إسراء جعابيص.. صرخة وجع في آذار

أثقل الدموع؛ هي دمــوع فقدان الحريــة، وأكثرها حرقة تلك التــي تنهمر من فلســطينيات تذوب زهرة شــبابهن خلف القضبان، ويقهرن صباح مســاء، ويتلذذ الســجان بتعذيبهن بمختلف الأساليب، وفــي الثامــن مــن آذار من كل عــام تتجــدد صرخاتهن دون صدى يذكر.

إســراء الجعابيص واحدة من بين 35 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأكثر الحالات صعوبة وخطورة من بين الأسيرات، تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جراء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60 % من جسدها.

فلــم تكن جعابيــص (35 ً عاما) تعلم أن ذلــك اليوم من العام 2015 ،ســيكون الحلقــة الأولى في مسلســل العــذاب والألم والمرار، يوم كانت تســتقل ســيارتها الخاصة في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس متوجهة إلى عملها، وتنقل معها أنبوبــة غاز وجهاز تلفاز إلى ســكنها الجديد بالقرب من مكان عملهــا، حيث كانت تنتظر مع زوجهــا وطفلها الوحيد معتصم لحظة الانتقال للإقامة في المنزل الجديد، لكن الفرحة لم تتم والحلم لم يكتمل.

فلحظــة وصــول إســراء إلــى حاجــز الزعيم العســكري قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس، انفجر بالون السيارة الموجود بجانب المقود، واشتعلت النيران داخلها، فخرجت إسراء وطلبت المساعدة من رجال الشرطة الإسرائيليين المتواجدين على مقربة من مكان الحادث، فباشروا بإطلاق الرصاص تجاه مركبتها ما أدى إلى انفجار أنبوبة الغاز في إسراء.

تعرضت إسراء لحروق شديدة التهمت أكثر من نصف جسدها، وهي بحاجة عاجلة لثماني عمليات جراحية في عينيها ووجهها، ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها، ولعلاج إصابات بالغة في يديهــا، وهــي تعاني من ارتفــاع متكرر في درجــات الحرارة، وجفاف في عينيها، وانسداد في أنفها، تتنفس من فمها ومن فتحة صغيرة بأنفها، ولا تستطيع رفع يديها للأعلى لالتصاقهما بمنطقــة الإبــط، ويحتاج علاجها لبضع ســنوات مــن التأهيل النفســي والجســدي، ونتيجة لبتر أصابعها نتيجــة الحريق، لا تستطيع إسراء تناول الطعام والقيام بمهام حياتية أخرى.

إهمال طبي متعمد

تعانــي إســراء من سياســة الإهمــال الطبي المتعمــد بحقها، بحرمانهــا من تلقــي العلاج اللازم وإجــراء العمليات الجراحية العاجلة والضرورية للتخفيف من وجعها، وعندما نقلت إســراء إلى المستشفى الإسرائيلي قاموا بتقييدها بالسرير، وربطوا قدمها اليمنى مع اليســرى، وكانت “الكلبشات” مشدودة جدا ما أدى إلى إصابتها بجروح صعبة تســببت لها بالتهابات حادة في الأجزاء المحروقة من جسدها، فالأطباء الإسرائيليون هم في العــادة جلادون خانوا القســم الطبي وأخلاقيــات المهنة وكل الشرائع الدولية والإنسانية، وأصبحوا جزءا من منظومة القمع الإسرائيلية.

أصدرت محكمة إسرائيلية بحقها ً حكما جائرا بالسجن 11 ً عاما، وغرامة مالية تعادل 15 ألف دولار، وسحبوا منها بطاقة التأمين الصحي ومنعت عنها زيارة ذويها مرات عدة، بمنفيهم طفلها الوحيد معتصم، بعد أن وجهت سلطات الاحتلال لها تهمة باطلة بمحاولة تنفيذ عملية عسكرية.

35 اسيرة

يعتقل الاحتلال الإســرائيلي 35 فلسطينية، بينهن 26 أسيرة صدرت بحقهن أحكام لفترات متفاوتة، واعتقال إداري، أعلاها لمــدة 16 عاما، بحق الأســيرتين شــروق دويات مــن القدس، وشاتيلا أبو عياد من أراضي عام 1948.

جاء ذلك في بيان صدر عن نادي الأســير الفلســطيني عشية الثامن من آذار، وجاء أيضا في البيان أن من بين الأسيرات ثلاث رهن الاعتقال الإداري وهن: ختام السعافين، وبشرى الطويل، وشروق البدن.

فيما يبلغ عدد الأســيرات الجريحات ثمانية أســيرات، غالبيتهن أصبن بعد عام 2015، وأقدمهن الأسيرة أمل طقاطقة من بيت لحم، والمعتقلة منذ كانون الأول/ديســمبر 2014، ومحكومة بالسجن لمدة 7 سنوات، كما يوجد من بين الأسيرات 11 أما.

الحيــاة الجديدة- عزيــزة ظاهر

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا