كورونا يقض مضاجع نابلس

تتعاظم حالة القلق في مدينة نابلس، مع تزايد الإصابات بفيروس كورونا، وانحسار الخيارات في التعامل مع الحالات الطارئة التي تتطلب أجهزة تنفس اصطناعي ووحدات عناية مكثفة، وكوادر طبية إضافية بعدما أصيبت الكوادر العاملة بالإنهاك على مدار عام من العمل في وحدات العناية المكثفة.

وخلال اجتماع لخلية الأزمة في المحافظة، قدم مدير صحة نابلس تقريرا مقلقا حول تزايد الإصابات بفيروس (كوفيد 19)، مشيرا إلى تسجيل أكثر من ألف حالة نشطة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، نسبة منها من الطفرات الجديدة للفيروس، التي تتطلب تعاملا خاصا حيث باتت فئات شابة تحتاج إلى غرف العناية المكثفة، لتفرض كورونا بطفراتها المختلفة واقعا جديدا يتطلب المزيد من غرف العناية المكثفة والأسرة للحالات التي تعاني من مضعافات الإصابة بالفيروس.

وفي إطار محاولات إيجاد الحلول وزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات، عقدت خلية الأزمة في محافظة نابلس اجتماعها أمس الثلاثاء، بمشاركة مدراء المستشفيات الحكومة والخاصة والعديد من القطاعات الطبية ذات الصلة في المحافظة، فيما أعلنت عنان الأتيرة، نائب محافظ نابلس، عن تحويل المستشفى الوطني الحكومي بالكامل للتعامل مع حالات كورونا، وهو بسعة 60 سريرا.

وأشارت الأتيرة إلى تحديات كبيرة في نابلس لمواجهة الموجة الجديدة من الجائحة، ومنها تجهيز المزيد من غرف العناية المكثفة والأسرة وكذلك رفد المستفشيات بالمزيد من الكوادر الطبية، مشيرة إلى وجود عدد من حالات الاستنكاف لدى عدد من العاملين في غرف العناية المكثفة والمتعاملين مع حالات كورونا لأسباب تخصهم في ظل صعوبة العمل في وحدات العناية المكثفة الخاصة بعلاج مرضى كوفيد 19، مؤكدة على استمرار الحاجة بشكل دائم إلى المزيد من الكوادر الطبية، وإلى المزيد من الأسرة، مشيرة إلى بقاء عدد من مصابي الفيروس يوم أمس على أسرة الطوارئ، نتيجة عدم وجود أماكن لهم في وحدات العناية المكثفة.

ودخلت محافظة نابلس في إغلاق شامل منذ السبت الماضي، في محاولة لتحقيق التباعد الاجتماعي، على أمل تخفيض عدد الإصابات بالفيروس.

وقال أخصائي علم الأوبئة الدكتور حمزة الزبدي لـ”الحياة الجديدة”: إن الوضع في نابلس مقلق للغاية مثله مثل باقي محافظات الوطن”، مشيرا إلى أن تسجيل ألف إصابة خلال ثلاثة أيام فقط، يعني وفق الاحصائيات الحالية أن 5% منهم يحتاجون إلى أسرة في المستشفيات أي بمعدل 50 إصابة تحتاج دخول المستشفى، وأرقام الإصابات في تزايد مستمر، كما أن نسبة الإشغال في المستشفيات وصلت إلى 100%، وبالتالي لم يعد هناك متسع والحلول تضيق أمام الوضع الوبائي الذي نشهده، ووضع الجميع على حافة الهاوية.

وقال الدكتور الزبدي إن الحلول المتاحة الآن هي التوجه نحو إقامة مستشفيات ميدانية بمشاركة أهالي الخير، داعيا المجالس البلدية والقروية للعب دور في التوعية، والنزول إلى الشارع لتوعية الناس، مشددا على ضرورة تطبيق الإجراءات الصارمة بحق مخترقي القرارات الداعية للالتزام بشروط الصحة والسلامة العامة.

الحياة الجديدة– بشار دراغمة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا