مجزرة الحرم الابراهيمي ونضال الأسرى

بقلم: الأسير ياسر أبو بكر

عملية قتل جماعي لا إنسانية ووحشية ارتكبها إرهابي صهيوني مستوطن عام 1994 داخل الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، واستشهد فيها 29 مصليًا وجرح 15، وكل ذنبهم أنهم مؤمنون! واستغلت سلطات الاحتلال الصهيوني المجزرة الارهابية لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود، وممارسة سياسات التهويد والاستيطان بمدينة الخليل ومحيطها.

ومن العلوم أن المسجد الإبراهيمي يقع في قلب مدينة الخليل، وينسب المسجد -الذي يطلق عليه أيضا اسم الحرم الإبراهيمي- إلى النبي إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.

ولنعود للحادث الإرهابي اللاإنساني المشؤوم كما نقلت الأنباء آنذاك جميعًا حيث أنه في فجر الجمعة الـ 25 من فبراير/شباط 1994 الموافق الـ 15 من رمضان 1415 للهجرة، وقف الارهابي المستوطن “باروخ غولدشتاين” خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون ففجر حقده المكنون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود ( ) في نفس الوقت قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت “رصاص دمدم” المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم.

إنها مذبحة تذكرنا بالارهابي في نيوزلندا الذي ارتكب مذبحة عام 2019م في مسجدين ليقتل 49 مصليًا دلالة على أن الارهاب لا حدود ولادين له.

والى ما سبق أسفرت مجزرة الحرم الإبراهيمي-كما أسلفنا- عن استشهاد 29 مصليا وإصابة 15 آخرين قبل أن ينقض مصلون على الارهابي غولدشتاين ويقتلوه.

وبعد انتهاء المذبحة، أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب ( )، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

وأثناء تشييع ضحايا المجزرة، أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصًا على المشيعين فقتلوا عددا منهم، مما رفع عدد الضحايا إلى خمسين شهيدا و150 جريحا.

وعقب المجزرة وفي اليوم نفسه، تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وداخل مناطق الخط الأخضرمن فلسطين، وقد بلغ عدد الشهداء نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال حينها ستين شهيدًا.

ويوم 18 مارس/آذار 1994، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدين مجزرة الحرم الإبراهيمي، ويدعو لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما فيها نزع سلاح المستوطنين.

إننا نحن كعرب وفلسطينيين بل وأحرار العالم، ونحن كأسرى في سجون الاحتلال إذ نستذكر هذه المذبحة للإرهابي المستوطن فإننا نرى تمدّد مساحة التغول الصهيوني للمستوطنين/المستعمرين في عمق الأرض المتاحة للدولة الفلسطينية القادمة، من عصابات يمينية مختلفة أدمنت العنصرية وكُره العرب كما تربّت على الحقد والقتل والذبح في محاولة لتجريد الفلسطيني من أرضه، ومن آدميته وتحويله الى كيس ملاكمة لعله يرحل؟! وما هو الا صامد مقاوم ثابت.

تأتي ذكرى هذا الحدث الوحشي والإرهابي للمستوطنين لتكون حافزًا لنا جميعا برفض القتل والارهاب فكما رفضنا قتل اليهود في الحرب العالمية الثانية وقتل كل الناس في أي من الحروب عبر التاريخ ممن سقطوا فداء المطامع الامبراطورية او العنصرية أو الاستعمارية فإننا لا نقبل القمع الصهيوني اليومي للفلسطيني في أرضه من قبل الطغمة الاستعمارية الاحتلالية وعصابات المستوطنين.
إن القضايا الانسانية العامة تفرض علينا دومًا عدم النسيان، بل الالتفاف حول مثل هذه القضايا، واستثمار الذكرى لغرض التحفيز المستمر للعمل بمثابرة، في قضية الأسرى والمعتقلين واطلاق سراحهم أجمعين باعتبارها قضية انسانية عامة، وقضية حرية ليست موسمية أو مؤقتة اومهرجانية فقط.

وكما الحال مع الأخ الأسير ناصر أبوحميد الا نموذجًا للاهتمام الهام جدًا، والذي لا نبتغيه أن يكون مؤقتًا أومرتبطًا بحدث هنا أو هناك بل أن يظل قضية دائمة يومية ذات ديمومة تمامًا كقضية رفض احتلال أرض فلسطين، وضرورة زوال الاحتلال الصهيوني وكف أيدي العصابات الاستيطانية الإرهابية، وإطلاق سراح جميع السجناء فيما هو احد أهم شروط ثقافة السلام والتحرر.

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا