قمة الجزائر القادمة..هل هي مراجعة عربية شجاعة للذات؟

بقلم: يحيى رباح

زيارة الدولة التي قام بها رئيسنا ورأس شرعيتنا الوطنية الأخ أبو مازن للجمهورية الجزائرية، هي زيارة هامة جدا، وتاريخية جدا، أولا بسبب أن الجزائر تحضر نفسها لاستضافة مؤتمر القمة العربية، الذي تتقاطع حوله الاحتمالات الكثيرة من بينها هل ينجح المؤتمر من خلال موعد انعقاده، من خلال الدولة المستضيفة له، وهي الجزائر التي حين انطلقت ثورتها العظيمة، ذاتها وضعت أمام عينيها هدفا كبيرا وهو تحطيم المستحيل، ولن أستطرد كثيرا في الشرح، فالثورة الجزائرية الخالدة، شرحت نفسها بنفسها، من خلال نضال شعبها الذي فاق الأساطير، ومن خلال أسماء شهدائها التي تضيء مدن وقرى وشوارع وساحات الجزائر، ومن خلال النموذج العظيم الذي قدمته الثورة الجزائرية منذ انطلاقتها وحتى انتصارها، وهو إرث عظيم وضعه الشعب الفلسطيني في أعلى مراتب مقدساته، ولقد تم التعبير عن كل ذلك بالمقولة الجزائرية التي ارتقت إلى مستوى الوصاية الإلهية المقدسة نحن نقف مع فلسطين ظالمة أو مظلومة!!!.
زيارة رئيسنا أبو مازن للجزائر في هذا الوقت، طبعا هي متعمدة، ومخطط لها بكل إتقان، وصداها ونتائجها أعلى من كل مستوى متوقع، وامتدادها سيكون لا منتهيا، وخاصة ورئيسنا يستعد لزيارة تونس التي عودتنا الوفاء بالعهد والتي تخوض تجربة سوف يسري صداها في كل أرجاء العالم العربي.
إسرائيل كما أشرنا إلى ذلك عدة مرات، هي في قمة انكشاف حقيقتها، هي عصابة، واختارت عن عمد أن تكون عصابة، لأنها في حالة كونها عصابة لا يمكن بل هي عاجزة بالمطلق أن تكون دولة تحتكم إلى القانون الدولي، وهي تعلم علم اليقين أن الذين خلقوها وغرسوها كخنجر في قلب العالم العربي بدءا ببريطانيا واستمرارا بأميركا، حاضرون وجاهزون لكي يكيفوا مصالحها ((مصالح العصابة، مع قوانينهم، ولهذا نرى أن الولايات المتحدة الأميركية، تعطي إسرائيل الآن وقتا مستقطعا إضافيا، فبايدن الذي تقول إدارته.ويقول هو شخصيا، إن أفضل الحلول هو حل الدولتين، الدولة الإسرائيلية القائمة والتي تتجاوز القانون الدولي، والقانون الإنساني، وقرارات الشرعية، ولكن أميركا تعطيها مزيدا من الوقت المستقطع لتسرق ما تريد، وتعربد بما تريد، وتنهمك في أقذر وأحط أنواع الجريمة ضد الشعب الفلسطيني، لكن كل ذلك أوشك على النهاية، فرئيسنا ورأس شرعيتنا أبو مازن أعلن الإنذار بأنه إذا استمرت إسرائيل في جرائمها والاستيطان، والاحتلال، والقتل المنفلت من كل مسؤولية فإنه سيتخذ الإجراءات والقرارات التي تغير كل ذلك وترد الرد الفلسطيني على كل ذلك، ولعلنا نرى قريبا كيف أن رقصات التعري والأغاني المايصة التي ترحب بالاستيطان سوف تتوقف، لأن العار يجب أن يتوقف.
منذ البداية، وحتى ونحن نتدفق أكثر في شوارع اللجوء، كانت الثورة الجزائرية ضوءا يسطع في عيوننا وقلوبنا، الزيارة للجزائر عبرت عن كل ذلك بفرح مجيد، والمجد كل المجد لقادة الجزائر وشعبها العظيم.

المادة السابقة
المقالة القادمة

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا