انقسمت الآراء حول سرعة انتشار الطفرة الجديدة، وقدرتها على رفع معدل الإدخال إلى المستشفيات (أو الحاجة إلى العناية الطبية)، تمامًا كما حصل مع بدء ظهور الفيروس في ووهان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بين خبراء قللوا من خطرها لافتين إلى أنها حتمًا أخفّ وطأةً من الموجة الأولى، وآخرين حذروا من أنها قد تعيد تفاقم الوضع الصحي عالميًا.

بريطانيا شبه معزولة دوليًا

  • أعادت فرنسا رحلاتها مع بريطانيا بعد حظر استمر يومين.
  • أوقفت ألمانيا جميع الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا منذ منتصف ليل الأحد على أن يستمر هذا الحظر حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول في مرحلة أولى. كما يحظر دخول المواطنين من بريطانيا عن طريق البحر أو السكك الحديدية أو البر إلى ألمانيا.
  • قررت إيطاليا، التي تم فيها رصد مصابين بالسلالة الجديدة للفيروس عادوا أخيرًا من بريطانيا، تعليق الرحلات الجوية القادمة من المملكة المتحدة. كما منعت دخول الأشخاص الذين أقاموا هناك في الأيام ال14 الماضية.
  • أغلقت كل من النرويج وهولندا وبلجيكا، فنلندا، وبلغاريا، حدودها مع المملكة المتحدة، في حين قالت سويسرا إنها ستعلق الرحلات الجوية من بريطانيا وجنوب إفريقيا حيث تم اكتشاف نوع مماثل من الفيروس اعتبارًا من منتصف ليل الأحد “حتى إشعار آخر”.
  • علّقت دول البلطيق الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، جميع رحلات الركاب من المملكة المتحدة.
  • بدورها، أوقفت روسيا الرحلات الجوية لمدة أسبوع مع بريطانيا عند منتصف ليل 22 كانون الأول/ديسمبر. وحذت حذوها الصين والهند والأرجنتين، وتركيا.
  • بلدان عربية أيضًا حظر السفر مع بريطانيا، كالسعودية، الكويت، سلطنة عمان، بالإضافة إلى المغرب، وتونس.

حظر السفر لم يعد نافعًا

  • قال خبراء، إنه لا يوجد دليل في هذه المرحلة على أن السلالة الجديدة تسبب أعراضًا أشد خطورة أو تقاوم اللقاحات، وقالت عالمة الأوبئة في جامعة برن، إيما هودكروفت، إنه “من الصعب أن تكون بريطانيا هي منشأ السلالة الجديدة لفيروس كوفيد-19″، مؤكدة أن “أول تسلسل جيني لهذه النسخة يعود إلى سبتمبر/أيلول”.
  • وتحتوي على طفرة تسمى أن 501-Y في بروتين شوكة الفيروس، وهو نتوء موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها، بما يؤدي للعدوى الفيروسية. كما يحدث هذا في أغلب الأحيان بدون عواقب، ويمكن لهذه الطفرات أيضًا أن تمنح الفيروس ميزة أو عيباً يؤثران على بقائه.
  • الباحثة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية الدكتورة الدكتورة اصالة لمع، أوضحت في حديث لفوربس الشرق الأوسط، أن “الطفرة خرجت أصلًا من بريطانيا، ولم يعد مهمًا حظر السفر إلى المملكة المتحدة، وبالتالي لن يجدي نفعًا”.
  • وأشارتت لمع، إلى أن “كلام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يشوبه لغط، لأن الفيروس لا ينتقل بوتيرة أسرع بـ 70%، وحتى الآن لا أحد يمكنه أن يثبت أنها أسرع انتشارًا، بل هي أكثر انتشارًا”.

إقفال المطارات.. هل يوقف الانتشار؟

  • أوضح مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي – أول مستشفى استقبل مرضى كوفيد-19 في لبنان، فراس أبيض، في حديث مع فوربس الشرق الأوسط، أنّ “إقفال المطارات لن يوقف انتشار الطفرة الجديدة، بل ريما يؤخر وصولها”، وبالتالي هو عامل “شراء للوقت، لا اكثر”، مؤكدًا أنه “سيتم فصل المصابين التحوّل الجديد بالفيروس نسبيا عن المصابين الآخرين”.
  • واعتبر أنّ موضوع حظر السفر، يهدف إلى منع وصول التحور الجديد إلى لبنان، لكن في ظل الاضطرار إلى إبقاء الحدود الجوية مفتوحة مع بريطانيا، فإنه علينا أن نخفف حجم الخطر قدر المستطاع.
  • وقال أبيض، ردًا على كلام خبراء عن “وجوب وجود معدات متطورة لكشف السلالة الجديدة”، إن “هذا صحيح.. لكن تماما كما حصل في فترة فحص PCR، كان يتطلب وقتًا لإظهار النتيجة تصل إلى يوم كامل في البداية، ومع الوقت استطاع الطب تطويره، هكذا سيحصل في التعامل مع الطفرة الجديدة”، .

التحوّر الجديد يرفع نسبة دخول المستشفيات

  • رأى فراس أبيض، أن إمكانية رفع نسبة دخول المستشفيات جراء كوفيد-19 (في حال وصول الطفرة الجديدة)، قد تصل إلى 40%، متوافقًا بذلك مع استطلاع رأي خبراء بريطانيين.
  • كانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت الإثنين، أن سلالة كوفيد-19 الجديدة ليست خارجة عن السيطرة، ودعت إلى استمرار تطبيق إجراءات العزل والإجراءات الصحية اللازمة لمواجه انتشار السلالة الجديدة، أضاف
  • مسؤول الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايكل راين إن المنظمة سجلت من قبل نسب لتكاثر الفيروس تتجاوز 1.5 مرة من النسبة الحالية، المنتشرة في بريطانيا، وتم السيطرة عليها.
  • لم يحظر لبنان رحلاته الجوية مع بريطانيا، ما قد يرجح إمكانية وصول الطفرة الجديدة إلى أراضيه، وقد أعلنت وزارة الصحة الأربعاء، عن ثبوت 3 اصابات بين وافدين من بريطانيا.
  • أعلنت إسرائيل الأربعاء، وصول أربعة وافدين إلى أراضيها من بريطانيا، وقد جاءت نتيجة فحوصهم إيجابية بالطفرة الجديدة لكوفيد-19.

تحوّل أكبر من السلالة الجديدة

  • أثار انتشار سلالة جديدة من فيروس كوفيد-19 المستجد مخاوف الحكومات، التي سارعت إلى تعليق الرحلات الجوية والسفر إلى بريطانيا، التي أعلنت عن وجود حالات أُصيبت بهذه السلاسة على أراضيها. وشملت القيود دولا أخرى، تم فيها اكتشاف السلالة الجديدة، مثل جنوب إفريقيا والدنمارك.
  • قالت وزارة الصحة البريطانيّة في بيان لها اليوم أنه سيُطلب من الموظفين إجراء اختبارات سريعة مرتين في الأسبوع ، بالإضافة إلى اختبار PCR الأسبوعي الذي يتلقونه بالفعل كجزء من الإجراءات الحكومية العاجلة لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
  • أضافت أنها خطة تم تسريعها في ضوء السلالة الجديدة الأكثر قابلية للانتقال من COVID-19. في حالة وجود اختبار إيجابي في دار رعاية من المستوى 4 ، فسيتم أيضًا اختبار جميع الموظفين يوميًا لمدة 7 أيام.
  • أكدت أنه سيتم دعم ذلك بمبلغ إضافي قدره 149 مليون جنيه إسترليني (201.26 مليون دولار) لتمويل التكاليف المرتبطة باختبار الموظفين ، ولدعم الزيارات العائلية بأمان أكبر في مناطق خارج المستوى 4.
  • ناقش سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساء الثلاثاء توصية المفوضية. وأوضح أحد المشاركين في الاجتماع أن “ذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها” مضيفاً أن “بعض الدول أعلنت تدابير فورية، تتوافق مع هذه التوصية، لكن هناك دول أخرى ستنتظر”.

هل التحوّر الجديد أكثر خطورة؟

  • قال خبراء، إنه لا يوجد دليل في هذه المرحلة على أن السلالة الجديدة تسبب أعراضاً أشد خطورة أو تقاوم اللقاحات.
  • قالت عالمة الأوبئة في جامعة برن إيما هودكروفت، إنه من الصعب أن تكون بريطانيا هي منشأ السلالة الجديدة لفيروس كورونا، لافتو إلى أنها تتميز بالريادة في التسلسل الجيني، مؤكدة أن أول تسلسل جيني لهذه النسخة يعود إلى سبتمبر/أيلول.
  • وأضافت أنه في حالة وصول نسخة متحورة من السلالة الجديدة، فإن فرص اكتشافها كبيرة، وإن لم تنشأ في بريطانيا يبدو أنها نمت وتطورت فيها، وفقا لهودكروفت.
  • إن السلالة الجديدة تحتوي على طفرة تسمى أن 501-Y في بروتين شوكة فيروس كورونا، وهو نتوء موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها، بما يؤدي للعدوى الفيروسية.
  • قالت منظمة الصحة العالمية، إنها تتواصل مع مسؤولين بريطانيين لاستيضاح الأمر حول السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي ظهرت في البلاد، ونصحت بتوخي الحذر من انتشار المرض.

فوربس الشرق الأوسط – عبد الله جعيد

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا