كلمة الحياة الجديدة: واقع الغد

مقبلون على تطورات بالغة الأهمية، العالم من حولنا يتغير، فيروس كورونا لم يبق موازين القوى على حالها، وسلالته الجديدة التي اكتشفها البريطانيون، والأنباء التي تتحدث عنها بأنها ستجعل من الكورونا وباء مستوطنا، ما يؤكد أن واقع الأمس لن يكون هو واقع اليوم، ولا واقع الغد، وهذا ما يراه الرئيس أبو مازن بمنتهى الوضوح، ليعلن في الاتصال الهاتفي مع الرئيس الروسي بوتين “استعداد الجانب الفلسطيني للانخراط في عملية سياسية جدية تحت رعاية الرباعية الدولية، قائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية، والقانون الدولي”، مذكرا بمبادرته لعقد مؤتمر دولي للسلام، بتشديده على أهمية عقد هذا المؤتمر في النصف الأول من العام المقبل، لإطلاق عملية السلام، وهو ما لقي تجاوبا إيجابيا من الرئيس بوتين الذي أكد خلال هذا الاتصال تأييده لعقد هذا المؤتمر.

وواقع اليوم والغد فلسطينيا كما يريده الرئيس أبو مازن، هو واقع العافية بالخلاص من جائحة كورونا، شاكرا في هذا الاتصال الرئيس بوتين، على المساعدات الروسية للشعب الفلسطيني، وخاصة في المجال الطبي، متطلعا لحصول فلسطين على اللقاح الروسي (سبوتنيك 7) بأسرع وقت ممكن، لوقاية أبناء شعبنا من هذا الوباء الخطير.

وأيضا، فإن واقع اليوم، والغد، فلسطينيا، في رؤية الرئيس أبو مازن وإصراره، وهو قائد النضال الوطني الفلسطيني، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، لا بد أن يكون هو واقع الوحدة الفلسطينية، وهو يؤكد للرئيس بوتين أهمية هذه الوحدة، مثمنا الدعم الروسي لتحقيق المصالحة الوطنية، ومؤكدا أهمية دعم الجهود المصرية في هذا الإطار.

لم يكن الاتصال الهاتفي الذي جرى يوم أمس بين الرئيسين أبو مازن وبوتين، اتصال علاقات عامة، وإنما هو اتصال العمل المشترك بين حلفاء قضية السلام، وسبل انتصار هذه القضية بالحل الممكن للقضية الفلسطينية، وحصول شعبنا الفلسطيني على حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، وهو الاتصال الذي يؤكد بوضوح لغته السياسية على حقيقة التطورات المقبلة بالغة الأهمية، وأن العالم الذي يتغيير من حولنا هو عالم التسويات، ومنها تسوية القضية الفلسطينية، التي لن تشهد سوى ثبات الموقف الفلسطيني، وتمسكه بثوابته المبدئية من أجل أن تكون تسوية العصر التي تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وبما يحقق لشعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله، بدولته على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشرقية، وبتحقيق الحل الممكن لقضية اللاجئين طبقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

فتح ميديا أوروبا
Exit mobile version