مقال: السلطة وحماس تسيران بحذر في الأزمة الأوكرانية

نشر المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم مقالاً في صحيفة “يسرائيل هيوم”، حول موقف السلطة الفلسطينية وحركة حماس من الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية بشكل عام، والعلاقة مع روسيا بشكل خاص.

وقال بن مناحيم: “يعتقد المثقفون الفلسطينيون أن على المستوى السياسي الرسمي الفلسطيني تبني موقف حكيم يدعم مبادئ القانون الدولي، ويدعو إلى حل النزاعات سلمياً من خلال الحوار وليس بالقوة العسكرية؛ وتؤيد حق الشعوب في تقرير المصير كمبدأ لا يمكن المساومة عليه”.

وأضاف: “في الوقت نفسه، يدرك الفلسطينيون جيدًا أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يهودي صهيوني، دعم الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وكذلك أيّد عملية “حارس الأسوار” الإسرائيلية في غزة في مايو 2021.

وأشار بن مناحيم أن هناك فلسطينيون يرحبون بغزو الجيش الروسي لأوكرانيا، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تشكيل نظام عالمي جديد تتراجع فيه الهيمنة الأمريكية، ما سيؤدي إلى ضعف الولايات المتحدة كحليف لإسرائيل، وأن ذلك سينتج عنه بالضرورة إضعاف إسرائيل أيضاً.

ويرى المختص في الشؤون العربية أن رئيس السلطة الفلسطينية يريد تجنب إثارة الخلافات مع إدارة بايدن بعد رفض إدانة روسيا، الأمر الذي قد يعرّض ملف إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن للخطر.

وتحاول السلطة الفلسطينية -من وجهة نظر بن مناحيم- تقليص دور الولايات المتحدة التي تعتبر الوسيط التقليدي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، إذ يسعى عباس بمساعدة روسيا على تجريد الولايات المتحدة من هذا الدور، مدعياً أنها ليست “وسيطا نزيها”.

وعلى صعيد موقف حركة حماس من الأزمة الأوكرانية قال بن مناحيم أن “حماس أيضاً لديها علاقات جيدة مع روسيا مثل السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح، فهي مترددة في اتخاذ موقف من الأزمة في أوكرانيا.”

وكان عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق في 26 فبراير، قد غرد عبر حسابه في تويتر أن: “من أهم الدروس المستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية أن حقبة أمريكا بصفتها الحصن الوحيد للعالم قد انتهى”. وفق قول بن مناحيم.

ويؤكد: أن “السلطة الفلسطينية ترتبط بموسكو بعلاقات أوثق منها مع واشنطن، فلم يقتصر الأمر على عباس، الذي هو على اتصال مباشر مع بوتين، ولكن أيضًا حسين الشيخ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وخليفة محتمل لعباس، أقام علاقات وثيقة مع القيادة الروسية”.

ويستطرد بن مناحيم: “مما لا شك فيه أن السلطة الفلسطينية وحماس أكثر تعاطفًا مع روسيا من تعاطفهما مع الولايات المتحدة الحليف الأقرب لإسرائيل، فلقد لعبت روسيا في السنوات الأخيرة دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية، بل إنها استضافت حوارًا بين مختلف الفصائل في موسكو بهدف تحقيق الوحدة الوطنية”.

ويضيف: “يحضر رؤساء الفصائل الفلسطينية سنوياً اجتماعات دبلوماسية في وزارة الخارجية الروسية، حتى محمد دحلان المنافس اللدود لعباس، تم استضافته قبل بضعة أشهر في موسكو وطلب مساعدة لافروف في المصالحة مع رئيس السلطة الفلسطينية”.

وختم المحلل السياسي يوني بن مناحيم بالقول: “أن الفلسطينيون يأملون في إيجاد حل دبلوماسي في أقرب وقت ممكن حتى يتمكنوا من اتخاذ موقف عام أكثر ملاءمة، بحيث لا يثير حفيظة روسيا أو الولايات المتحدة”، لكنه استطرد: “في اللحظة التي تصبح فيها نتيجة القتال في أوكرانيا أكثر وضوحًا، من المتوقع أن كبار الشخصيات في السلطة الفلسطينية وحماس سيعلنون مواقفهم”

أحمد سمير – عكا للشؤون الاسرائيلية

مواضيع ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

فتح ميديا أوروبا