عربدةُ المستوطنين والمواجهة الشعبية

بقلم: ربحي دولة

لعل ازدياد عربدات المستوطنين في الآونة الأخيرة بحق أبناء شعبنا في عدة مناطق بحماية كاملة من جيش الاحتلال، تحتاج الى اعادة التفكير بإسلوب العمل الجماعي الوحدوي لردها ومنع تكرارها .
فمنذ متى والمستوطن يعمد على تقطيع اوصال الطرق ” شوارعنا التي هي حقٌ لنا وفي أرضنا”، وكم من الوقت قد مضى على ” منع للتجوال” كان يُفرض عليهم من رجالات العاصفة ويختبئون.
وقد وصل الحد بهذه المجموعات قبل عدة أيام لتنظيم مسيرة تغنى المشاركون فيها بهذه الأرض وبملكيتهم لها.

أرى أن هذه الممارسات رداً على حالة الضعف الذي أصابنا في ظل المُتغيرات التي حصلت في العالم وفي ظل السيطرة شبه الكاملة لأمريكا على العالم والتي تمنح الغطاء الكامل لدولة الاحتلال كي تُمعن في ممارساتها بحق شعبنا وأرضنا وترتكب أبشع الجرائم دون أن تلقى حتى إدانة عربية من دولة فاعلة في حين غاب عُمقنا العربي وانتهى بفعل ما خططته أمريكا واسرائيل ُلتقسيمه وجعل دولهُ هشةً قبلت على نفسها أن تكون سياساتهم وتوجههم نحو صفقات مع دولة الاحتلال بغطاء التحالف الاستراتيجي ضد العدو المُصطنع وهو عدو مُشترك لدولة الاحتلال وبعض الأنظمة التي قبلت مشروع التطويع والتطبيع .
أرى أن حالة الضُعف التي وصلنا اليها هي نتيجة غياب الفصائل الفلسطينية جميعها عن العمل الوطني ” الفعلي” وفقدان التعبئة الوطنية والنضالية التي يحتاجها عناصرها كي يحافظوا على الإرث الوطني الذي أوجده القادة العظماء بدمائهم في معركة التحرر .
ولعل ما يمكن أن يُسترشدُ به من عبر ما كان في الانتفاضة الاولى عندما كان أبطال الحجارة يفرضون منعاً للتجوال على المستوطنين ويمنعوا حركتهم بفعل الفعاليات النضالية اليومية، حيث كانت على هذه الشوارع تُنصب الكمائن لــ “تُضرب” باصات وسيارات المستوطنين بالحجارة او بالزجاجات الحارقة على الرغم من مرافقة جيبات احتلالية لها ، فيما حُرمت في زمن انتفاضة الاقصى الطرق وخاصة الالتفافية منها على المستوطنين الذي كانوا يخشون المرور بها خوفاً من الاستهداف، وهنا لا بد من ذكر الرائد الكرمي ” ابو فلسطين” الذي كان يفرض منع التجوال على هؤلاء المجرمين لأرضنا.
أعتقد أننا أصبحنا اليوم نُتابع جرائم هذا المحتل ومستوطنيه : فجريمة قتل الشهيد محمد أبو خضير عندما اختطفوه وأحرقوه حياً بطريقة تدل على مدى فاشية هذه المنظومة الصهيونية الاستعمارية ولم تكن حادث ابو خضير الأخيرة فبعدها تم إحراق منزل عائلة دوابشة، حيث قتلوا عائلة بأكملها ولم ينجو منها سوى الطفل أحمد دوابشة كي يبقى الشاهد على جرائم المُحتل واستمر الاعتداء اليومي على شعبنا وأرضنا وأشجارنا فأصبح اعتداء المستوطنين بشكل يومي ومستمر العنوان اليومي.
الرد الشعبي الفلسطيني على استمرار تلك الاعتداءات والجرائم لن تتوقف إلا في وحدة شعبية على أرض الواقع تكون رادعة وتنفجر في وجه المستوطنين.
إعادة التعبئة الوطنية مطلوبة في هذه المرحلة من كل فصائل العمل الوطني والاسلامي ووضع كافة خلافاتها جانباً والبدء ببناء جسور الثقة مع كافة الفاصائل نتيجة ابتعادها عن القيام بواجبها الوطني والتخلي عن التعبئة الجماهيرية .
كما على الجميع أيضاً استثمار دعوة الرئيس “ابو مازن” الى الوحدة والعمل تحت قيادة وطنية موحدة تقود نضالنا ومواجهتنا مع الاحتلال حتى نصل الى تحقيق حلم القدس العاصمة لدولتنا الفلسطينية في ظل قيادتنا الشرعية وعلى رأسها السيد الرئيس أبو مازن .

• كاتب وسياسي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا