المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

في ذكرى إنطلاقة حركة فتح تبقى فتح صمام أمان وضمانة الإستمرار للمشروع الوطني الفلسطيني

بقلم: الكاتب السيد جمال حسين عيسى الحسني

إنها فتح حاملة الأمانة الأمينة على دماء الشهداء وتضحياتهم أمانة تختصر سجل طويل من التضحيات الجسام والآلام التي تحملها الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة خلال تاريخه النضالي الطويل في مواجهة سلطات الانتداب البريطاني (الاحتلال) ومن ثم مواجهة المشروع الصهيوني العنصري المعادي للإنسانية والعصابات الارهابية التي شكّلتها الحركة الصهيونية منها الهاغانا وغيرها…. التي ارتكبت أبشع المجازر في المدن والقرى الفلسطينية ذهب ضحيتها النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والعُجّز .
عام 1948 عام النكبة والإعلان عن قيام الكيان الصهيوني العنصري على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية وليس للصهاينة حق بها وليس للسلطات المستعمرة (الإنتداب البريطاني) حق التصرف بها بموجب صك الإنتداب الصادر عام 1922 عن عصبة الأمم .
خاض الشعب الفلسطيني الموجهات الشرسة دفاعا عن أرضه تحت الإحتلال البريطاني، ثورة البراق عام 1929 وثورة عام 1936 واستمر في تقديم التضحيات الجسام .
المواجهات في حرب عام 1948 التي خاضتها الجيوش العربية والتي دخلت إلى فلسطين دون أدنى توازن في القدرات العسكرية في التجهيز والإسناد، كشفت زيف الأنظمة العربية وفساد الحكام والسلاح ودفع الشعب الفلسطيني الثمن بخسارة أرضه، مهجرًا في الداخل وفي الضفة وغزة والدول العربية والعالم، مما أدّى إلى نشوء مخيمات اللجوء والقهر والشتات بعد النكبة في الدول العربية المجاورة لفلسطين .
وسط هذا السكون والهدوء التام بدأ الإعداد والعمل لمرحلة جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني للرد على النكبة.
القائد الرمز الخالد الشهيد أبو عمار ياسر عرفات معه القادة المؤسيسين “لحركة فتح” عملوا على تشكيل خلايا ثورية فلسطينية تعمل على النهوض بالقضية الفلسطينية من سباتها وانطلاقة الثورة الفلسطينية وعلى رأسها المارد الفتحاوي الذي حمل المشروع الوطني الفلسطيني لتحرير فلسطين ولإنهاء مرحلة الإرباك والضعف وغياب القرار الفلسطيني إلى مرحلة إنطلاقة الثورة الفلسطينية وكسر حالة الرعب والجمود السائدة
بتنفيذ حركة فتح عملية تفجير نفق عيلبون ومواجهة الإحتلال الإسرائيلي 31/ كانون الأول/ 1964 الرد الثوري على الإحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاصة الأولى والعملية الأولى سقط فيها الشهيد الأول أحمد موسى سلامة أول شهيد باشتباكات مباشرة مع العدو الإسرائيلي وأصدرت “فتح” البيان الأول لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح 1/ 1/ 1965 فكان صداه على سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدويًّا، مكللًا بالنصر على الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة التي شارك فيها الفدائيين الفلسطينين والجيش الأردني .
لقد شكلت انطلاقة حركة فتح تحركًا استراتيجيًا هامًا بعد انتكاسة حزيران عام 1967 وسط شعور بالهزيمة وبانتكاسة للكرامة العربية وخسارة مزيد من الأراضي العربية اتجه أحرار الشعب الفلسطيني والأمة العربية وأحرار العالم للثورة الفلسطينية التي فجرتها حركة فتح للرد على الهزيمة وتحرير الأرض
مُعْلِنَةً بداية المسيرة الثورية التي شكّلت رافعة للقضية الفلسطينية من الإحتواء والتغيّب إلى ثورة عارمة أثبتت فيها فتح الشخصية الوطنية الفلسطينية بكافة ابعادها وهويتها المكونة من الأرض والشعب، بذل فيها الشعب الفلسطيني قدراته بسخاء من دمه لتحرير فلسطين والعودة ومواجهة الاجتياحات الصهيونية في لبنان وفي فلسطين إشعال الإنتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية استطاع بها تحقيق الإنجازات ورد الإعتبار للقضية الفلسطينية التي أعادت فرض نفسها على المجتمع الدولي، محققة الإعتراف الدولي بفلسطين دولة تحت الإحتلال وعاصمتها القدس الشريف ودخولها معظم المؤسسات الدولية والتوقيع على الاتفاقيات العالمية. استطاعت فتح بالرغم من سلسلة المؤامرات التي تعرضت لها القضية الفلسطينية وتعرض لها القائد الرمز الخالد الشهيد أبو عمار ياسر عرفات أن تستمر في مواصلة تحقيق الإنجازات وحماية المشروع الوطني الفلسطيني رغم كثرة أصحاب الصفقات المشبوة وتجار الإعتراف والتطبيع التي يسعى خلفها المطبعون من بعض الدول العربية.
تبقى حكمة الرئيس أبو مازن محمود عباس رئيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ودبلوماسيته المرنة صمام أمان للقضية الفلسطينية المحافظة على الثوابت التي أرساها الشهيد القائد الرمز الخالد أبو عمار ياسر عرفات والشهيد أبو جهاد وأبو أياد وقادة المواجهات والشهداء الأبرار وكافة قادة الثورة الفلسطينية الذين تصدوا لكافة المؤامرات التي تعرضت لها القضية الفلسطينية، وخلال الاجتياحات الصهيونية المتكررة للأراضي اللبنانية، دافعت الثورة الفلسطينية والمقاومة الوطنية اللبنانية بسواعدهم وسلاحهم عن لبنان وعن القرار الفلسطيني المستقل وعن مخيمات شعبنا في الشتات والوطن .
في ذكرى الإنطلاقة السادسة والخمسون إنطلاقة المارد الفتحاوي نرفع أسمى التحايا للشهداء الأبرار وللجرحى البواسل وللأسرى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية.
وإلى أهلنا في الوطن والشتات ونعاهدهم في ذكرى الانطلاقة 56 الإستمرار في النضال على طريق تحرير فلسطين والعودة المظفرة لشعبنا الفلسطيني الأبي إلى أرضه التاريخية وأن تبقى فتح شامخة بعنفوانها تحافظ على الشعب الفلسطيني وعلى التضحيات التي بذلتها قوافل الشهداء الأبرار على طريق تحرير فلسطين .

 

Exit mobile version