مركز “بتسيلم” يكشف: هكذا نكّلت شرطة الاحتلال بأحمد مطير في قلنديا

قال مركز “بتسيلم” الحقوقي الإسرائيلي إن عناصر من شرطة الاحتلال نكلوا بالمواطن أحمد مطير وهو أب لطفل ويُقيم في حيّ المطار في مخيّم قلنديا للّاجئين في شمال القدس المحتلة.

وأشار إلى أن الحادث وقع في 24 من الشهر الماضي وقال: “قبل أن تبدأ المواجهات مرّ في المكان أحمد مطير (30 عاماً) متوجّهاً إلى عمله في محطّة وقود الريّان المجاورة. سأله ضابط من حرس الحدود إلى أين هو ذاهب ولمّا أجاب بأنّه متوجّه إلى عمله سمح له الضابط بمُواصلة طريقه، لكنّ اثنين من العناصر انقضّا عليه وهدّده أحدهما بسلاحه، ثمّ انهال عليه خمسة عناصر آخرون ركلاً وضرباً بأيديهم وأسلحتهم في كلّ أنحاء جسمه”.

وأضاف: “بعد نحو دقيقتين أخلوا سبيل أحمد فعاد إلى منزله، ولاحقاً تبيّن في الفحص الطبّي صدع في عظم أنفه”.

وقال مطير في شهادة للمركز: “في يوم الاثنين الموافق 24.1.22 خرجت من منزلي نحو السّاعة 11:00 صباحاً. كان يوماً هادئاً وعاديّاً. عندما وصلت إلى الشارع الرئيس رأيت قبالة مدخل المخيّم ستّة أو سبعة جيبات تابعة لحرس الحدود. كذلك رأيت ثلاثة أو أربعة عناصر يقفون عند المدخل. توجّه إليّ ضابط من حرس الحدود وسألني باللّغة العربيّة إلى أين أنا ذاهب. قلت له إنّني ذاهب إلى عملي في محطة الوقود فسمح لي بالمُرور”.

وأضاف: “عندما كنت على وشك اجتياز الشارع اقترب منّي أحد عناصر الشرطة وهو يصرخ عليّ بالعبريّة. يبدو أنّه كان يأمرني أن أعود. قلت له – باللّغة العربيّة – إنّني ذاهب إلى مكان عملي وإنّ الضابط قد سمح لي بالمُرور، وكنت في أثناء ذلك أواصل السّير لكنّ الشرطيّ دفعني”.

وأشار إلى أنه “عندما صرخت عليه “لماذا تدفعني؟” جاء شرطيّ آخر وهو يُشهر بندقيّة رصاص إسفنجيّ كان يحملها. خفت لأنّه كان يبدو قادماً في اتّجاهي. كان يوجّه بندقيّته تارة نحو رجليّ وتارة نحو صدري. أخذت أصرخ عليه وأسبّه فنادى عناصر شرطة آخرين فجاء هؤلاء وانقضّوا عليّ. كانوا نحو سبعة عناصر حرس حدود بمن فيهم الشرطيّ الذي دفعني في البداية. جميعهم انهالوا عليّ ركلاً وضرباً بأيديهم وبنادقهم. حتى بعد أن وقعت أرضاً واصلوا ضربي. حاول الضابط الذي سمح لي بالمُرور أن يثنيهم عن ضربي لكنّهم لم يستجيبوا له”.

وقال: “رأيت أخي وسام (32 عاماً) يحاول التدخّل لكنّهم طردوه. ظلّوا يضربونني طوال دقيقتين تقريباً. بعد ذلك رفعوني عن الأرض واقتادوني إلى أحد الجيبات وهناك توقّفوا عن ضربي. تقدّم منّي الضابط وقال إنّهم سيُخلون سبيلي. سألته “لماذا قلت لي إنّه يمكنني المُرور؟” لكنّه لم يُجبني”.

وأضاف: “عدت إلى المخيّم عبر شارع جانبي واتّجهت إلى عيادة “سما” لأنّني كنت أعاني أوجاعاً في أنفي وصدري ومؤخّرة رأسي. بعد الفحص وصورة الأشعّة التي أجروها في العيادة تبيّن لديّ صدع أو كسر خفيف في أنفي. أعطوني مسكّن أوجاع ثمّ عدت إلى منزلي”.

من جهته قال وسام مطير (32 عاماً) أب لطفلين وهو شقيق أحمد ويُقيم في حيّ المطار في مخيّم قلنديا للّاجئين: “خرجت في سيّارتي من منزلي في مخيّم اللّاجئين وفي طريقي رأيت عدداً من عناصر حرس الحدود يحيطون بأخي أحمد الذي كان يخوض جدالاً معهُم. رأيت أحد العناصر يدفعه فأوقفت سيّارتي في جانب الشارع ومشيت نحوهم. لحظة أن اقتربت منهم نادى أحدهم عناصر شرطة آخرين فانضمّ هؤلاء إليه وانهال جميعهم على أحمد يلكمونه ويدفعونه. عندما أوقعوه أرضاً هجموا عليه يركلونه ويضربونه بأيديهم وبنادقهم. في البداية كان عدد العناصر اثنين وبعد ذلك أصبحوا سبعة”.

وأضاف: “أحد عناصر حرس الحدود اعترض طريقي وهو يصرخ عليّ ويأمرني بتهديد السّلاح أن أعود إلى سيّارتي. قلت له إنّ هذا أخي وسألته لماذا يضربونه لكنّه واصل الصّراخ والتهديد وهو يأمرني أن أبتعد. ابتعدت قليلاً مضطرّاً ولكن عندما رأيتهم يُواصلون ضرب أخي تدخّلت مرّة أخرى فاعترض أحد العناصر طريقي بغضب وهياج شديدين وهو يوجّه بندقيّته نحوي. أعتقد أنّ تلك كانت من البنادق التي تطلق الرّصاص المطّاطيّ. كان يصرخ عليّ بالعبريّة: “سوف أطلق عليك! سوف أطلق عليك! ارجع إلى الوراء! ارجع إلى الوراء!”. فهمت ما قاله فلم يكن لديّ خيار سوى أن أتراجع إلى الوراء”.

وتابع: “كان العناصر يواصلون الاعتداء على أخي. بعد مضيّ دقيقة أو دقيقتين توقّفوا واقتادوه إلى أحد الجيبات. تأكّدت حينذاك أنّهم سوف يعتقلونه لأنّني لم أره بعد ذلك. كنت مضطرّاً لأن أُبعد سيّارتي من هناك إذ اندلعت مواجهات بين شبّان وعناصر شرطة حرس الحدود المتواجدين هناك. كان هناك عشرات من العناصر حسب تقديري”.

وأشار مطير إلى أنه “عُدت إلى منزلي وأخبرت والديّ بما جرى ثمّ عُدت إلى الشارع مع والدي لكي نعرف ماذا جرى لأخي. قال لنا أحد العناصر إنّه قد أخلي سبيله وعندما هاتفناه قال لنا أحمد إنّه في العيادة”.

“الأيام” الفلسطينية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا