مرح زيد.. كاتبة كرتونية تطمح للعالمية

منذ اثني عشر عاما، يخط قلم الشابة مرح عماد زيد (26 عاما) من مدينة قلقيلية، كتابات إبداعية للأطفال، تعكس حالاتهم ومراحل نموهم بكلمات طريفة وبسيطة، تجذب انتباه كل من يقرأها أو يستمع لها، كما اقرباؤها وعائلتها الذين التفتوا لقدرتها على الكتابة، وكان تحفيزهم سببا لمحالفتها الحظ في الحصول على عمل يرتبط بموهبتها بمسمى “كاتب محتوى”.

شغفها بمتابعة الرسوم المتحركة بدأ منذ ان كانت طفلة في العاشرة من عمرها.. فأحبت كل ما يتعلق بها من موسيقى وكلمات وقصص، ولا شعوريا كانت تحفظ كلمات الشارات، وترددها خلال ممارسة أعمالها اليومية.

خاضت مرح تجربة الكتابة الكرتونية لأول مرة في الثالثة عشرة من عمرها، وعملت على تطوير ذاتها عاما بعد عام، من خلال قراءة الكتب، والمشاركة بعدة دورات تعنى بالكتابة وفنونها، واستعانت بشبكة الإنترنت لتحسين مهارتها، ونجحت، بحسب قولها، بفتح باب للتواصل مع قنوات تلفزيونية دولية خلال مرحلة تعليمها المدرسي، وتعمل حاليا مع شركة إماراتية تقوم بتحويل كلماتها لأناشيد، وتبثها على أربع قنوات تلفزيونية للأطفال وهنَّ: “ميمو، ومرح، وهدهد، وحموص وحموصة”.

وتبين مرح أن ميولها الى كتابة هذا النوع من الأناشيد جاء من مواظبة عائلتها على تخصيص ساعات تلفزيونية تتابع فيها الرسوم المتحركة وإخوانها الثلاثة يوميا، عندما كانوا طلابا في المدرسة.

وتسرد بداية تجربتها مع الكتابة قائلة: “اعتادت والدتي أن تساعدني في إنجاز واجباتي الدراسية، وذات يوم، لاحظت كتاباتي العشوائية عن الأطفال والطفولة على الورقة الخلفية من الكتب والدفاتر المدرسية، فوبختني لعدم احترامي الكتب المدرسية، واحضرت دفترا خارجيا من مكتبة المنزل لأدون فيه ما أريد كتابته، وقطعت وعدا على نفسها بإهدائي هدية إذا ما حافظت على الكتب والدفاتر المدرسية نظيفة، وأشارت إليَّ بنقل ما كتبته الى دفتري الجديد، لأحتفظ به كذكرى جميلة عندما أكبر، ومن حينها أصبحت أشارك عائلتي ما أكتب”.

وتتابع: وفي المرحلة الإعدادية برزت في اللجان المدرسية، وكان لمعلماتي دور هام في تقوية شخصيتي وموهبتي بالكتابة، وذلك من خلال دعم مشاركتي بالإذاعة والمسابقات المدرسية.

وبالرغم من انشغالها بالثانوية العامة، تمكنت فرح من اجتياز امتحان قبول المشاركة في دورة دولية لكتابة المحتوى بإشراف ابرز الكتاب في العالم العربي مع مجموعة من الطلبة المختارين دوليا، وشاركت بها عبر الإنترنت، ونجحت بالحصول على فرصة تدريب مدفوعة الأجر تعنى بكتابة المحتوى .

وتشير الى ان دراستها لتخصص طب الاسنان في الجامعة، لم يثنيها عن مواصلة الكتابة للأطفال والعمل بهذا المجال، فخلال دراستها الجامعية شاهد والداها إعلانا لإحدى قنوات الأطفال تبحث فيه عن “كتاب محتوى”، فشجعاها على التقديم، وبالفعل حصلت على فرصة العمل مع قناة “ميمو”، ثم مع قناة “مرح”.

وتوضح أنها بعد ذلك نجحت بعقد اتفاقية تعاونية بشكل مباشر مع الشركة الإماراتية الأم التي تقوم بإنتاج الأناشيد وترعاها لأربع قنوات تلفزيونية تعنى بالأطفال، تم ذكر اسمها في بداية التقرير أعلاه.

وتؤكد مرح أنها تسعى دائما الى البحث عن فرص تكتسب من خلالها خبرات مختلفة واضافية، فمؤخرا تعاونت مع الكاتبة المقدسية بيان شريتح، وقامت بكتابة شارة البداية لقصتها (توتة توتة احكيلي الحدوتة)، التي ما زالت قيد الإنتاج حاليا، كما أنها حاليا تحاول كتابة قصص لأطفال الرسوم الكرتونية.

“إن الأجواء المريحة المليئة بالطاقة الإيجابية هي مصدر إلهام للكتابة والإبداع، فقد أتمكن من كتابة نشيد في غضون 20 دقيقة ان تواجدت الفكرة، في حين قد أمكث عدة ساعات في كتابة المهمة ذاتها في وقت قد أشعر فيه بالانزعاج وعدم الراحة”، تقول مرح.

ومع أن مرح قد أنهت دراستها الجامعية بتخصص “طب الأسنان”، إلا أنها تتمنى أن تكمل مسيرتها ككاتبة للأطفال، وأن تمتلك قناة او مدونة خاصة مستقبلا، تشكل مصدرا ومرجعا للاستعانة بها وقت الحاجة، وتكون شاهدا حيا على انجازاتها.

وفا– ميساء عمر

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا