صحف عربية: إرهاب حزب الله.. خدمات للتصدير

ما زال لبنان يرضخ لإرادة حزب طائفي يتحكم بتوجه شعب بأكمله ويجره معه إلى الهاوية التي باتت على بُعد خطوات، بعد أن نجحت الجمهورية الإيرانية الداعم الرئيس لحزب الله في تحويل هذا البلد الصغير إلى قاعدة من قواعدها في المنطقة، تستخدمها لبث سمومها مرة باسم المقاومة وأخرى باسم الدين.
وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم الجمعة، دعا محللون سياسيون لضرورة لمصارحة اللبنانيين علناً بأن بلدهم أصبح مختطفاً من قبل ميليشيات إرهابية، وأن عودة لبنان لمحيطه أصبحت مرهونة بمؤشرات داخلية قادمة تحمل إرادة بالتغيير نحو تقدم لبنان وازدهاره.

بلد مختطف
وتحدثت صحيفة “العرب” اللندنية عن المنازاعات الداخلية التي تحكمها المصلحة أولاً، مشيرة إلى “ملاحقة رئيس الجمهورية ميشال عون لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر جهاز أمني يمون عليه وقاضية تعمل بتعليمات منه، فيما تتصرف قوات الأمن الشرعية بما تمليه عليها القوانين المرعيّة”، موضحة أنه “لم يلق أحد القبض على سلامة وهو ما لا يحصل سوى في بلد لا مرجعية سياسية فيه إلا مرجعية حزب الله، أي إيران. ولا مشكلة لدى حزب الله في ترك الأحزاب والقوى السياسية تتلهّى ببعضها البعض، ما دام هو الطرف الذي يقرّر في القضايا الكبيرة”.
وبينت الصحيفة أنه “سواء أجريت انتخابات نيابيّة أم لم تجر، سيبقى القرار في لبنان إيرانياً وكلّ يوم يمرّ تؤكّد إيران، عبر حزب الله أنّها ممسكة بالقرار اللبناني وأن كلّ ما هو مطلوب إيجاد وظيفة إيرانيّة للبنان. وهو ما يعني أن لبنان أصبح الدويلة في دولة حزب الله وذلك بعدما كانت دويلة حزب الله في دولة لبنان. وكل ذلك من منطلق مذهبي ليس إلا”.
وتساءلت الصحيفة: “ألم يحن الوقت ليقول الثنائي الرئاسي أنّه فشل في استعادة حقوق المسيحيين في لبنان والدفاع عن مصالحهم بواسطة سلاح حزب الله؟”. ويكمن الجواب، بحسب الصحيفة، في “أن إيران أرادت تأكيد أن لبنان تحت سيطرة حزب الله وأن الدويلة التي أقامها الحزب هي الدولة في لبنان، وأنه لا قيمة لما يصدر عن وزير الداخلية اللبناني بسّام مولوي وأن حزب الله يتصرّف بالطريقة التي يريدها وأن ليس من طرف يستطيع منعه من ذلك. لم يستطع وزير الداخلية اللبناني سوى الاعتراض والإشارة إلى أن ما يقوم به حزب الله يصبّ في المزيد من الإساءة إلى العلاقات التي تربط لبنان بدول الخليج العربي”.

سلعة الإرهاب
من جانبها، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن “الإرهاب أصبح وتقنياته وأسلحته “سلعة” قابلة للتصدير والتجارة، حتى مع غير أصحاب الملّة الواحدة، سلعة كأي سلعة لا تعرف تمييزاً دينياً أو عرقياً أو جندرياً، سلعة عالمية”، مشيرة إلى إعلان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن حزبه يقوم بتصنيع طائرات مسيّرة في لبنان، وقال إنه “مستعد لبيعها لمن يريد أن يشتري”، مؤكداً أن حزبه باتت لديه القدرة على تحويل آلاف الصواريخ التي يملكها إلى “صواريخ دقيقة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “لا فرق بين بين خدمات نصر الله القابلة للتصدير وخدمات أيمن الظواهري الجاهزة للاستخدام الخارجي الدولي من كل الشعوب؟ وهذا الأمر يفتح على سؤال أكبر هو ما هو حجم العقيدة الدينية والإيمان الصادق في هذه المواقف، وما هو حجم “اللعب” السياسي والتخادم الاستخباري وعمل كارتيلات التهريب وتجارة الأسلحة وتقديم الخدمات الإرهابية الدولية؟”.
وأكدت الصحيفة أن “ما نراه من تنظيم القاعدة وما كان يفعله زعيمه أيمن الظواهري وما يفعله أمين حزب الله “واحد” فالأكيد الذي يتكرر تأكده دوماً هو أن صنّاع وقادة الجماعات والميليشيات العابرة أو المنقضّة على معنى الدولة البدهي، تتشابه في نمط عجيب يتفق على الدمار والحرب والخراب”.

ورقة الاستقالة
وذكرت صحيفة “الجمهورية” أن “حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تسير على رجـلٍ ونصف الرجْـل في حقـلٍ من الألغام، وكلُّ ملـفٍّ فيه عبـوةٌ ناسفة منها ملـفُّ الموازنة والتعيينات والإنتخابات والمذكرات القضائية والرسوم والترسيم والمراسيم والثنائيات، وكلّما ضـاق الرئيس الميقاتي ذرْعـاً أوْ ضيَّقوا عليه الخناق يهدّد بالإستقالة وكل شيء في لبنان بـات يحتاج إلى حكمٍ وحكومةٍ وحاكم!”.
ونبهت الصحيفة إلى أنه “مهما كانت المآخذ على الرئيس سعد الحريري، إلا أنه حفظ ماء الوجه مـرة عندما استقال من الحكومة، ومـرّة عندما استقال من مزاولة العمل السياسي، ولا يزال على الساحة السنيّة هو الأقـوى”، مبينة أنه “عندما يكون الحاكم حاكماً ومستقيلاً معاً وعندما يمكن باللاَّحكم أنْ نسترجع ما فقدناه بالحكم، يصبح اللاَّحكم أفضل، وتصبح الاستقالة أجـدى من استمرار الشدائد والمفاسد”.
وقالت الصحيفة إنه “في تاريخ الدول، عندما يتهاوى الحكم هزيلاً بفعل سـوء التدبير وغبـاء المستشارين وغياب العقلاء، يصبح الحاكم ضحيّة أكاذيب المنجّمين والتدجيل باسم الكواكب”، مشيرة إلى أن لبنان اليوم في مرحلة التحدّي المصيري، وعليه تحريك “عجلة التاريخ” لولادة جديد “غير مشوّهة”.

موقع 24 الاماراتي

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا