حرب الاستيطان على القدس

بقلم: عمر حلمي الغول

حرب شرسة وضروس تقودها العصابات الاستيطانية الصهيونية بقيادة حكومة نتنياهو لتهويد ومصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس العاصمة، لم تبقَ مقبرة، ولا أملاك حكومية، ولا فوق ولا تحت الأرض دون العمل على نهبها، وسرقتها والسطو عليها في وضح النهار، كما لم يترك بيت او عقار في أحياء سلوان وحلوة والبستان والجوز والشيخ جراح إلا ويتم أولا الاستيلاء على أكبر عدد من بيوت المقدسيين بذرائع وبوثائق مزورة، او بالالتفاف على أصحاب البيوت والعقارات من خلال السماسرة العملاء؛ ثانيا ازدياد ومضاعفة أخطار الهدم للعشرات من البيوت، وطرد أصحابها الفلسطينيين العزل بالاتكاء على محاكم التفتيش الصهيونية الشريك الفعلي في حرب تصفية الوجود الفلسطيني في العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية؛ ثالثا بادعاء ملكية بعض اليهود بيوت في القدس الشرقية، مع أنهم يقطنون في القدس الغربية وفي بيوت فلسطينية عربية، يتم طرد الفلسطينيين، ولا تعاد لهم ملكياتهم في القدس الغربية؛ رابعا محاولة استغفال المواطنين الفلسطينيين تحت يافطة بناء الحدائق العامة لهدم بيوتهم المجاورة للمواقع المذكورة؛ خامسا إحلال قطعان المستعمرين في البيوت المنهوبة والمسيطر عليها، بحيث تتم عملية تبادلية : طرد ونفي وإحلال وتوسع استعماري في آن؛ سادسا الحفريات المتواصلة تحت المسجد الأقصى وحوله وفي محيطه بهدف تدميره، مع تطويقه بعشرات الكنس اليهودية..

حرب الحكومة والمنظمات الاستيطانية الصهيونية هذه الأيام على أشدها في عملية تطهير عرقي واسعة وغير مسبوقة قد تطال 100 ألف فلسطيني مقدسي بهدف السيطرة الكاملة على العاصمة الفلسطينية، والحؤول دون الانسحاب من زهرة المدائن في إطار تسوية سياسية قادمة. وللأسف تستغل دولة الاستعمار الإسرائيلية وقوف العالم صامتا ومتفرجا على المذبحة وعملية التطهير العرقي الجارية في القدس باستثناء بعض الأصوات الخافتة من الأوروبيين وبعض الأصدقاء الأمميين ومنبر جامعة الدول العربية. لكن باقي العالم غارق كل في متاهة عوالمه، غير آبه بما يجري.

ولهذا لا يتورع نتنياهو الصهيوني البشع وزمرته من اليمين الصهيوني المتطرف عن مواصلة جريمة الحرب المنظمة على القدس وبيوتها وسكانها وتاريخها ومستقبلها وموروثها الحضاري والثقافي والديني والعمراني لتحقيق غاياته بالسيطرة الكاملة على كل أحياء العاصمة الفلسطينية. رغم محاولات أبناء القدس استخدام وسائل سلمية، بما في ذلك اللجوء للمحاكم الصهيونية نفسها، وحتى ابرموا مساومات مع البلدية الصهيونية لحماية أملاكهم وبيوتهم، أو حتى لإيجاد بدائل لمساكنهم المهددة بالهدم والتدمير، غير إن كل ذلك يذهب أدراج الرياح، ولا تلتزم العصابات الصهيونية في البلدية أو محاكم التفتيش أو مؤسسات حكومة الفساد والجريمة المنظمة بأي تعهدات واتفاقات

في ضوء ذلك، مرة أخرى على أبناء العاصمة أولا وثانيا وعاشرا أن ينهضوا من سباتهم، وان يمتشقوا سلاح الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، والتصدي للعصابات الصهيونية وعلى رأسها حكومة نتنياهو وأجهزتها الأمنية وكل المنظمات الاستيطانية من عطيرت كوهنيم إلى العاد إلى آخر المسميات ال60. وعليهم استعادة روح هبة أكتوبر 2015 وهبة البوابات الاليكترونية يوليو 2017 لحماية حقهم في الحياة الكريمة؛ ثانيا على الكل الوطني في فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر النزول للشوارع في المدن والساحات وعلى خطوط التماس لرفع راية القدس العاصمة، ورفض كل أشكال الاستيطان الاستعماري بؤرا ومستعمرات، وتطويقها كلها بالكتل البشرية الشعبية، وقطع طرق مواصلاتهم الالتفافية وغير الالتفافية لخنق حركتهم، ومحاصرتهم في غيتواتهم العنصرية؛ ثالثا حركة دعم فلسطينية وعربية وعالمية في دول الشتات والمهاجر والتعبير عن ذلك بالمظاهرات والإعتصامات والنداءات والمذكرات للقيادات والنخب والبرلمانات والمؤسسات الأممية ذات الصلة، ومحاصرة سفارات دولة الاستعمار الإسرائيلية في دول العالم؛ رابعا مضاعفة التحرك السياسي والدبلوماسي للقيادة الفلسطينية على المستويات المختلفة، ومطالبة دول العالم والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوقف جريمة الحرب الصهيونية على القدس العاصمة والمقدسيين الفلسطينيين العرب؛ خامسا المطالبة بتأمين الحماية الدولية لكل الجماهير الفلسطينية وخاصة في القدس العاصمة، وتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة بهذا الشأن؛ سادسا مطالبة إدارة بايدن أن ترتقي لمستوى المسؤولية، وان تلزم حليفتها الإستراتيجية بوقف التغول الاستيطاني الاستعماري، وتسقط وتلغي كليا صفقة القرن وما نتج عنها، ووقف الدعم للحكومة الإسرائيلية حتى تفي باستحقاقات السلام وخيار وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 ..

oalghoul@gmail.com

a.a.alrhman@gmail.com

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا