“بتسيلم”: إسرائيل تواصل سياسة النقل القسري للسكان الفلسطينيين

اشتية يدين التهجير القسري لأهالي حمصة الفوقا ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقفه

قال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة “بتسيلم”: إن “إسرائيل تواصل سياسة النقل القسري للسكان الفلسطينيين” بعد أن جددت حملة الهدم الواسعة في حُمصة، أول من أمس، وإطلاق تدريبات عسكرية موسعة بين منازل سكان مسافر يطا وحقولهم، أمس، والتي من المتوقع أن تستمر لفترة إضافية.

وأشار في تقرير أرسله لـ”الأيام” إلى أنه “صادرت إسرائيل، يوم الاثنين، معظم المنازل وحظائر المواشي في تجمّع حُمصة، بعد أن سبق وهدمت هذا التجمّع في تشرين الثاني الماضي عندما كانت أنظار العالم متجهة إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة”.

وقال، إن ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية “فكّكت وصادرت 13 خيمة سكنية كانت تؤوي 11 أسرة تعدّ معاً 74 شخصاً بضمنهم 41 طفلاً وكانت أسرتان منها قد انتقلتا للسّكن مؤقتاً في منطقة فروش بيت دجن عقب هدم منزليهما في تشرين الثاني، إضافة إلى خمسة بركسات أحدها لم تُنجز إقامته بعد وثماني خيام – جميعها استُخدمت كحظائر للمواشي”.

وأضاف: “قال أهالي حُمصة، إنّ مندوبي الإدارة المدنية جاؤوا في الصباح الباكر وقبل حملة المصادرات، وأمروهم أن ينتقلوا إلى منطقة عين شبلي الواقعة غرب حاجز الحمرا، وبعد ذلك قامت القوات بتفكيك خيام الأهالي ومعداتهم ونقلوها إلى حاجز الحمرا وتُركت ليجمعها الأهالي في طريقهم إلى المكان الجديد الذي خُصّص لهم؛ ولاحقاً جرت مصادرة هذه الأمتعة ونقلها إلى مخازن الإدارة المدنية حين لم يأتِ أهالي تجمّع حُمصة لأخذها”.

وتابع: “لتمويه عملية النقل القسري التي جرت، حاول الناطقون باسم الجيش بثّ انطباع بأنّ الأهالي (وافقوا) على ترك التجمّع (بمحض إرادتهم) في أعقاب (محادثات) معهم، ولكن حين تكون القوّة كلّها بيد طرف واحد (إسرائيل) يستطيع أن يهدّد بأوامر الهدم والجرّافات والسّلاح سكّاناً فلسطينيّين لا حول لهُم ولا قوّة فهذه ليست “محادثات” ولا توافُقات وإنّما إخضاع وعُنف يمارسه نظام (الأبرتهايد) لتطبيق مبدأ التفوّق اليهوديّ بواسطة هندسة المكان جغرافياً وديمغرافياً”.

وأشار “بتسيلم” إلى أنه، من جهة ثانية، بدأت، أمس، تدريبات عسكريّة واسعة النطاق يُتوقّع أن تستمرّ لمدّة يومين أو ثلاثة في المناطق التي أعلنتها إسرائيل مناطق إطلاق نار في تلال جنوب الخليل، علما بأن جيش الاحتلال لم يُجر أيّ تدريبات عسكريّة في هذه المنطقة منذ سبع سنوات على الأقلّ.

وقال: “كما هو الحال في بقيّة أنحاء الضفة الغربيّة، أعلنت أراضي هذه المنطقة “مناطق إطلاق نار” بهدف إخراج سكّانها من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم”.

وأضاف: “يأتي قرار إجراء تدريبات عسكريّة في مسافر يطّا، بعد سنوات لم تجر فيها مثل هذه التدريبات هناك – ضمن مساعٍ إسرائيليّة متواصلة غايتها واحدة، نقل السكّان الفلسطينيّين قسريّاً. من الصّعب العلاقة بين هذه الرّغبة الفجائيّة في التدرّب، الآن، بالذّات داخل هذه المنطقة وبين تولّي الإدارة الجديدة الحُكم في الولايات المتحدة في هذه الأيّام. هل هدف حكومة إسرائيل من ذلك أن تطلق بالونات اختبار لتفحص كيف وإلى أيّ مدى يمكنها مواصلة تنفيذ خططها دون حسيب أو رقيب أيضاً في عهد الإدارة الجديدة؟”.

وتابع “بتسيلم”: إن “الأشخاص الذين ابتكروا الفكرة القائلة بإباحة طرد سكّان من أراضيهم بواسطة (التدريبات العسكريّة) لن تنبت لهم ضمائر ولن يوقفوا عمليّة التهجير. أمّا المجتمع الدوليّ وعلى وجه التحديد الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة فيمكنه بل وينبغي له أن يوضّح لإسرائيل أنّها لن تفلت من المحاسبة ودفع ثمن جدّيّ على مثل هذه الأفعال”.

من جهته، أدان رئيس الوزراء محمد اشتية في بيان، مساء أمس، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلية على تنفيذ عملية تهجير قسري لـ11 أسرة من عائلتي العواودة، وأبو الكباش في قرية حمصة الفوقا البقيعة في الأغوار الشمالية، وذلك عبر القيام بهدم مساكنهم ومنشآتهم ومصادرة خيمهم وممتلكاتهم وبركساتهم وحظائر الأغنام التي تعود للعائلتين وتتكون من 85 فردا.

ووصف رئيس الوزراء العملية بإرهاب الدولة المنظم الذي ينطوي على تطهير عرقي لأصحاب الأرض الأصليين لصالح المستوطنين الطارئين في إطار المزايدات التي تسبق الانتخابات الإسرائيلية الرابعة التي يدفع شعبنا ثمنها من أرضه وممتلكاته ووجع معاناته.

وطالب رئيس الوزراء المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإدانة تلك العملية وتوفير الحماية للمواطنين في القرى والبلدات والخرب التي تتعرض لأوسع عملية هدم لمساكنهم ومصادرة لأراضيهم.

كما طالب رئيس الوزراء الإدارة الأميركية الجديدة لترجمة أقوالها إلى أفعال بحماية حل الدولتين

“الأيام”

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا