المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا

حركة فتح تمثل الماضي والحاضر والمستقبل الفلسطيني ..!

بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

تلك هي حقيقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من لم يدرك هذه الحقيقة يخطئ دائما في توصيف الواقع الفلسطيني، منذ أن إنطلقت حركة فتح في الأول من يناير من عام 1965م كانت التعبير الأمثل عن الوطنية الفلسطينية بكل أبعادها القومية والدينية والإنسانية، نعم لقد صاغت نفسها كفكرة ثورية وطنية قومية وإنسانية عبقرية كل من نافسها وجد نفسه في نهاية المطاف في خنادق الآخرين ولم يستطيع الإستمرار في تحديها والصمود أمامها لكنه قد يخلق لها بعض الصعوبات والمشاكسات والمعاكسات في محاولة منه للنيل من وهجها أو بريقها أو حتى العمل على إضعافها على أمل أن يصادر بعض من دورها في القيادة والريادة أو حتى في تقديم الأفضل من حنكتها ودرايتها وسياستها وحتى الحلول في مكانها في قيادة الشعب الفلسطيني، لكن الفشل كان حليف كل أولئك ولم يجدوا في نهاية المطاف سوى مظلة فتح ليستظلوا بها ويسلموا لها بمكانتها وبدورها النضالي الريادي القيادي والعمل والدوران في فلكها النضالي والسياسي.

رغم كل ما تعرضت له حركة فتح عبر مسيرتها من تحديات عظام وجسام من قبل العدو أولا ومن دول إقليمية ودولية وقوى سياسية ذات امتدادات إقليمية أو دولية عابرة للدول وللقارات، لكن فتح بقيت صامدة في وجه كل العواصف وكل الأعاصير السياسية والتغيرات والتبدلات في مواقف وتحالفات الكثير من الآخرين الذين سعوا على مدار عقود للنيل منها ومن مكانتها وقدرتها، لتثبت حركة فتح أنها حركة الشعب الفلسطيني الأكثر تعبيرا وانسجاما مع تطلعات شعبها الفلسطيني الصامد في الوطن وفي خارجه على امتداد كوكب الأرض …

هذا لا يعني أن أوضاع فتح الداخلية كانت هادئة دائما وتخلو من التنافس والحراك … بل العكس تماما كانت هي أقرب إلى الحركة الدؤوبة والحراك والتنافس الداخلي من أي تنظيم سياسي آخر قد حاول أن يوازيها أو ينافسها في العمل والكفاح والعطاء، تلك ميزتها الديناميكية الحركية النابعة من طبيعة فكرتها الوطنية العبقرية وامتداداتها القومية والإنسانية، ومن طبيعة تكوينها المتنوعة والمتعددة ثقافيا وسياسيا على قاعدة من الوحدة الوطنية الصلبة، الشيء الذي فرض في داخلها نهجا حراكيا ونهجا ديمقراطيا فريدا قلما تجده في داخل أي حركة سياسية فلسطينية أخرى أو غيرها، ذلك ما أعطى لها افقا واسعا ومنحها قدرة سياسية ابداعية فريدة في صياغة السياسات والبرامج النضالية الأكثر توافقا مع أهداف ومتطلبات واحتياجات نضال الشعب الفلسطيني ومتطلبات قضيته العادلة والعمل المستمر على انتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية لكن ليس بالضربة القاضية كما يتوهم البعض وإنما بالنقاط نقطة تلوَ أخرى لتمهر بكفاحها جملة الإنجازات الوطنية الفلسطينية مهما صغرت، في سياق رؤيا كفاحية طويلة النفس تعكس فلسفتها الثورية في ديمومة الإشتباك مع العدو الرئيسي وتقديم التناقض معه على كافة التناقضات الثانوية الأخرى التي تعترض مسيرة كفاحها الطويل المعتمدة على أسلوب كفاح حرب الشعب الطويلة الأمد بمختلف الوسائل الممكنة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

لقد مرت حركة فتح في منعطفات ومنحنيات وتحديات عديدة عبر مسيرتها الكفاحية وعبرت منها دائما وهي أكثر اصرارا على التمسك بنهجها وسياساتها وأكثر تمسكا بأهدافها الوطنية سواء منها المرحلية أو الإستراتيجية .. وبقيت الصورة واضحة أمامها كما بقيت شبكة أصدقاءها متماسكة وقوية تمكنها من مواجهة العدو الرئيسي وشبكة تحالفاته الظاهرة والمستمرة.

لقد تعرضت حركة فتح لثلاثة عشر محاولة انشقاقية عبر مسيرتها الطويلة وتعرضت لهزات عديدة، فتساقط من تساقط من صفوفها، ذلك بفعل قوى إقليمية ودولية أو نتيجة لسوء قراءة من البعض في تقدير للواقع فلسطينيا وعربيا وللمشهد السياسي المحيط بها برمته…، كل تلك الهزات والإنشقاقات والمحاولات قد باءت بالفشل الذريع وانتهت وآلت إلى زوال … وبقيت حركة فتح تواصل نضالها وكفاحها وتثمر إنجازاتها الإنجاز تلو الإنجاز على طريق تجسيد الحلم الوطني الفلسطيني في العودة والحرية وتقرير المصير وبناء المستقبل الفلسطيني الذي انطلقت من أجله، ففتح أمس واليوم وغدا لا يضيرها من عاداها أو من تخلى عن السير في ركبها الوطني … فالدماء تتجدد في عروقها وشرايينها دائما وستبقي فكرتها الوطنية العبقرية الجامعة جاذبة ومحشدة لجماهيرها الفلسطينية والعربية على الدوام تمنحها الديمومة والإستمرار في نضالها وكفاحها.

قد يصعب على البعض فهم هذه الخصوصية التي تتمتع بها حركة فتح وهذا أمر طبيعي، لكن هذا البعض لن يرى في بدائلها المطروحة في ساحة الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني بديلا عنها، كما جميع من تساقطوا من صفوفها أو انسلخوا عنها يستمرون في اجترار ماضيهم في فتح ويستمدون من وهجه بعض الشعاع ليضفوا على أنفسهم بعض المكانة والقوة والعزة التي فقدوها بمغادرة فتح.

لذا نقول ان فتح ستبقى هي الفكرة العبقرية التي تمثل خيار الماضي والحاضر والمستقبل الوطني الفلسطيني لشعبها ولن يتقدم عليها أي خيار آخر، حتى يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه الوطنية في العودة والحرية والإستقلال وبناء دولته الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.

يرونه بعيدا ونراه قريبا وإنا لصادقون.

د. عبد الرحيم جاموس

الرياض 15/03/2021 م

Pcommety@hotmail.com

Exit mobile version